واشنطن تهدئ مخاوف كابول من صفقة مع طالبان تضعها على الرف

  • 10/28/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أجرى كبير مفاوضي الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للملف الأفغاني زلماي خليل زاد زيارة إلى كابول، الأحد، لإطلاع الرئيس الأفغاني على جهود السلام في أول زيارة له للعاصمة الأفغانية منذ أن أوقف ترامب محادثات مع حركة طالبان تهدف إلى إنهاء أطول حرب شاركت فيها بلاده. وتأتي زيارة خليل زاد بعد سلسلة من الاجتماعات، التي عقدها هذا الشهر، وشملت لقاء ممثلين عن حركة طالبان في باكستان المجاورة. وقال مسؤول في مكتب الرئيس الأفغاني أشرف غني “الهدف من زيارته واضح، إبلاغ الرئيس غني بما جرى في زياراته واجتماعاته في الآونة الأخيرة في بعض الدول في ما يتعلق بعملية السلام الأفغانية”. وشهدت الجهود الرامية لاستئناف مباحثات السلام بين الحركة الأفغانية المتطرفة والولايات المتحدة، زخما كبيرا خلال الأسابيع الأخيرة، وشهدت تداخل أطراف أخرى على غرار روسيا، التي دعت واشنطن إلى إحياء محادثات السلام مع طالبان. وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان لها، الجمعة “إن نائب وزير الخارجية الروسي إيجور مورجولوف، عقد اجتماعا مع مبعوثي الولايات المتحدة والصين وباكستان لأفغانستان في العاصمة موسكو”. وأضاف البيان أن “الجانب الروسي أشار إلى الحاجة لاستئناف مبكر للمفاوضات بين الولايات المتحدة وطالبان”، مؤكدا “أهمية مواصلة تضافر جهود الدول المعنية بهدف تعزيز الحوار بين الأفغان”. وعلى غرار روسيا دخلت الصين على خط الأزمة بقوة الأسبوع الماضي بعد أن أعلن مسؤولون أفغان، الأربعاء، أن الصين ستنظم محادثات بين الفصائل الأفغانية المتناحرة في إطار جهود إنهاء الحرب المستمرة منذ سنوات. وتحاول الصين، التي تشترك في حدود قصيرة مع أفغانستان، تشجيع جهود السلام. وزار وفد من طالبان بكين الشهر الماضي لإجراء محادثات مع مسؤولين حكوميين. وكانت المحادثات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان بشأن خطة لسحب القوات الأميركية من أفغانستان في مقابل ضمانات أمنية من الحركة بأمر من ترامب الشهر الماضي، بعد مقتل جندي أميركي و11 شخصا في هجوم شنته طالبان في كابول. وقال الجانبان، قبل انهيار المحادثات بين الولايات المتحدة وطالبان، إنهما على وشك التوصل إلى اتفاق على الرغم من وجود مخاوف لدى مسؤولين أمنيين أميركيين ومسؤولين حكوميين أفغان من أن انسحاب الولايات المتحدة قد يؤدي إلى تفاقم الصراع، ويقوي شوكة الجماعات الإسلامية المتشددة. وترفض حركة طالبان إجراء محادثات مباشرة مع حكومة غني، إذ تعتبرها دمية في يد الولايات المتحدة. وكان خليل زاد يمارس ضغوطا على طالبان لإعلان وقف لإطلاق النار مع قوات الحكومة الأفغانية، والالتزام بإجراء محادثات بشأن تقاسم السلطة. وقالت طالبان إن ذلك لن يحدث إلا بعد التوصل إلى اتفاق بشأن انسحاب كل القوات الأجنبية من أفغانستان. وقال مسؤولون باكستانيون ومصادر في الحركة المتشددة إن طالبان مستعدة للالتزام بالاتفاق المبدئي، الذي أبرم قبل إلغاء ترامب للمحادثات، وإن الحركة تتطلع لاستئناف المفاوضات. ويحرص ترامب، رغم إلغاء المحادثات، على إنهاء التدخل الأميركي في أفغانستان، الذي بدأ بعد أسابيع من هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة، ويتواجد نحو 12 ألف جندي أمريكي في أفغانستان. وراودت خلال الأسابيع الأخيرة السلطات الأفغانية مخاوف من سحب الولايات المتحدة جنودها من كابول، على غرار ما فعلته في سوريا لتتركهم بمفردهم في مواجهة تطرف طالبان، وهو ما نفاه وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر. وقال إسبر إن الهدف من العملية الأميركية في أفغانستان مازال ضمان “ألا تصبح مرتعا آمنا للإرهابيين للهجوم على الولايات المتحدة وحلفائها””. وأكد “خلال أول زيارة له إلى كابول الأسبوع الماضي عزم بلاده البقاء في أفغانستان، معتبرا أن البلاد “لا تزال تواجه تهديدا إرهابيا خطيرا نشأ مع تنظيم القاعدة، والآن مع حركة طالبان وتنظيم داعش وغيرها من الجماعات”. وتأتي التحركات الأخيرة أميركية أو غيرها في وقت تزيد فيه طالبان من تهديداتها وأعمال العنف داخل أفغانستان في ظل سيطرة الحركة، على نحو نصف مساحة البلاد، ما يثير مخاوف حلفاء واشنطن هناك، بالإضافة إلى أن للحركة أيضا نفوذا واسعا في المناطق التي لا تسيطر عليها.

مشاركة :