بعد 60 عاما في خدمة العلم وطلبة العلم في مكة المكرمة، انتقل إلى رحمة الله أستاذي ومربي جيلي وأجيال من قبلي وبعدي الأستاذ الشاعر محمد سليمان الشبل ابن عنيزة. تركها صغيرا طلبا للعلم في مكة المكرمة فتعلم وعلم أجيالا، وعاد إلى مسقط رأسه بعد أن أدى رسالته حتى تقاعده ليعود ليدفن في مسقط رأسه. كان محمد سليمان الشبل مربيا فاضلا على خلق رفيع قدّم العلم وألحقه بالتربية، كان أبا لكل طلابه وأخا لكل أولياء الأمور، وفيا لأهل مكة المكرمة شاركهم أفراحهم وأتراحهم، عاش وسطهم وكان مكيا أكثر منهم، تخرج في مدرسته عشرات الآلاف، منهم الوزراء والأطباء والعلماء ورجال الأعمال ومسؤولو الدولة والتعليم، كان مكانه في صدارة المجالس وله أولوية الكلمة، لا يتكلم إلا فيما يعرفه ولا يتحدث إلا فيما يعنيه، كان نموذجا للمعلم المثالي، جاور المسجد الحرام في أحد الأحياء القريبة للحرم، وواظب على صلاة الصبح والعصر والمغرب والعشاء في الحرم المكي، ويشارك طلبته صلاة الظهر في المدرسة، لم يتزوج حتى تقاعده في سن الستين، وكان يقول أبنائي هم طلبتي ولن ينافس حبهم لي أحد، ثم تقاعد وعاد لعنيزة ليتزوج ويبدأ رحلة التعليم والتربية لأبنائه. رحم الله محمد سليمان الشبل والعزاء لأبنائه من طلبته في مكة المكرمة وفي كل مكان في المملكة، لابنته وابنه وزوج ابنته وأهله ولأهل عنيزة والقصيم أجمعين، عزائي للعلم ولوزارة التعليم لفقد أحد أبرز المعلمين من الستينات، متمنيا على أمانة العاصمة المقدسة أن يسمى شارع في موقع متميز باسم هذا المربي المعلم الفاضل، كما أتمنى على وزارة التعليم أن تسجل اسمه ضمن أبرز المعلمين الأوائل في سجل المعلمين الرواد في المملكة منذ التأسيس.
مشاركة :