الدوحة -الراية: تنطلق اليوم فعالية مخيم الدوحة الشبابي للعمل التطوعي والإنساني، بإشراف وزارة الثقافة والرياضة، وبالتعاون مع منتدى شباب التعاون الإسلامي، وهو منظمة دولية تابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، ضمن فعاليات الدوحة عاصمة الشباب الإسلامي 2019، وذلك تحت شعار «الأمة بشبابها» . وتتواصل فعالية مخيم الدوحة الشبابي للعمل التطوعي والإنساني حتى يوم 6 نوفمبرالمقبل. وتقام بتنظيم مركز قطر للفعاليات الثقافية والتراثية، وبالشراكة مع قطر الخيرية، وذلك في درب الساعي. وتنطلق الفعالية من فكرة أساسية، وهي قيمة الإنسان في المجتمعات، وأهمية دور الشباب في مجالات البذل والعطاء والإيثار، انطلاقاً من أن المجتمعات تقوم على التعاون بين أفرادها، مهما كانت حالتهم، علاوة على إبراز أهمية الدور الذي يقوم به الشباب تجاه مجتمعه، كونه صمام أمان لهذه المجتمعات، وهو ما يرسخ الشعار الذي ترفعه فعاليات الدوحة عاصمة الشباب الإسلامي 2019، وهو أن «الأمة بشبابها». ويمثل مخيم الدوحة الشبابي للعمل التطوعي والإنساني فرصة للشباب الإسلامي لتبادل التجارب والخبرات في مجال العمل التطوعي والإنساني، مستهدفاً في ذلك تنمية قدرات الشباب المسلم في مجالات الإغاثة وإدارة الكوارث، وطرح ومناقشة تجارب بعض الدول الإسلامية في العمل التطوعي والإنساني والإغاثي، وتحفيز الشباب على اكتساب ونشر ثقافة المسؤولية المجتمعية والعمل التطوعي. تعزيز التقارب وسوف يشهد المخيم مبيتاً للمشاركين فيه، وهو ما يعكس واقعاً عملياً، لتعايش حال المتضررين واللاجئين جراء الحروب والكوارث الطبيعية، إذ سيكون مبيت المشاركين في المخيم مماثلاً لتلك الحالة التي يعيش فيها اللاجئون والمتضررون من الكوارث والحروب. من جانبه، وصف محمد علي الغامدي، مستشار المخيم ومساعد الرئيس التنفيذي بقطر الخيرية، المخيم بأنه فعالية مهمة لما يتميز به من أهمية كبيرة تسهم في تعزيز التقارب بين شباب الدول الإسلامية، وبناء جسور الحوار من أجل تبادل الخبرات والتجارب لتمكين الشباب على مستوى العالم الإسلامي لمزيد من الانخراط في عملية البناء والتنمية. وحدد طبيعة البرنامج في التعريف بالعمل الإنساني والتنموي وتوفير إطار احترافي ومتقدم في هذين المجالين للمشاركين من خلال برامج وأنشطة نظرية وتطبيقية، إضافة إلى تمليك الشباب لعدد من المهارات الفنية. وقال الغامدي إنه سيتم خلال فترة التدريب تقديم وعقد حلقات نقاش ودورات تدريبية وورش عمل حول القانون الدولي، وقواعد السلوك للاستجابة الإنسانية وغيرها من الأنشطة الفعالة، وكذلك مناهج تخطيط وتنفيذ مشاريع التنمية. وأوضح أن المخيم سيرفع شعار من أجل تمكين شباب العالم الإسلامي لمزيد من الانخراط في عملية البناء والتنمية في عالم متغير، وأنه يتيح الفرصة للشباب الإسلامي لفهم منظومة العمل الإنساني والتنموي الدولي وللتدريب على أفضل الممارسات في هذين المجالين وصقل مهاراتهم الشخصية من أجل التأهيل نحو مسارات الإبداع والابتكار إضافة إلى تعزيز مشاركتهم في بناء شبكة فعالة من الشباب المنتمين إلى العالم الإسلامي. روح العطاء وأكد أن برنامج المخيم سيسعى إلى تعزيز روح العطاء والمساعدة في أوساط الشباب المسلم وترسيخ مقاربة حديثة ومتطورة تعمل على تطوير الأعمال الخيرية التقليدية، والعمل على بناء نماذج حديثة للعطاء الإسلامي وضمان استدامة هذه النماذج وإبرازها في منظومة العمل الإنساني الدولي. ورصد أهداف برنامج المخيم في السعي لفهم أدق وأشمل عن أهمية ودور العمل الإنساني والتنموي في العالم لدى الشباب، وتخريج كوادر شابة مدربة على أحدث تقنيات ومناهج العمل الإنساني والتنموي في العالم، وتطوير المهارات القيادية والإدارية والعملية للشباب وتشجيع روح المبادرة الشخصية، وتنمية الجانب المعرفي لمفاهيم وقوانين وسياسات العمل الإنساني لدى الشباب، ونشر ثقافة التأهب والاستعداد وحماية الأرواح في حالات الكوارث. كما حدد الغامدي أهداف المخيم في ترسيخ القيم الإيجابية وتعزيز ثقافة الإبداع والابتكار في صفوف الشباب من خلال تنمية وصقل المهارات الذاتية، وتكوين شبكة علاقات فعّالة بين الناشطين من الشباب في مجال العمل الإنساني والتنموي في بلدان العالم الإسلامي، والاطلاع على تجارب حقيقية عن طريق المحاكاة لواقع بعض المجتمعات في مجالات التعليم والصحة وكيفية النهوض بها. ورش ودورات من جانبه، أكد الدكتور حمد الفياض، المشرف العام لفعالية مخيم الدوحة الشبابي للعمل التطوعي والإنساني أن مخيم الدوحة الشبابي للعمل التطوعي والإنساني هو جزء من فعاليات الدوحة عاصمة الشباب الإسلامي 2019. معرباً عن فخره بأن يكون جزءًا من هذه الفعالية التي تبرز مجهودات الدولة في العديد من مجالات العمل الإنساني والتطوعي مع مشاركات مميزة من اللجنة الدائمة للطوارئ والدفاع المدني وقوى الأمن الداخلي لخويا ومؤسسة حمد وقطر الخيرية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين وكثير من الشركاء. وقال د. الفياض إنه من خلال هذا المخيم فإن المشاركين سوف يستفيدون مما سيشهده من دورات وورش وزيارات ميدانية ليكون ذلك خير مثال لتمثيل دولهم في المجال الإنساني والتطوعي. تجدر الإشارة إلى أن معايير اختيار المشاركين في المخيم اعتمدت على القدرة على العمل تحت ضغط التدريبات، بالإضافة إلى القدرة على اتخاذ القرار المناسب في الأوضاع الصعبة، وإتمام المهام وتطبيق التوجيهات بكل دقة، بجانب احترام الضوابط المتصلة بالعمل الجماعي والتحلي بروح الفريق، علاوة على أهمية توفر الانطباع العام، وذلك بمتابعة النشاط خلال الجلسات، ومدى توفر المعلومات التقنية، وتقديم مبادرات متميزة، واحترام قواعد وأنظمة المخيم. كما شملت المعايير قدرة المشارك على فهم اللغة العربية والإنجليزية لأنها لغة التدريب، وأن يكون من الفئة العمرية من 18 إلى 30 سنة من الجنسين، وأن يكون المشاركون من شباب الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي أو ممثلي إحدى المجتمعات الاسلامية، بالإضافة إلى الوقوف على مدى تحمل المشاركين العمل الميداني الشاق، فضلاً عن تمتعهم بتجارب دولية سابقة في مجال العمل الإنساني والتطوعي، بالشكل الذي ينعكس إيجاباً على المشاركين فيما يتعلق بالاحتكاك وتبادل الخبرات.
مشاركة :