أثار سقوط أكبر شجرة معمرة بقرية الحدب في الباحة، حالة من الحزن والشجن لدى الأهالي، الذين كانوا يعقدون تحتها اجتماعاتهم وسوقهم. ونشرت قناة «الإخبارية» تقريرًا عن سقوط إحدى أشجار «الرقعة» وهي من الأشجار المعمرة التي تنتشر في منطقة الباحة، حيث سقطت شجرة بقرية الحدب إحدى قرى بني كبير. وقال المؤرخ سعد الكاموخ، إن الشجرة كانت تمثل لأهالي القرية بعدًا تاريخيًا وعمقًا ثقافيًا، حيث كانوا يعقدون تحتها اجتماعاتهم التي يتدبرون خلالها أمورهم عقب أداء الصلاة؛ حيث إنها مجاورة لجامع القرية. وأضاف الكاموخ، أن جذور شجرة الرقعة تمتد لمئات الأمتار؛ لذا نجد لها ظهورًا على بعد مئات الأمتار من الشجرة الأم، موضحًا أن الأهالي كانوا يستفيدون من ظلها وثمرها وكذلك أغصانها اليابسة كوقود. وتنتشر أشحار «الرقعة» عند الأسواق القديمة والمساجد الأثرية بمنطقة الباحة، وتمثل منبعًا للحنين إلى أيام الماضي. يذكر أن شجر «الرقع» تتميز بضخامتها وطول أغصانها واخضرار أوراقها في فصول السنة الأربعة. وأوضح أستاذ علوم الغابات بجامعة الملك سعود، الدكتور إبراهيم محمد عارف –وفقًا للعربية- أن شجرة «الرقع» أو «التالق» اسمها العلمي Ficus vasta Forssk، مضيفًا أنها شجرة كبيرة يصل ارتفاعها في كثير من الأحيان إلى 20 متراً، وتمتاز بتاج مستدير وأفرع شابة سميكة ذات شعيرات كثيفة طولها من 5-13 مم لونها أصفر، فيما الأوراق صلبة جداً، بيضية الشكل وخشنة الملمس، ويصل عرض عنق الورقة من 3-12 سم. وأشار الدكتور عراف إلى أن شجر «الرقع» ينتشر في إفريقيا وجنوب شرق آسيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط وكذلك في الهند والصين، موضحًا أنها تنتشر أيضًا في السعودية واليمن في المناطق الجبلية على امتداد جبال الحجاز وعسير حتى سلطنة عمان. وتابع قائلًا إن قطر الشجرة يقدر بـ 30 سم حتى 3 أمتار، ويصل ارتفاعها من 3 أمتار وحتى 15 مترًا، موضحًا أنه من الصعب تحديد عمر الشجرة بسبب عدم انتظام الجذع.
مشاركة :