أكد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة، أن مشروع صناعة العدادات الكهربائية الذكية محلياً وتوطين تقنياتها بدأ فكرةً وتم تشكيل فريق من عدة جهات، بالإضافة إلى الأخذ بالتجارِب العالمية، سواء في دول أوربية أو آسيوية، مع مراعاة أفضل الممارسات من حيث الخِدْمات والجودة في العداد الذكي وجودة التنفيذ. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد اليوم بمناسبة توقيع اتفاقية تعزيز صناعة العدادات الكهربائية الذكية محلياً وتوطين تقنياتها، مفيدًا أن استبدال العدادات القديمة بالذكية تسهم في توفير معايير الدقة والشفافية، وتوفر قراءات لحظية بأحدث وسائل اتصال بدون تدخل العنصر البشري، وبذلك تجنب الأخطاء. وأفاد وزير الطاقة أن عملية اختيار الشركات المنفذة لمشروع العدادات الكهربائية الذكية وتوطين تقنياتها ستكون من خلال شركة الكهرباء السعودية، وبإشراف من هيئة تنظيم الكهرباء، وهيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية، والهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة. وأضاف سموه أن وزارة الطاقة رأت في عملية تبديل العدادات أن قصر مدة التبديل هو الأفضل، مؤكداً أن العدادات الذكية ستعزز ثقة المستهلك في الفاتورة وسيكون لها أثر إيجابي. من جانبه، أوضح الرئيس التنفيذي المكلف للشركة السعودية للكهرباء فهد بن حسين السديري أن الشركة التزمت بقراءة العدادات كل 30 يومًا بدءاً من صيف 2018، كما تم إتمامها 100 بالمائة، حيث إن كل مشترك يقرأ عداده كل 30 يومًا. من جهته، أفاد محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة الدكتور سعد بن عثمان القصبي، أن دور المواصفات هو دور ممكن لأي صناعة وأي خدمة تقدم في المملكة، مبينًا أن الهيئة مع شركائها من الجهات الحكومية أو من القطاع الخاص تطبق المنظومة العالمية للقياس والتوصيف، وأيضا المعايرة، ويتمثل دورها في محورين الأول هو المواصفات حيث إن هناك أكثر من 23 مواصفة قياسية سعودية فيما يخص العدادات الذكية، أما المحور الثاني فهو المعايرة حيث إن المملكة عضو في المنظمة الدولية للمعايرة القانونية في باريس، مؤكداً أن هناك منظومة معايرة ستكون لهذه العدادات بدءًا من اعتماد طراز العداد الذي سيقدم وانتهاءً بالمعايرة الدورية للعدادات للتأكد من عدالة القراءة. من جانبه، بين رئيس مجلس إدارة هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية، الدكتور غسان بن عبدالرحمن الشبل، أن مشاركة الهيئة في هذا المشروع، تأتي لترسيخ الشراكة الاستراتيجية مع وزارة الطاقة، ومع عدد من الشركاء، وفي مقدمتهم الشركة السعودية للكهرباء، حيث تمثّل هذه المشاركة امتداداً للعمل القائم مع الشركة السعودية للكهرباء؛ بصفتها عضوًا في مجلس تنسيق المحتوى المحلي الذي أطلقت أعماله الهيئة مؤخراً، حيث يعمل المجلس على تنمية المحتوى المحلي وزيادة عناصره في مختلف المجالات، ومن ضمنها منتجات المعدّات الكهربائية التي تتميز بكونها صناعة مستدامة. وأبان الدكتور الشبل أن الهيئة بادرت مع فريق المحتوى المحلي، وبالتعاون مع كل من وزارة الطاقة، والشركة السعودية للكهرباء، وهيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج، والهيئة العامة للمواصفات والمقاييس والجودة، واللجنة التنفيذية لحوكمة تعديل أسعار منتجات الطاقة والمياه، والمركز السعودي لكفاءة الطاقة، إلى دراسة القدرات المحلية وتقييمها والبحث في إمكانية تطويرها خلال فترة المشروع، وإلى اقتراح آلية تعزيز ورفع عناصر المحتوى المحلي وكيفية تطبيقها ضمنه، كما ستتم وَفْق هذه الآلية، مراقبة أداء المصانع والمقاولين للتأكد من تحقيق النسب المقترحة للمحتوى المحلي. وأوضح أن الهيئة عملت مع شركائها على الاستفادة من هذا المشروع الضخم لرفع كفاءة وقدرة الإنتاج المحلي من العدادات الذكية، التي يصل حجم الطلب عليها إلى 10 ملايين عداد ذكي؛ حيث إن حجم التوريد للمصانع المحلية يتركز في إنتاج العدادات الرقمية، في حين سيسهم المشروع على تعزيز قدرات المصانع المحلية على إنتاج العدادات الذكية بما لا يقل عن 3.5 مليون عداد ذكي طوال فترة المشروع، بموازاة العمل على توطين التقنيات اللازمة في هذا القطاع الحيوي وتأهيل الخبرات الوطنية لتتولى قيادة هذه الصناعة. وأكد رئيس مجلس إدارة هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية أن قطاع المعدات الكهربائية هو من القطاعات الواعدة وذات الأثر العالي للمحتوى المحلي، والواقع أن التعاون ما بين الهيئة والشركة السعودية للكهرباء، ينطلق من استراتيجية الهيئة الرامية إلى بناء شراكات حقيقية ومستدامة مع كبرى الشركات الوطنية بهدف تعزيز المحتوى المحلي. وأضاف الدكتور الشبل أنه على غرار الشراكات الاستراتيجية الأخرى، ستسهم هذه الخطوة في رفع عناصر المحتوى المحلي في الصناعات الكهربائية، وتوطين التقنيات في هذه الصناعات الواعدة، مبيناً أن الهيئة، ومن خلال تعزيز المحتوى المحلي، تسهم في إيجاد قطاعات وصناعات جديدة في المملكة وتوفير فرص عمل لشباب وشابات الوطن. من جانبه، أوضح رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للكهرباء الدكتور خالد بن صالح السلطان أن الموظفين الذين يعملون في قراءة العداد سيتم إعادة تأهيلهم وتدريبهم بأعمال أخرى في الشركة، مبيناً أن العدادات الجديدة بإمكانها تعديل التطبيقات ومراقبة استهلاكه عن بعد ومعرفة الأجهزة التي تستهلك أكثر أو أقل، ويحدد مسار الاستهلاك.
مشاركة :