تمكّنت جمعية الوداد لرعاية الأيتام، من إسناد احتضان 75 طفلًا يتيمًا من مجهولي الأبوين، إلى أسر سعودية مؤهلة؛ وفق معايير وشروط الاحتضان المعتمدة لديها، على مستوى المملكة خلال النصف الأول من العام الجاري 2019م. واستقبلت جميعُ الأسر أطفالها وسط احتفاليات مصغرة يقيمها فروع الوداد بالمملكة في مثل هذه المناسبة؛ تعزيزًا لمفهوم الاحتضان، وتكريمًا واحتفاءً بالطفل اليتيم، وتهنئة للأسرة الكريمة التي حَظِيَت بهذا الخير العظيم من خلال كفالتها واحتضانها لهذا اليتيم. وكشف مدير عام الجمعية الدكتور ضيف الله بن أحمد الحقوي، أن الوداد استقبلت من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية خلال النصف الأول من العام الجاري، 57 طفلًا يتيمًا من مجهولي الأبوين؛ 33 منهم من الذكور و24 من الإناث؛ وفقًا للاتفاقية المبرمة التي بموجبها تُخَوّل الوزارة "الوداد" تولي مسؤولية جميع الأطفال مجهولي الأبوين دون السنتين على مستوى المملكة؛ من حيث استلامهم، وتوفير الرعاية لهم، وإسناد احتضانهم إلى أسر مؤهلة، بعد التأكد من استيفائها شروط الاحتضان. ولفت "الحقوي" إلى أن الجمعية عَمِلت على تحسين العديد من الإجراءات؛ بهدف عدم بقاء هؤلاء الأطفال في الدور المؤقتة الخاصة بها لمدة طويلة، وتسريع إسناد احتضانهم إلى الأسر المؤهلة؛ حيث نجحت في إسناد جميع الأطفال المستلمين من الوزارة في تلك الفترة، بالإضافة إلى 18 طفلًا تم استلامهم أواخر العام الماضي؛ ليصبح بذلك إجمالي مَن تم احتضانهم خلال النصف الأول من العام الجاري 75 طفلًا، بمتوسط بقاء للطفل في الدار لا يتجاوز 65 يومًا، وقد تنافست على كل طفل منهم 35 أسرة لاحتضانه. وعن اختيار الأسر المحتضنة، أشار "الحقوي" إلى أنه يتم بصورة دقيقة جدًّا وفق الشروط والمعايير المعتمدة؛ حيث تتلقى الجمعية طلبات الاحتضان من الأسر عبر البوابة الإلكترونية المخصصة لذلك؛ ليتم بعد ذلك زيارة الأسرة وبحثها اجتماعيًّا ونفسيًّا من خلال مختصين ومختصات للتأكد من مناسبة ومقدرة الأسرة على الاحتضان، وتحقيقها لشرط أن تكون حسنة السيرة والسلوك، إضافة إلى التأكد من سلامتها صحيًّا من الأمراض السارية والمعدية من خلال الفحص الطبي، ومناسبة لون البشرة والملامح البارزة للأسرة مع لون بشرة وملامح الطفل المحتضَن، وتحقيق شرط الرضاعة الشرعية؛ مما يساهم في نشأة اليتيم في أسرة يرتبط بها ارتباطًا شرعيًّا. وبيّن أن الإقبال الكبير الذي تشهده بوابة الاحتضان الإلكترونية، يجسّد حقيقة مفهوم التكافل الاجتماعي الذي دعا إليه ديننا، وحض عليه؛ خاصة ما يتعلق باليتيم ورعايته والإحسان إليه؛ مشيرًا إلى أن المتقدمين عبر بوابة الاحتضان منذ تدشينها بلغ ما يقارب (3000) أسرة من مختلف مناطق المملكة في منافسة على الخير ورغبة في مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة كما جاء في الحديث؛ مشيرًا إلى أن هذا الأمر يحتم على جمعية الوداد بذل المزيد من الجهد والعمل والتميز لتقديم أفضل الخدمات في مجال الاحتضان ورعاية الأيتام، ومقدمًا الشكر والتقدير لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية على دعمها اللا محدود للجمعية. يُذكر أن "الوداد لرعاية الأيتام" هي أول جمعية متخصصة في رعاية الأيتام دون عمر السنتين من مجهولي الأبوين وإسناد احتضانهم إلى أسر مؤهلة، وتعمل على مستوى المملكة تحت إشراف وزارة العمل والتنمية الاجتماعية التي توكل إليها مهمة متابعة الأطفال مجهولي الأبوين، وإيجاد أسر حاضنة لهم وفق المعايير والشروط المعتمدة.
مشاركة :