يعود عبدالمحسن النمر بقوة إلى الدراما الخليجية، مثبتاً أنه قادر على استعادة موقعه النجومي، بعد غياب اختطفته فيه نجومية أخرى في الدراما العربية، عندما استطاع أن يشق طريقه إلى بطولة مسلسلات مثل: «فنجان الدم» و»أبواب الغيم» و»توق»، بجوار نجوم عرب كبار مثل غسان مسعود وسلاف معمار وآخرين، وبقيادة مخرجين في مستوى حاتم علي وشوقي الماجري؛ إلا أن تعثر الدراما العربية بسبب فوضى الربيع العربي، أعادت النمر إلى سواحله الخليجية، مجسداً دور البطولة في أعمال خليجية وسعودية أحدها مع الفنان ناصر القصبي. عن هذه الأعمال تحدث النمر ل»الرياض».. كما علق على الهجوم المتكرر الذي يأتيه من الفنان حسن عسيري: * بداية لو تُحدثنا عن مسلسلك الجديد "صديقاتي العزيزات" الذي يعرض حالياً على MBC1؟. - نعم.. هذا أول مسلسل لي التقي فيه فعلياً مع المخرج محمد القفاص. كان من المفترض أن نلتقي سابقاً لكن الظروف لم تسمح، العنوان السابق للمسلسل كان "أمس أحبك وباجر وبعده" وهو الذي أذيعت له دعاية قوية ومن ثم أثير حوله ضجيج ولغط مفتعل وغير واعٍ على اعتبار أنه متجاوز لبعض الخطوط الأخلاقية، ثم أجل عرضه أكثر من سنتين بسبب هذا الضجيج الذي حصل. بالنسبة لي أنا سعيدٌ جدًا لعرض العمل حتى لو تغير اسمه لنثبت أننا كمنتمين لهذا العمل، أننا لا يمكن أن نقدم عملاً يتجاوز الخطوط. والآن أشعر بسعادة لأن المسلسل نجح وهو مُتابع بصورة جميلة جداً، والأصداء التي تصلنا رائعة وهي انعكاس لحكم الجمهور عليه، علماً أن العمل الفني الذي لا يثير جدلاً إيجابياً لا قيمة له. * قبل نحو خمس سنوات كنت شبه مختفٍ عن الدراما الخليجية ولكن في السنوات الأخيرة استعدت موقعك البارز من خلال مسلسلات "للحب جنون" "وريحانة" و"أنيسة الونيسة".. ما الذي تغير؟. - سؤالٌ دقيق جداً.. كان اختفائي عن الدراما الخليجية بسبب انشغالي بعدد كبير من المشاركات على مستوى الدراما في الوطن العربي في مسلسل "فنجان الدم" ومن ثم "أبواب الغيم" وفيما بعد "توق". هذه الأعمال سحبتني قليلاً من الأعمال الخليجية وأعتقد أنه من المهم للفنان أن يجرب دوائر أوسع من دائرته التي يعمل فيها، وقدر الإمكان يستفيد من التجارب العربية ليصبح لديه تراكم مختلف. وبعد أن عدت من هناك، اندلعت أحداث الربيع العربي، فبدأت الدراما العربية والسورية تتأثر بذلك. وهنا دعني أذكر أنني عملت في مستوى راقٍ جداً في الدراما السورية، أولاً مع المخرج الليث حجو في مسلسل "فنجان الدم" ومن ثم مع المخرج حاتم علي وفي التجربة الثالثة مع المخرج شوقي الماجري. وبعد هؤلاء المخرجين والتجارب الكبيرة، عندما تأتي للعمل في المسلسل الخليجي ستلاحظ أن ثمة هبوط، هنالك شيء غير متوازن، فصار اختيار الدور في المسلسل الخليجي صعباً جداً وفعلاً توقفت سنتين عن العمل لأني لم أجد شيئاً يرضي شغفي وما أطمح إليه، بعد العمل في الدراما السورية. ثم انتبهت إلى أن التوقف ليس هو الخيار الصائب. أن لا تجد ما تريده، حاول أن تبحث عنه بدقة وتساهم في تطويره وهو في بداياته. وإن طالت مدة الغياب فسينساك الجمهور، وبالتالي رجعت باختيار أول عمل وهو "صديقاتي العزيزات" ثم في تجربة مع حياة الفهد ومسلسل "ريحانة" مروراً بعمل "للحب جنون"، وصولاً إلى مسلسل "أنيسه الونيسة" وهو مسلسل عولت عليه كثيراً، كونه مسلسل كوميدي خفيف وبعيد عن النمطية الموجودة. * تركيزك على توفر الشروط الفنية هل هو أيضاً سبب تغيبك عن الدراما السعودية؟. - لست غائباً عن العمل السعودي، قدمت في الفترة الماضية مسلسلي "المجهولة" و"ولعبة الشيطان". لذا لم أغب فعلياً ولكني مقل بعض الشيء، لأن المسألة ليست اختيار بل بحث عن عمل تكون فيه المقومات الفنية حاضرة. وهذا العام أيضاً لم أغب عن المشهد الدرامي المحلي، هنالك مسلسلان حاليان أشارك فيهما؛ الأول ضمن حلقة مختارة من مسلسلٍ كوميدي يقود بطولته النجم ناصر القصبي والآخر ينتج في الرياض وفيه مجموعة كبيرة من النجوم السعوديين لصالح التلفزيون السعودي. وفي نهاية المطاف ما عاد المقياس عمل سعودي أو خليجي بل هو البحث عن عمل فني متكامل أياً كانت جنسيته، وأتمنى بحق أن أقدم عملاً سعودياً متكاملاً. وقد عرضت علي أعمال مثل "أوراق التوت" وهو عمل سعودي وينتج عربياً لكني لم أستطع التنسيق له لارتباطي بعمل آخر. والغياب إذن ليس موجوداً فكل عام لدي طلة على الدراما الخليجية. اخترنا اسماً جديداً لمسلسل «صديقاتي العزيزات» بسبب شائعة مغرضة! * ما قصة الفنان حسن عسيري.. هل لديه مشكلة معك أم ماذا؟ - لا أعرف بحق ما هي مشكلته معي.. أرسل لي أحدهم أنه تحدث عني بأمر، لا أعرف بالضبط ما هو. * في لقاء تلفزيوني أخير، توقف حسن عسيري عند تصريح قديم قلته أنت حول مسلسله "أسوار"، وعلق بأن سبب تصريحك هو لأنه لم "يُشغلّك" معه في المسلسلات التي ينتجها فقمت بانتقاده؟ - لست مضطراً للعمل مع أي أحد فقط لأرضيه، ولو كانت المسألة بالنسبة مجاملة لكنت قدمت عشرة مسلسلات في السنة. دعني أوضح: ما حدث هو أني أبديت وجهة نظري في بعض الأعمال التي انتجها حسن ويبدو لي أن هذا ما استفزه لدرجة صرت عنده قاسماً مشتركاً في كل مقابلاته. حدث في دولة الكويت أن قال كلاماً عني ليس له علاقة بالنقد الفني، كلام جارح إلى حدٍ ما، تلقى بسببه هجوماً كاسحاً من الصحافة الكويتية وفي لقاء تالي بعد أسبوع ظهر واعتذر، والآن عاد لنفس الأمر في لقائه مع قناة MBC. ولا أعرف لماذا؟ أحياناً أقول، ربما حسن يعاني من "شيء ما" بسببي أتمنى أن الله يشفيه منه. يبدو أنه يحبني جداً، لا يوجد لقاء إلا ويأتي بذكري. ولو سئلت مرة أخرى عن أعماله سأقول ذات الرأي لأنه رأي فني في الأعمال وليس شخصي. فحسن قدم أعمالاً مهمة وقدم أعمالاً لم أستسغها.. فما المشكلة؟. في النهاية التقييم يعتمد على المقيم نفسه. إذا كان ذا وزن كبير فبالتأكيد يهمني أمره. وحسن في النهاية صديق وعزيز على القلب أحبه ووجهة نظره أحترمها وليس شرطاً أن تكون صحيحة. * إذن رأيك في أعماله ينطلق من معايير فنية بحتة؟. - بالتأكيد.. فحسن صديقي وليس لدي مشكلة شخصية معه. وللعلم حتى مسلسل "أسوار" الذي انتقدته، كان قد كلمني للعمل فيه، لأن وقتها كان لديه إشكالية في الدور لا أعرف ما هي وأنا اعتذرت، وأيضاً كلمني عن عمل "الساكنات في قلوبنا" واعتذرت فهل أخذ هذا الاعتذار بمقياس يستفزه. هنالك منتجون كثر أعتذر منهم هذا العام ويعودون العام الذي يليه ويكلموني لعمل آخر. وبالتالي فإن العمل الفني هو مثل الطعام الذي تستسيغه أو فلا. منتج كبير مثل عامر الصباح يعرض علي ثلاثة أعمال في السنة أقبل عملاً أو اعتذر عن الثلاثة، ومع ذلك يعود ويطلبني في العام الذي يليه. هذا الرجل حقاً يستوعب أن مسألة الفن اختيار واعتذارك عن عمل لا يعني إساءة. وهذه أول مرة أعلق على ما اعتاد على قوله حسن عسيري بينما أنا لا أفضل الحديث عنه لأنه أبداً ليس مهماً بالنسبة لي، ويبدو لي أن حسن يحب أن يحرك المياه الراكدة بطريقة ما. * ماذا عن حضورك الرمضاني على الشاشة هذا العام؟ - لدي مسلسل بعنوان "لو أني أعرف خاتمتي" مع المخرج أحمد المقلا، والإنتاج سيكون لحبيب غلوم وهيفاء حسين في أول تجربة إنتاجية لهما في أول نص يقدمه الكاتب المهم جداً إسماعيل عبدالله. والمسلسل انتهينا منه قبل أسبوع تقريباً وسيعرض على قناة أبوظبي. وهناك تجربة جديدة هي "عام الجمر" مع المخرج الإماراتي عمر إبراهيم الذي أتفاءل بأنه سيسجل حضوراً مهماً، وهو صاحب تجربة في السينما وانتقل مؤخراً للتلفزيون. هذا إضافة إلى ما ذكرته سابقاً عن مشاركتي مع ناصر القصبي في حلقة هامة من مسلسله الرمضاني تناقش قضية حساسة جداً وستعرض على MBC، إلى جانب مسلسل "منا وفينا" الذي سيعرض على التلفزيون السعودي وقد نفذت حتى الآن حلقتين منه.
مشاركة :