أكدت مصر عزمها مواصلة جهودها للارتقاء بأوضاع حقوق الإنسان رغم تحديات الإرهاب ومحدودية الموارد الاقتصادية، وذلك في البيان الوطني الذي ألقاه وفد مصر المشارك في الدورة الخامسة والستين للجنة الإفريقية لحقوق الانسان والشعوب المنعقدة في العاصمة الجامبية بانجول، خلال الفترة من 21 أكتوبر إلى 10 نوفمبر 2019، برئاسة السفير وائل نصر الدين نائب مساعد وزير الخارجية لحقوق الإنسان.واستعرض نصر الدين أهم التطورات التي شهدتها مصر في المجالات ذات الصلة بحقوق الإنسان منذ مناقشة تقريرها الدوري للجنة في شهر مايو 2019، وأبرزها إقرار مجلس النواب في شهر يوليو تعديلات على قانون النقابات العمالية تأخذ بعين الاعتبار جميع توصيات منظمة العمل الدولية اتساقًا مع معايير العمل الدولية، بما يضمن استقلال النقابات التام في تصريف جميع شؤونها، بالإضافة إلى إصدار القانون رقم 149 لسنة 2019 في شهر أغسطس، مقررًا حق إنشاء المنظمات غير الحكومية بالإخطار وحقها في الحصول على التمويل والمنح والإعفاء من الضرائب، وألغى العقوبات السالبة للحرية ومنع حل أي منظمة إلا بحكم قضائي. وأضاف السفير نصر الدين أن الحكومة تقدمت بمقترح على مشروع قانون الإدارة المحلية، الذي يناقشه مجلس النواب حاليًا، بضم ممثل للاتحاد الإقليمي للجمعيات الأهلية لتشكيل المجلس التنفيذي لكل محافظة، مشيرًا إلى أن هناك زهاء 57 ألف منظمة غير حكومية تعمل حاليًا في مصر، مما يعكس حرص الحكومة على تهيئة البيئة المواتية لممارسة أنشطة العمل الأهلي بحرية باعتباره أحد الأسس الضرورية لإقامة أي نظام ديمقراطي.وأكد البيان إيمان مصر بتكامل حقوق الإنسان وعدم إمكان تجزئتها أو إعطاء أولوية لبعضها على حساب البعض الآخر، مشيرًا إلى أن النهوض بأوضاع حقوق الإنسان في أفريقيا يتطلب جهودًا مخلصة ومستمرة لتسوية النزاعات المسلحة وإعمال الحق في التنمية، بغية تعزيز الكرامة الإنسانية. واستعرض أيضًا التعديلات الدستورية الأخيرة والتطورات في البنية التشريعية على مدار الأعوام الأخيرة لتعزيز الحقوق المدنية والسياسية، جنبًا إلى جنب مع الجهود المبذولة لتحقيق التمتع الكامل بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، خاصة التعليم والصحة والسكن اللائق والتوسع في توفير مياه الشرب الصحية والآمنة والصرف الصحي، فضلًا عن إيلاء اهتمام خاص بالشباب والمرأة وحقوق الطفل والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة ونشر ثقافة حقوق الإنسان.هذا، وأبرز نصر الدين أنه في الوقت الذي تجتهد فيه مصر للارتقاء بأوضاع حقوق الإنسان لديها، فإنها تخوض حربًا شرسة ضد الإرهاب، وسط سيولة إقليمية غير مسبوقة، وهو ما يتطلب جهدًا مضاعفًا لتلبية طموحات الشعب المصري وحماية الحق في الحياة والأمن الشخصي للمواطن، بالتوازي مع احترام حقوق الإنسان في سياق جهود مكافحة الإرهاب. وشدد على أنه رغم تعاظم التحديات، إلا أن لدى مصر إرادة صلبة وعزمًا على حماية المجتمع وإعلاء القيم السامية لحقوق الإنسان.وكانت مصر قد استضافت الدورة 64 للجنة في شرم الشيخ في أبريل ومايو 2019، حيث شهدت الدورة مشاركة 185 ممثل عن منظمات المجتمع المدني، إلى جانب 26 مؤسسة وطنية لحقوق الإنسان و38 دولة عضو بالاتحاد الأفريقي، وهو ما مثل أكبر حجم مشاركة في تاريخ اللجنة.