تستعد دائرة الثقافة بالشارقة، خلال الفترة القادمة، لطرح أحدث دواوين الشاعر المصري إيهاب البشبيشي، وهو ديوان "على بعد عطر". تحدث الشاعر إيهاب البشبيشي عن تجربة نشر ديوانه مع دائرة الثقافة بالشارقة حيث وصفها بالنبع الذي يفيض على كل ربوع الوطن العربي بالثقافة والفكر، تحقيقًا لرؤية سمو الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة، والتي تجلت في هذا العدد الوفير من بيوت الشعر التي رعاها بمكروماته الكريمة على امتداد الوطن العربي، والتي من ضمنها بيت الشعر بالأقصر في مصر، فهي تقوم بدور رائع لحماية الشعر ورعاية الشعراء على امتداد الوطن العربي. أوضح البشبيشي أن هذا الدور يتضمن منشورات ثقافية عديدة دورية وغير دورية، من ضمنها أيضًا طباعة دواوين الشعراء الذين تختارهم دائرة الثقافة بالشارقة، مديرو بيوت الشعر في المدن المختلفة، لافتًا أنه كان من حسن حظه أن يقع الاختيار على ديوانه "على بعد عطر"، لكي يكون من ضمن مطبوعات دائرة الثقافة بالشارقة لهذا العام، وأشار أن الاختيار كان بتزكية من الشاعر حسن القباحي مدير بيت الشعر بالأقصر. أعرب البشبيشي عن سعادته بالتعاون مع دائرة الثقافة بالشارقة، حيث قال: "أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لمدير بيت الشعر بالأقصر، لما بذله من مجهود في سبيل طباعة، ونشر هذا الديوان، كما أتقدم بالشكر الجزيل لدائرة الثقافة بالشارقة والقائمين عليها لهذا الشرف الكبير الذي أنالوني أياه بأن طبعوا ديواني "على بعد عطر"، ضمن مطبوعاتهم لهذا العام. وتابع الشاعر إيهاب البشبيشي: "أحب أيضًا أن أستغل هذه المناسبة لأثني على دور بيت الشعر بالأقصر في مصر، وعلى المجهود الذي يقوم به الشاعر حسن القباحي، والشاعر حسن عامر، ولكل القائمين على إدارة هذا الصرح الكبير في جنوب مصر، والذي جعل من الأقصر عاصمة للثقافة العربية، فقد جعلها تستعيد بريقها الحضاري، خصوصًا أن بيت الشعر بالأقصر يقع على طريق الكباش الأثري العظيم، أيضًا أتقدم بالشكر الجزيل لك من ساهم بالمراجعة أو بالإعداد أو بالطباعة في سبيل ظهور هذا الديوان". وعن ديوانه "على بعد عطر" قال الشاعر أن الديوان يشتمل على مجموعة من القصائد كتبها في الفترات الأخيرة، منها بعض القصائد القديمة، لكن معظم قصائد الديوان من القصائد التي أنتجت حديثًا. وأضاف صاحب الديوان قائلًا: "أظن أن الديوان ربما تأخر لمدة عامين أو ثلاثة أعوام، ربما ليكون حظي السعيد أن يُطبع ضمن مطبوعات دائرة الثقافة بالشارقة، في هذا الديوان حرصت بقدر الإمكان أن تكون قصائد الديوان متجانسة، وحرصت على أن تأخذ شكل الديوان لا شكل المجموعة الشعرية". أوضح صاحب ديوان "على بعد عطر" الفرق بين الديوان والمجموعة الشعرية قائًلا: "المجموعة الشعرية ربما تحتوي على قصائد متفرقة لا يربطها خيط واحد سواء موضوعي أو تشكيلي، أما الديوان فهو مجموعة من القصائد التي ينتظمها خيط واحد سواء كان الخيط هو الخيط المضموني أو التشكيلي، وأشار: "حرصت أن تكون القصائد متجانسة وأن تشكل في مجملها ديوانًا شعريًا متجانسًا". وبسؤاله عن رسالته خلال ديوان "على بعد عطر" أجاب الشاعر الشبيشي قائلًا: "لم يعد بالإمكان لأي شاعر أن يقول بالضبط أنه يقدم رسالة بعينها من ديوان ما؛ لأن الدواوين لم تصبح كالماضي ذات أيديولوجية معينة، لكن الديوان بشكل عام يُكَوِّنُ تجربةً تشكيلية جمالية في معظمه، معظم الدواوين تكون كذلك أيضا تكون تجارب إنسانية بشكل أو بآخر"، وأكد الشاعر: "هذا الديوان على وجه التحديد ديوان إنساني بشكل عام، ليس سياسيًا وليست قصائده في الحب أو الغزل، فهو ديوان إنساني يناقش قضايا إنسانية بشكل عام، وأيضًا أحاول أن أقدم فيه تشكيلًا جماليًا جديدًا في كل نص مختلف". في السياق ذاته تحدث الشاعر المصري عن أمر طباعة ديوانه خارج دولته قائلًا: "أرى أن نشر الديوان في غير دولة الشاعر يكون في صالح الشاعر؛ لأن هذا له عدة دلالات، الدلالة الأولى أن الشاعر معروف في دولة أخرى غير دولته، الدلالة الثانية أن الديوان إذا نشر خارج بلد الشاعر فهذا يعني أنه سيتاح له جمهور أوسع وبقعة مختلفة ومستمعون أخرون غير من يستمعون له في بلده وهذا يوفر له انتشارًا كبيرًا، ويعطيه دفعة أخرى لكي يكمل مسيرته الشعرية". وتابع إيهاب البشبيشي قائلًا: "أيضًا هي تجربة مختلفة فهذا يعطي نوعًا من التقدير المعنوي والأدبي للشاعر، أن يُحتفى به خارج بلده، وبالطبع هذا لا يغني عن أن يطبع المبدع أعماله في بلده، لكن أن يُطبع لمبدع ما ديوانه خارج بلده فهذا مكسب للمبدع". لافتًا: "لكني لا أعتبر أن طباعة ديوان لأي شاعر عربي، في أي قطر عربي آخر هي طباعة خارج دولته؛ لأن الشعر منتج لغوي عربي وهذا المنتج قومي ليس منتجًا محليًا، أن تنتج القصيدة العربية ليس للمستمع المصري فقط وأنما تكتب القصيدة لكي يقرأها كل ناطق باللسان العربي، وبالتالي حين يطبع ديوان لشاعر عربي في لبنان أو الجزائر أو العراق، أنا لا أعتبر أن هذا الديوان طبع خارج بلد الشاعر لأن الوطن العربي كله هو بلد المبدع خصوصًا إذا كانت إمارة الشارقة؛ لأنها هي الإمارة التي تعتني بالفكر العربي وبالثقافة وبحماية ورعاية الإنسان العربي فكرًا وثقافة قبل رعاية البنيان". وأختتم حديثه قائلًا: "عودتنا الشارقة دائمًا على رعاية الشعر العربي، وعودتنا على أنها تفتح ذراعيها لكل مبدع عربي، وبالتالي نحن لا نرى أن طباعة ديوان في الشارقة هي طباعة خارج دولة الشاعر، وإنما أنا أعتبر أن طباعة ديواني في الشارقة هي طباعة في بلدي أيضًا".
مشاركة :