سنجق سعدون - (أ ف ب): أعلنت قوات سوريا الديمقراطية أمس الأحد سحب قواتها من «كامل المنطقة الحدودية» مع تركيا بموجب اتفاق بين أنقرة وموسكو، على أن يحل حرس الحدود السوري مكانها، وفق ما قال متحدث باسمها لوكالة فرانس برس. وقال مدير المركز الاعلامي لقوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي إن ألوية هذه القوات تنسحب من المنطقة الحدودية «بضمانة روسية»، مضيفا «ستنسحب قواتنا بعمق 32 كيلومترا من كامل الحدود». وينص اتفاق تم التوصل اليه في 17 أكتوبر بين أنقرة وواشنطن على انسحاب قوات سوريا الديمقراطية من «المنطقة الآمنة» كما تسميها أنقرة والتي تمتد بعمق ثلاثين كيلومترا من الحدود التركية وبطول 120 كيلومترا. وفي 23 أكتوبر توصلت روسيا وتركيا الى اتفاق بانسحاب القوات الكردية نحو 30 كيلومترا على طول الحدود التركية البالغ 440 كيلومترا خلال 150 ساعة. وسينتشر مكان قوات سوريا الديمقراطية «حرس الحدود السوري»، وفق بالي. وفتح الأكراد قنوات اتصال مع دمشق وحليفتها روسيا بعد بدء الهجوم التركي عليهم في التاسع من أكتوبر. ويجري نتيجة ذلك، انتشار لقوات النظام في نقاط حدودية عدة. وشاهد مراسل فرانس برس في منطقة سنجق سعدون قرب مدينة عامودا مدرعات وآليات عسكرية محملة بأسلحة ثقيلة وعلى متنها مقاتلون ومقاتلات تتجه جنوبا نحو الطريق الدولي الذي يصل إلى مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا. وأفاد التلفزيون الرسمي السوري عن انسحاب «45 آلية ثقيلة من منطقة سنجق سعدون». وانسحبت قوات أمريكية في السابع من أكتوبر من نقاط حدودية عدة في سوريا كانت تتواجد فيها لدعم معركة قوات سوريا الديمقراطية ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وأطلقت تركيا وفصائل سورية موالية لها بعد يومين هجوماً ضد المقاتلين الأكراد سيطرت خلاله على منطقة حدودية بطول نحو 120 كيلومترا. وينص الاتفاق الروسي التركي الذي أبرم في مدينة سوتشي على تسيير دوريات روسية قرب الحدود، ويمنح المقاتلون الأكراد مهلة حتى الثلاثاء المقبل للانسحاب من «كامل المنطقة الحدودية» التي يبلغ طولها 440 كيلومترا. وأبدت قوات سوريا الديمقراطية بداية تحفظها على بنود عدة في الاتفاق لم تفصح عنها، إلا أنها أكدت مواصلة النقاش مع موسكو وبدء التعاون عمليا على الأرض. وقالت قوات سوريا الديمقراطية في بيان أمس الأحد «بعد المناقشات المكثفة مع روسيا الاتحادية حول تحفظاتنا السابقة، وافقنا على تطبيق مبادرتها لوقف العدوان التركي». وأوضحت أن «قوات سوريا الديمقراطية تعيد انتشارها في مواقع جديدة بعيدة عن الحدود التركة -السورية، وذلك حقنا للدماء ولتجنب سكان المنطقة آلة الحرب التركة». وتهدف تركيا التي علقت هجومها في 23 أكتوبر إلى إبعاد المقاتلين الأكراد عن حدودها وإنشاء «منطقة آمنة» تعيد إليها قسما كبيرا من 3.6 ملايين لاجئ سوري لديها.
مشاركة :