نعرف جميعا أن تراثنا الثقافي به العديد من قصص الرعب التي بالأساس تتناول عالم السحر والدجل، ولعل البعض يجد أن مثل هذه القصص تضر الوعي الثقافي وتجعل الاعتماد على الغيبيات يغلب على المنطق والعلم، لكن مما لا شك فيه أن هذا التراث من القصص يعد كنز لصناع السينما والتلفزيون، وحتى الآن لم يتم استغلاله بالشكل الأمثل خوفاً من تغيب العقول أكثر لاسيما أن بالفعل مجتمعنا مع نقص الوعي وأرتفاع الأمية يؤمن بواقعية هذه القصص، لكن التجارب الدرامية التي تناولت عالم الرعب من هذا الجانب التراث نجحت وبشدة ونستعرض معكم بعضها.الفيل الأزرق بجزئيهيعد الفيل الأزرق بجزئيه الأول والثاني، واحداً من أكثر الأفلام التى حققت إيرادات في تاريخ السينما بل وتصدر قوائم البحث على محرك البحث جوجل.يحكى الفيلم الأزرق عن "يحى"، كريم عبد العزيز الطبيب النفسي، الذى يعاني من الشعور بالذنب، بعد موت زوجته وإبنه في حادث كان هو المتسبب فيه.وتبدأ الأحداث تتصاعد عند وصل حالة خالد الصاوي متهم في قضية قتل زوجته إلى مستشفى الأمراض العقلية، للكشف عن قواه العقلية لأنه ينكر قيامه بذلك رغم أن الأدلة أكدت أنه القاتل.تصل الأحداث ذروتها عندما تنكشف شخصية نائل وهو مارد من الجن متلبس فى شخصية هذا المتهم، الذى هو أخو حبيبة الطبيب النفسي الأولى نيلى كريم الذى لايزال يحبها.تنتهى أحداث الفيلم بزواج الطبيب النفسي من حبيبته، بعد انتصاره على الجنى نائل، الذي وصل الى عالمنا من خلال وشم ممسوس وملعون رسمته زوجة المتهم على جسدها.حقق الجزء الأول نجاح كبير فاستثمر صناعة هذا، وقدم كاتبه الجزء الثاني.حالف الحظ الجزء الثاني أكثر من الأول، وساعده على ذلك الإخراج والمؤثرات المستخدمة فيه من قبل المخرج مروان حامد إضافة إلى التأليف الجيد للكاتب الشاب أحمد مراد.واستوحى الجزء الثاني قصته من قصص المرايات، فكلنا سمعنا قصص تحذر من النظر إلى المرآة طويلا أو ليلا.حيث سكن نائل مرآة اشترتها هند صبرى فيتلبس بها نائل، و تذهب للمستشفى التى يعمل بها يحيى و تعود الكرة من جديد. فيلم "التعويذة" والحرائق غير المبررةجسدت أحداث فيلم التعويذة نخبة من كبار الفنانين،منهم محمود ياسين ويسرا وتحية كاريوكا وطارق دسوقى وعبلة كامل وفؤاد خليل.ظهرت روايات من البعض عن سكن العفاريت لبعض المنازل، ومن أبرز علامات تلك السكنة هى وقوع الحرائق غير المبررة.واستغل صانع هذه القصص ليجعلوا الفيلم أكثر رعبًا ومصداقية، فمشاهد الحريق التي تحدث فجأة في منزل إحدى الأسر التي سكنها جني جسد دورة فؤاد خليل إضافة إلى تحرك الأشياء من تلقاء ذاتها والدماء من الصنبور كلها مشاهد مرعبة مستوحاة من قصص البعض.وتنتصر الأسرة على هذا الجنى بالقرآن، والتمسك بالله وليس الدجل، الفيلم إخراج وتأليف محمد شبل.فيلم الإنس والجنيعشق الجني الذي جسد دوره عادل إمام، يسرا، إلا أن هذا الاختلاط بين العالمين محفوف بالرعب.نتذكر مشاهد القطة السوداء والفئران في القصر المهجور محاولات يسرا لصراخ ولا أحد يسمعها ولا أحد يرى من تتحدث معه، كلها مشاهد جعلت الكثير من المشاهدين لا يستطيعوا النوم.وينتهى الفيلم بانتصار الإنس، بفضل الإيمان بالله، الفيلم إخراج محمد راضى وتأليف محمد عثمان.الكبريت الأحمريحذر مسلسل الكبريت الأحمر من الظلم والدجل والبعد عن الدين، وعرض المسلسل في جزئين.تتوالى أحداث المسلسل من عدة اتجاهات، فنجد أحمد صلاح السعدني زوج يشك فى زوجته بالظلم فيقرر قتلها لكنها تختفى فجأة.ليظهر بعد ذلك دور الدجال عبد العزيز مخيون، الذي يستطيع كشف أسرار علاقة غير شرعية بين السعدني وداليا مصطفى وأسرار علاقة آخرى بين السعدني وريهام حجاج الفتاة الفقيرة التي تؤمن بالزار والسحر. وتأتي الأحداث بعد ذلك لتؤكد وجود قوة غير طبيعية تتحكم فى حياة ابطال المسلسل، وكلا يأخذ جزاء أفعاله.أخرج المسلسل سيف يوسف وأحمد عصام الشماع، وتأليف عصام الشماع. ساحرة الجنوبتقع الطفلة روح التي تجسد دورها حورية فرغلي في مقبر، ولسوء الحظ هذه المقبرة لساحر قوي. قتل سارقي المقابر الفرعونية كل أفراد اسرته، وقبل أن ينتقم لهم مات محروق.تتلبس روح الساحر فى جسد الفتاة، وعندما تكبر تكشف أنها عندها قدرات خارقة.ويظهر لها شبح الساحر ويكشف لها أنه هو سر قوتها الخارقة، ويأمرها بالقصاص له ولأسرته من سارقي المقابر الفرعونية. صور من المسلسل عدة أجزاء لكنه لم يكتمل، حيث لم تكمل تصويره مجموعة الـ mbc بناء على فتوى شرعية من السعودية بمنعه، المسلسل إخراج أكرم فريد وتأليف سماح الحريرى.أبواب الخوفقام ببطولة مسلسل "أبواب الخوف" عمرو واكد، حيث قام بدور صحفى يكتب قصص رعب من الواقع.فتناول المسلسل عدة قصص في حلقات منفصلة سمعنا عنها من الجدود، مثل النداهة الجنية التي تغرق من يحبها، والكاميرا الملعونة التي تموت كل من صورته، والأعمال السحرية التي توضع في مقابر الموتى، وغيرها.ويعد مسلسل "أبواب الخوف" أول مسلسل رعب في الدراما العربية، وهو من إخراج أحمد خالد وتأليف محمود دسوقي ومحمد سليمان عبد المالك وأحمد خالد.
مشاركة :