رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية اليوم الأحد أن قرار واشنطن إرسال قوات لحماية حقول النفط في شرق سوريا إنما يعكس رغبتها في الحفاظ على بعض النفوذ في المنطقة لاسيما مع تحرك القوات الروسية والسورية لملء الفراغ في المناطق التي كانت ذات يوم خاضعة لسيطرة الولايات المتحدة.ونقلت الصحيفة - في تقرير لها نشرته على موقعها الالكتروني - عن مسئولين أمريكيين اثنين قولهما "إن الجيش الأمريكي أرسل قوات جديدة أمس السبت لتأمين حقول النفط في شرق سوريا، وذلك كجزء من محور قرار صدر في وقت سابق من هذا الشهر بسحب معظم القوات الأمريكية من البلاد".وأوضحت الصحيفة أن قناة "روداو" الكردية العراقية بثت لقطات لقافلة عسكرية أمريكية تدخل سوريا عن طريق العراق. كما نشر سكان شمال شرق سوريا مقاطع فيديو إلكترونية تظهر صفا من العربات المدرعة ترفع العلم الأمريكي، قيل إنها دخلت للتو إلى البلاد عبر العراق.وفي هذا السياق، أبرزت الصحيفة أنه بالفعل لا توجد صور لدبابات في هذه اللقطات، التي لا يمكن التحقق منها بشكل مستقل.من جانبه، قال مسئول دفاعي أمريكي - في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية - "لقد بدأنا تعزيز مواقعنا في منطقة دير الزور، بالتنسيق مع شركائنا في قوات سوريا الديمقراطية، ومع وجود أصول عسكرية إضافية لمنع وقوع حقول النفط مرة أخرى في أيدي داعش أو غيرهم من العناصر التي تزعزع الاستقرار".مع ذلك، رفض المسئول تحديد عدد القوات التي تم إرسالها في هذه المهمة أو حتى تقديم تفاصيل أخرى، وذلك بسبب أمور تتعلق بالأمن القومي.وقبل أيام قليلة، بدأ الجيش الأمريكي في الانسحاب العشوائي من شمال شرق سوريا بعد أن أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجأة غالبية الجنود الأمريكيين البالغ عددهم حوالي ألف جندي في سوريا بمغادرة البلاد.وتابعت "وول ستريت جورنال" تقول "إن الانسحاب الأمريكي مهد الطريق لعملية عسكرية تركية ضد الأكراد الذين شاركوا مع الولايات المتحدة في القتال ضد داعش، وهو ما أثار انتقادات حادة من قبل الحلفاء الأمريكيين".واستطردت الصحيفة الأمريكية "إنه إذا استمر هذا الوضع، فإن نشر القوات الأمريكية بالقرب من المنشآت النفطية السورية سيكون بمثابة التحول الكبير في أهداف الوجود العسكري الأمريكي في هذا البلد من مهمة تهدف إلى القضاء على فلول داعش إلى مهمة تسعى فقط لحراسة منشأت النفط ضد سيطرة داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية الأخرى".ولفتت "وول ستريت جورنال" إلى أن القوات الأمريكية موجودة في سوريا بعد أكثر من خمس سنوات من القتال الدائر هناك، استعادت فيها القوات الكردية العراقية والسورية المدعومة من القوات الجوية الأمريكية مساحة شاسعة من الأراضي في العراق وسوريا كانت تسيطر عليها الجماعات المتطرفة ذات يوم.
مشاركة :