بطاقة هوية مفقودة أدخلت مؤسسي «أديندا» قطاع التأمين

  • 10/28/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

اعداد: عبير أبو شمالة «أتعرفين.. لم أعد أرغب في أخذ قسط من الراحة، ولم أغب عن العمل يوماً واحداً لعام ونصف العام، لا أشعر بأنني أحتاج إلى ذلك فراحتي في مواصلة العمل، هنا بالفعل وجدت نفسي وشعرت بالسعادة».جسد الشاب وليد الديب الشريك في تأسيس شركة «أديندا» المتخصصة في التكنولوجيا المالية في قطاع التأمين؛ إحدى شركات المرحلة الثانية من مسابقة «فينتك هايف»؛ مسرِّع التكنولوجيا المالية التابع لمركز دبي المالي العالمي بهذه الكلمات التلقائية التي تلمس المشاعر معاني الشغف في أن يكون المرء شغوفاً بما يقوم به، حتى لم يعد للتعب أو الإرهاق معنى في قاموسه، فهو مستعد للعمل المتواصل لساعات طوال دون راحة، فالشغف يجعل من التعب راحة من نوع آخر.في مساحات العمل المشتركة في المسرِّع التقت «الخليج» مع وليد، أو المهندس وليد فهو خريج كلية الهندسة المدنية، وعمل في المجال لمدة سنة ونصف السنة، وكذلك شقيقه، هادئ الطباع، كريم الديب، الذي تخرج من الهندسة المدنية أيضاً وعمل بهذه الشهادة لمدة 3 سنوات.الهندسة لم تكن شغفهما؛ بل لم يكن أي منهما يحبها، لكن كما هي العادة في دولنا العربية الحلم دوماً للابن هو أن يكون مهندساً أو طبيباً، خاصة إن كان متفوقاً ودرجاته تؤهله بجدارة لمثل هذا الأمر، وهكذا التحقا بكلية الهندسة في بلدهما الأردن، في ذات الوقت الذي حافظا فيه على اهتماماتهما بالبلوك تشين والتكنولوجيا الحديثة، ولم تتأثر بذلك دراستهما فتخرجا بتفوق.ولدى سؤالهما عن المحرك وراء التغيير وما قادهما إلى قطاع التأمين الذي يعد غريباً تماماً على دراستهما، أجاب وليد قائلاً، إن الصدفة البحتة هي ما قاده إلى قطاع التأمين، فخلال عمله في إحدى دول المنطقة، عثر بالصدفة على بطاقة هوية خاصة بشخص يعمل في مجال التأمين فأعادها إليه وتعرف إليه، وبعد فترة عرض عليه العمل معه بسهولة. فلم يكن هناك رابط حقيقي يشده إلى عمله، وفكر في أن التغيير ربما يكون مناسباً له، فعمل هذه الشركة وانتقل بعد فترة إلى شركة تأمين أخرى في الإمارات.وفي الوقت ذاته كان كريم في دولة عربية يتواصل مع أخيه ويعملان على تطوير برامج على البلوك تشين هوايتهما الأقرب إلى القلب، في الوقت الذي واصل فيه العمل في مجال دراسته.وجاءت الانطلاقة من هنا، من عمل وليد في التأمين، عندما لاحظ حجم العمل الورقي والوثائق المرتبطة بمطالبات التأمين، العمل الجديد الذي استهواه، ورأى الوقت الطويل اللازم لإتمام المطالبات بين الشركات.وفي حديث مع أخيه الشغوف بتقنية البلوك تشين، تبلورت الفكرة بين الشابين اللذين ما زالا في مقتبل العمر، وقررا أن يعملا على إيجاد حل للمشكلة، والحل هو وضع المطالبات على البلوك تشين ليتم اختصار الوقت والجهد والعمل الورقي المعقد. عشرات الوثائق وقال وليد الذي يعمل في مجال التأمين على مطالبات حوادث السيارات، إن المطالبات بين الشركات حتى الصغيرة منها، والتي لا تتجاوز تكلفتها بضعة آلاف درهم، تتطلب عشرات الوثائق وتستغرق بين 6 أشهر إلى 3 سنوات في بعض الحالات، فبالنسبة للعملاء بموجب القوانين وقواعد المنافسة لا تزيد فترة إتمام المطالبات على 15 يوماً. أما ما بعد ذلك، أو ما وراء الكواليس فهو المطالبات بين شركتي طرفي الحادث، المتضرر والمتسبب، وهنا تكمن المشكلة، فالمعاملات تتم بشكل يدوي، ويتم إرسال الملفات نفسها عبر شركات البريد، ما يمكن أن يخلق مشكلة أخرى هي التكلفة وإمكانية فقد الملفات وضياعها. منصة مشتركة وتقوم فكرة وليد وكريم على خلق منصة مشتركة بين شركات التأمين، تمكنها من إتمام المطالبات في بضعة أيام لا أشهر وأعوام كما هو الحال في العادة، ونجحا في خلق المنصة التي يمكن من خلالها مشاركة 80% من وثائق مطالبات التأمين بين الشركات، وهي النسبة التي تشمل المطالبات التي لا تتجاوز الحدود المالية المتفق عليها بين شركات التأمين (10 آلاف درهم إذا وكالة، أو 5 آلاف درهم خارج الوكالة)، والتي لا تتطلب موافقة استثنائية من شركة الطرف المتضرر. وتعمل «أديندا» حالياً على معالجة الأمور المتعلقة بتضمين نسبة 20% المتبقية إلى المنصة لتكون تغطيتها شاملة. تأسيس الشركة وقرر الأخوان تأسيس شركة «أديندا» الاسم الذي يعني ملحقات، في إشارة إلى الملحقات المتعددة التي يحتاجها عمل شركات التأمين والمطالبات بين الشركات، وتقدما إلى مسابقة مسرِّع شركات التكنولوجيا المالية «فينتك هايف» في المرحلة الثانية عام 2018، وخلال شهر واحد فقط استقطب منتجهما الاهتمام ووقّعا مع 5 شركات تأمين أبدت اهتمامها بالمنتج الذي يوفر لها كثيراً من الوقت والجهد والتكلفة. ووصل عدد الشركات التي وقعت معهما حتى اليوم، إلى 8 شركات تأمين في الإمارات. التفرغ والاستقالة الجدير بالذكر أن وليد وكريم كلاهما استقال من عمله بمجرد أن قدما طلبهما بين الطلبات العديدة المقدمة إلى «فينتك هايف» دون أدنى تردد، وحتى قبل أن تأتيهما الموافقة من المسرِّع على هذا الطلب، ما يعكس من جهة مدى ثقتهما في المنتج المقدم، ويلفت من جهة أخرى إلى درجة الشغف والاهتمام الذي شعرا به ودفعهما إلى هذه الخطوة التي ربما يتخوف منها كثيرون باعتبارها مغامرة غير مأمونة العواقب.وقالا إن الدعم الأساسي قبل التمويل كان التعليم فخلال فترة المسرِّع (3 أشهر) تلقيا التعليم والتوجيه من 5 شركات تأمين وبنك واحد، على الرغم من أنه لا يحتاج إلى المنتج، فإنه اختار أن يدربهما إعجاباً منه بالفكرة المطروحة.ويطمح الشابان إلى التوسع أكثر في المرحلة القادمة، ففي الوقت الذي أكدا فيه حرصهما على البقاء ضمن مركز دبي المالي العالمي؛ الحاضنة الأساسية التي رعت طموحهما وساعدته على النمو من خلال كل دعم ممكن، إلا أن طموحهما هو التوسع وطرح المنتج في دول أخرى في المنطقة، ولدى الشركة نقاشات في الأردن والسعودية، كما لديها تركيز على التوسع وتأكيد وجودها أكثر في الإمارات. تتصدرها «تويتياو» الصينية بـ 75 ملياراً1.1 تريلـيون دولار قيمة 326 شركة «يونيكورن» في العالم لم تمض 6 أعوام منذ أن خرجت إيلين لي الخبيرة المالية الأمريكية بمصطلح اليونيكورن كتسمية للشركات الناشئة التي تقفز قيمتها إلى ما فوق المليار دولار، ووقتها كانت مثل هذه القفزات من الندرة بمكان ما استحقت معه الشركات هذه التسمية المتفردة، لكن الوضع العام تغير جذرياً منذ ذلك الوقت، وصعدت نهضة الشركات الناشئة بقوة مع تدفقات الرسملة والسيولة إليها بإيقاع سريع غير مسبوق.بحسب تقرير حديث للمنتدى الاقتصادي العالمي، تضاعف عدد شركات اليونيكورن تماماً كالأرانب في الفترة الأخيرة لترتفع قيمة شركات اليونيكورن، وعددها 326 شركة عالمياً، لتبلغ 1.1 تريليون دولار. وتعتبر «تويتياو» أو «بايت دانس» الصينية وقيمتها 75 مليار دولار أكبر شركات اليونيكورن عالمياً، تليها في الترتيب أوبر بقيمة إجمالية 72 مليار دولار.وبحسب التقرير يتوقع الخبراء أن يتم طرح أكثر من 100 من شركات اليونيكورن هذا العام للاكتتاب الأولي العام، وبالفعل بدأت عدة شركات على هذا المسار من بينها «أوبر»، وتستعد «إير بي إن بي» للطرح للاكتتاب العام في 2020.ويستحوذ قطاع خدمات برمجيات الإنترنت على حصة الأسد من كم شركات اليونيكورن العالمية بعدد 82 شركة من القطاع تصل قيمتها الإجمالية إلى 153 مليار دولار. يليه قطاع التجارة الإلكترونية مع عدد 44 شركة تبلغ قيمتها الإجمالية 129 مليار دولار. وفي المركز الثالث جاء قطاع الفينتك أو شركات التكنولوجيا المالية بشركات وصل عددها إلى 32 شركة وبقيمة إجمالية 94 مليار دولار. وجاء قطاع الرعاية الصحية في المركز الرابع مع عدد شركات وصل إلى 30 شركة بلغت قيمتها الإجمالية 56 مليار دولار.ومن حيث عدد الشركات جاء قطاع الخدمات حسب الطلب، مثل أوبر، في المركز الخامس بشركات وصل عددها إلى 23 شركة، لكنه في واقع الأمر استحق المركز الأول من حيث القيمة حيث وصلت قيمة هذه الشركات إلى 200 مليار دولار.وأظهر التقرير أن الولايات المتحدة هي أكبر مركز لبروز شركات اليونيكورن وسطوع نجمها، حيث يصل عدد الشركات الأمريكية المنشأ إلى 156 شركة، أو ما يعادل 47.9% من شركات اليونيكورن في العالم، تلتها الصين بحصة 28.8%، أو حوالي 94 شركة، وفي المركز الثالث بريطانيا مع 5.2% أو حوالي 17 شركة.وحلت الهند في المركز الرابع بحصة 4% أو 13 شركة، تلتها ألمانيا بحصة 2.5%، أو حوالي 8 شركات، وجاءت كوريا الجنوبية في المركز السادس بحصة 1.8% أو حوالي 6 شركات، وتوزعت الحصة الباقية، 9.8% (32 شركة) بين بقية دول العالم.ولفت التقرير إلى أن أكبر 7 شركات يونيكورن في العالم استحوذت على حصة 30% من إجمالي قيمة شركات اليونيكورن عالمياً، وفي المقابل فإن آخر 280 شركة في القائمة بلغت قيمتها 461 مليار دولار، أو ما يوازي حصة 42.5% من إجمالي قيمة شركات اليونيكورن عالمياً.

مشاركة :