تصدرت دولة الإمارات المرتبة الأولى عربياً على مستوى العلاقات التجارية والاستثمارية مع البرازيل، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين الدولتين 2.5 مليار دولار بنهاية 2018، كما ارتفعت قيمة التدفقات الاستثمارية بين الإمارات والبرازيل إلى 700 مليون دولار خلال الأعوام الخمسة الماضية. فرص كبيرة وقال معالي أحمد الصايغ وزير دولة، في كلمته أمس خلال منتدى الأعمال الإماراتي البرازيلي، والذي نظمته غرفة تجارة وصناعة أبوظبي واتحاد غرف التجارة والصناعة في الدولة، بحضور الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، إنه رغم الإنجازات النوعية التي حققها البلدان، لا تزال هناك فرص كبيرة لتعزيز العلاقات الثنائية، والنهوض بها نحو مستويات جديدة من التقدم والازدهار، داعياً المشاركين في المنتدى إلى استكشاف المزيد من الفرص التجارية والاستثمارية، وإطلاق المبادرات المشتركة لتقليص التباعد الجغرافي بين البلدين، والتركيز على القطاعات ذات الأولوية والتنافسية لدى كل من الإمارات والبرازيل، وفي مقدمتها الأمن الغذائي والتعدين وتكنولوجيا المعلومات والصناعات الدوائية. وشهدت فعاليات منتدى الأعمال الإماراتي البرازيلي حضوراً رفيع المستوى لأصحاب المعالي الوزراء ومنهم معالي المهندس سهيل المزروعي وزير الطاقة والصناعة، ومعالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد، ومعالي أحمد علي الصايغ وزير دولة، والشيخ عبدالله بن محمد آل حامد، رئيس دائرة الصحة في أبوظبي، والمهندس عويضة مرشد المرر رئيس دائرة الطاقة، كما حضر المنتدى إبراهيم المحمود النائب الأول لرئيس مجلس إدارة اتحاد غرفة الإمارات وغرفة أبوظبي، ومحمد هلال المهيري مدير عام غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، بالإضافة إلى حضور ممثلي الجهات الحكومية والمحلية من الجانبين الإماراتي والبرازيلي، وعدد من أصحاب الأعمال الإماراتيين من مختلف القطاعات الاقتصادية، كما شارك في أعمال المنتدى ما يزيد على 100 رجل أعمال برازيلي. ترحيب ورحب الصايغ في كلمته بالرئيس البرازيلي، معرباً عن شكره وتقديره على مشاركته الكريمة في منتدى الأعمال الإماراتي البرازيلي، والذي يعكس حرص وتصميم القيادة البرازيلية على النهوض بالعلاقات بين البلدين، كما تقدم بالشكر لجميع القائمين على المنتدى، والذي يمثل فرصة استثنائية للمشاركين من القطاعين العام والخاص لتبادل الخبرات واستكشاف فرص التعاون وبناء الشراكات الاستراتيجية في القطاعات ذات الاهتمام المشترك. وأكد أن المسافة الجغرافية الكبيرة التي تفصل بين الإمارات والبرازيل، لم تحل دون بناء جسور التعاون الثنائي بين البلدين، حيث يتمكن الجانبان بفضل حكمة القيادة ونفاذ الرؤية من توطيد العلاقات الثنائية في مختلف القطاعات، وبما انعكس بشكل إيجابي وملحوظ على مستويات التجارة الثنائية والاستثمارات المتبادلة. ونوه بأن الإمارات تعمل بشكل مستمر على تحقيق الإصلاحات الاقتصادية وتقديم الحوافز الاستثمارية التي تعزز من تنافسيتها، وتساعد رجال الأعمال والمستثمرين من مختلف أرجاء العالم على تحقيق المزيد من النجاح والتقدم على أراضيها، داعياً في هذا الصدد قطاع الأعمال البرازيلي إلى الاستفادة من الإصلاحات الأخيرة المتمثلة برفع نسبة التملك للمستثمرين الأجانب في عدد من القطاعات الاقتصادية إلى 100% إضافة إلى برامج الإقامة والتأشيرات المميزة للمستثمرين. بوابة تجارية وشدد على أن الآفاق الرحبة للعلاقات الثنائية بين البلدين لا تقف عند السوقين الإماراتي والبرازيلي، مشيراً إلى أن الإمارات تشكل بوابة تجارية ونقطة انطلاق مثالية للولوج إلى الأسواق الواعدة في المنطقة، وفي مقدمتها السوق الهندية والأسواق العربية والآسيوية، وهو ما يمثل فرصة مزدوجة لقطاع الأعـــمال البرازيلي، عبر الاستفادة من بيئة الأعمال الجاذبة والبنية التحتية المتقدمة لدولة الإمارات، إضافة إلى تحقيق الوفورات الاقتصادية المنبثقة من القرب الجغرافي للأسواق الآسيوية. تعاون متميز وقال إبراهيم المحمود إن الإمارات ترتبط بعلاقات صداقة وتعاون متميز مع البرازيل، ولكن ذلك المستوى المتميز للعلاقات لم ينعكس بالقدر الكافي على حجم المبادلات التجارية والتعاون الاقتصادي بين البلدين الصديقين، ما يتطلب من الجانبين مضاعفة جهودهما وتعزيز التعاون وإقامة المشاريع الاستثمارية المشتركة بين شركات ومؤسسات القطاع الخاص في الإمارات والبرازيل. وشدد على أهمية العمل مع المؤسسات البرازيلية المعنية لدفع علاقات التعاون الاقتصادي والاستثماري في البلدين إلى الأمام، وكذلك التحرك المشترك لاتخاذ إجراءات لإعادة تنشيط المبادلات التجارية، من خلال تشجيع الاستثمار، وزيادة عدد الوفود المتبادلة والمشاركة في المعارض التي تقام في البلدين. نهضة عمرانية وألقى الرئيس البرازيلي كلمة أعرب فيها عن إعجابه بالنهضة الحضارية والعمرانية الكبيرة التي تشهدها الإمارات، مشدداً على أن البرازيل لديها استراتيجية للنفاذ إلى أسواق المنطقة عبر بوابة الإمارات. وأكد حرص بلاده على دعم العلاقات التجارية والاقتصادية مع الإمارات، معرباً عن أمله في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين ومضاعفة حجم الاستثمارات المتبادلة. وتحدث إيرنيستو أراوجو وزير الخارجية البرازيلي، حيث أعرب عن شكره لاستضافة الإمارات للملتقى، مشيراً إلى أن البرازيل تهدف إلى مشاركة الإمارات في مشروع نفطي كبير يتم الإعداد له في البرازيل. مذكرة تفاهم لتعزيز العلاقات تم خلال الجلسة الأولى من فعاليات المنتدى توقيع مذكرة تفاهم بين دائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي وإيبيكس البرازيل، وتهدف المذكرة لتعزيز العلاقة بين الطرفين بما يعود بالنفع على البلدين، من خلال دعم التجارة الثنائية. كما تهدف مذكرة التفاهم إلى قيام الجانبين بتبادل المعلومات حول بيئة الاستثمار والأعمال في كلا البلدين وفرص ترويج الصادرات والاستثمار، فضلاً عن أفضل الممارسات في ترويج التجارة وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، وتوفر الاتفاقية أيضاً الدعم للشركات البرازيلية وشركات الإمارات لتوسيع أنشطتها. وشهد المنتدى تقديم عرض تعريفي حول اقتصاد البرازيل والفرص الاستثمارية المتاحة، وعرض تقديمي آخر حول اقتصاد الإمارات، قدمته هند اليوحة مدير إدارة الاستثمار في وزارة الاقتصاد، فيما تناولت الجلسات الحوارية مواضيع نقاشية تحت عنوان «دولة الإمارات بوابة للشركات البرازيلية للدخول إلى أسواق المنطقة»، كما سلطت الجلسة الضوء على الفرص الاستثمارية في البرازيل وخصوصاً في قطاع البنى التحتية. وشارك في المناقشات مسؤولون كبار من الإمارات والبرازيل، أبرزهم وليد المهيرى المقرب نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة «مبادلة» والرئيس التنفيذي لقطاع الاستثمارات البديلة والبنية التحية، وأحمد الحداد المدير التنفيذي للعمليات والمجمعات والمناطق الحرة في موانئ دبي العالمية إقليم الإمارات. طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :