فور مقتل تنظيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، في عملية أميركية أعلن عنها الرئيس دونالد ترامب، اعتبر البعض أن ما حدث إنما يأتي في سياق نظرية المؤامرة، حيث بقتل البغدادي يتم دفن كل الأسرار التي يحملها هذا الإرهابي عن ارتباطاته ببعض الدول ومصادر تمويل التنظيم الإرهابي. وفي هذا السياق، اتهم رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية السابق في العراق، حاكم الزاملي، القوات الأميركية بتدبير قتل أبو بكر البغدادي، خشية إلقاء القبض عليه، وبوحه بأسرار عن "داعش". وأضاف الزاملي أنه بمقتل البغدادي انتهت صفحة جديدة من "الإرهاب الداعشي، وننتظر خلق صفحة جديدة وقيادي جديد". وأضاف الزاملي أن "هذه سياقات وصفحات معروفة تتبعها الاستخبارات الأمريكية يتم من خلالها حرق الصفحة وإنهاؤها من جذورها بالقتل والتصفية"، مشيرا إلى أن "هذه الحالة تكررت بمقتل أبو مصعب الزرقاوي عام 2010 عقب انتهاء صفحته أو دوره، بعدما كادت القوات العراقية حينها أن تلقي القبض عليه". في السياق نفسه، اعتبر الكاتب السعودي في صحيفة "عكاظ"، حمود أبو طالب، أن الصخب الإعلامي الأميركي حول العملية الخاطفة التي استهدفت بها واشنطن أبو بكر البغدادي في أحد مخابئه "ما يشبه الإعلان الترويجي للرئيس ترامب". وقال في هذا الشأن الكاتب السعودي حمود أبو طالب: "كان يوم أمس صاخبا في الإعلام الأميركي بالدرجة الأولى ومعه بقية إعلام العالم، وبالطبع إعلامنا العربي، عندما أصبح أبوبكر البغدادي زعيم تنظيم داعش محور الحدث بعد إعلان واشنطن عن القيام بعملية خاطفة لتصفيته في أحد مخابئه، سبقها ما يشبه الإعلان الترويجي للرئيس ترامب بإشارته إلى أن أمرا كبيرا يحدث الآن، ليكون اليوم بعد ذلك هو يوم البغدادي وترامب وداعش ومسلسل رامبو الأمريكي". وتساءل الكاتب السعودي "هل ثمة مفاجأة حقيقية في خبر مقتل البغدادي بعملية استخباراتية عسكرية كما يقال، وهل هناك تفسير لها ولتوقيتها؟". وأجاب الكاتب عن تساؤلاته مشيراً إلى أنه "قبل البغدادي كان هناك الزرقاوي وأسامة بن لادن اللذان أعلن عن تصفيتهما بنفس طريقة البغدادي، عملية عسكرية مفاجئة في توقيت مختار، ثم يطوى الملف بكل ما فيه من غموض". ولفت في سياق توضيح موقفه إلى أن "وسائل الرصد والتعقب الأميركية تملأ السماء والأرض بدقة متناهية تستطيع كشف أدق التفاصيل، ومع ذلك كان البغدادي يتنقل من مكان إلى آخر ويقود تنظيماً استولى على قرابة نصف العراق وثلثي سوريا دون كشف مخابئه والأرتال التي تتحرك معه في تنقلاته". ووصف أبو طالب ما سبق بأنه "شيء لا يمكن استيعابه عندما يراد للعالم أن يصدق بأن قدرة البغدادي على التخفي أكبر من قدرة وسائل التجسس والرصد والكشف الأمريكية على رصده. وقد استمر زعيم التنظيم لسنوات يشرف على المجازر البربرية والمعارك والفتوحات مع وجود تحالف دولي لمواجهته دون أن يفلح في صيده". وتحدث الكاتب السعودي عما وصفها بأنها كائنات عجيبة "تظهر فجأة لتربك العالم وتتحدى أعتى قواته وتحتل بلدانا بتنظيماتها وتتنقل كالأشباح الغامضة، وتتشكل تحالفات لمواجهتها لكنها تعجز عن السيطرة عليها، وفجأة يتم الوصول إلى قادتها وتصفيتهم، وبعدها تختفي تلك التنظيمات بآلاف أفرادها ومعداتها". وتابع أبو طالب فكرته قائلا إن تنظيم "القاعدة" ظهر ثم اضمحل "بعد تفريخ تنظيمات جديدة منه، وظهر داعش والآن يختفي زعيمه ولا نعلم ماذا سيحدث لجيشه وعتاده، فما الجديد الذي ننتظره من استخبارات العم سام وبقية رفاقه".ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :