«البيت العائلي» في سجن الحاير لمسة إنسانية للإصلاح والاحتواء

  • 5/10/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

تعد الأسرة هي النواة الأولى في اصلاح المجتمع بشكل عام والنشء بشكل خاص، لايختلف أي واعٍ على مدى أهميتها في إنتاج جيل متسلح بدرع حصين لا يزايد على دينه وأمن وطنه وعرضه، يؤمن بأن هذه الثلاثة من أهم مقومات الحياة والاستقرار والأمان بالنسبة له، ولكن قل الوعي وغلبة العاطفة على العقل قد تلقي بالنشء إلى مزالق التهلكة ونفق الإرهاب والتكفير، فبعض الأسر تتذمر من المشاريع وتعثرها وتنتقد بلسان سليط متجاهلة جميع المنجزات التي تحيط بنا والتي تعد مطمعا للكثير من الدول الأخرى ومن أهمها نعمة الأمن والأمان وتلاحم الشعب مع القيادة، فتنقل بذلك سلبيتها إلى شحنات قابلة للانفجار بداخل أبنائها، الأمر الذي يجعلهم لقمة سائغة بأيدي العابثين والمغرضين ليكونوا أداة يستخدمونها ضد الوطن، إلى جانب تخلي بعض الأسر عن ابنائها الخطائين، معتبرينهم عاراً على العائلة والمجتمع الأمر الذي يجعل المخطئ يتشبث بخطئه غير آبه بالتوبة والرجوع عن طريق الضلال، فأسرته والمجتمع يرفضانه فلماذا يعود؟ أسرة كويتية في المنزل العائلي "الرياض" حضرت اجتماع أسرة من دولة الكويت بابنها الموقوف، خلال استضافتهم من قبل المديرية العامة للمباحث بداخل المنزل العائلي بسجن الحائر، وجاءت تلك الخطوة في لفتة إنسانية من قبل المباحث بعد وفاة جدة الموقوف التي كان متعلقاً بها ولم يتمكن من تقديم واجب العزاء لوالدته وأخواله، فاستضافتهم المباحث للتخفيف عن النزيل وتمكينه من تقديم واجب العزاء والمكوث مع عائلته ثلاثة أيام. الأسرة هي الأساس أكد (ط.ن) الموقوف في سجن المباحث العامة بالحائر أنه لم يتعرض لأي أذى نفسي أو جسدي نافيا وجود سجون تحت الأرض، كما أضاف أنه لم يستطع أن يكمل دراسته بسبب تأخر وصول شهادته من دولة الكويت فصعب اعتماده في وزارة التعليم السعودية، واشار الى أن بعض الموقوفين لازالوا متشبثين بأفكارهم التكفيرية، وعزا السبب بالدرجة الأولى الى الأسرة، فمهما أخطأ الشخص فهو بحاجة إلى أسرته وإحساسه بمحبتهم، فعندما يبلغ نزيل من العمر 40 عاما وصلته بأسرته تكون منتهية فلماذا سيتراجع عن فكره وإن كان مقتنعا بخطأ معتقده، فللأسرة وترابطها دور كبير في تراجع الابن عن معتقده فهناك نزلاء لا يزورهم أهلوهم وهناك نزلاء لديهم زيارات أسبوعية، مبينا أن 80% من سبب تراجع الابن عن فكره الضال هم أسرته ومدى احتوائهم له وكيفية تعاملهم معه بعد أن يثبت تورطه بالفكر الضال. أقاويل مضللة وفند الأقاويل التي تطال سجون المباحث ومدى جديتها وكيفية تعاطي النزلاء مع ما ينشر في وسائل الإعلام، مؤكدا أن جميع الترميزات الإعلامية معروفة لديهم بالداخل، ولم يتم محاسبة أي شخص على صدقه أو كذبه من بقية النزلاء، وأن هناك نزلاء قد يكذبون حول حقيقة السجن، فالسجن يظل سجنا وليس بجنة ولكن لا صحة لوجود التعذيب والتهويل الذي يلفق. وقال: المجتمع السعودي صعب ولا يغفر الزلة، فهناك نزلاء يحرمون من الاجتماع بزوجاتهم بسبب رفض ابناء عمومة زوجاتهم ذهاب قريباتهم إلى السجن، فتتكالب الظروف المجتمعية والإحساس بالذنب. واعترف بأنهم شباب أخطأوا فيما مضى ولكن هناك من كان ضحية تغرير لاسيما وهو صغير في السن، متشفعا بأن يكون هناك تقليص لأحكام بعض من ثبت تورطه في صغر سنه ولم يثبت عليه القيام بأي عملية إرهابية أو قتالية، فالجميع يتفق أن أمن الدولة خط أحمر. الموقوف الكويتي:احتواء الأسرة والمجتمع للسجين يسهم في تراجعه عن أفكاره الضالة! شفافية مطلقة وخلال حديث "الرياض" مع الموقوف وذويه حضر أحد مسؤولي المباحث وطلب من الموقوف خلال حديثه ل "الرياض"عدم المجاملة في حديثه، وأكد للموقوف قائلا: (أرجوك عدم المجاملة والحديث عن قناعة وأنت غير مرغم على اللقاء إذا لم تود، لأن الأصل في المقابلة الموافقة والرضا).. وعلق الموقوف في حديثه بأنه تأقلم على وجوده هنا، فالإنسان بطبيعته متعايش إلى جانب أن ديننا الحنيف امرنا بالإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره، ولم نؤمر بالرضا بل بالإيمان، كما أن الكتب المتوفرة هنا خففت كثيرا من ألم السجن وفقدان الأهل، فلله الحمد جميع الكتب متوفرة وفي جميع التوجهات الأدبية والثقافية والطبية والدينية، فأنا قارئ منوع وهنا أستطيع أن أقرأ ماشئت، فقد قرأت خمس روايات لدون براون، و51 رواية لنجيب محفوظ، و30 مجلدا لابن تيمية والكثير من الكتب في شتى المجالات الطبية والدينية والفكرية والتاريخية. والد الموقوف قال والد الموقوف: أنهم يزورون ابنهم بمعدل شهري مع توفير زيارة للحج والعمرة من قبل المباحث العامة، مؤكدا أنه لم يتعرض وزوجته طوال ال13 عاماً لأي امتهان أو احتقار من قبل المباحث، بل كانوا يأتون ويذهبون بحفاوة وتقدير، مشيرا إلى أنه تم القبض على ابنائه بتهمة التحريض والانخراط بجماعات التخريب المحرضة، وقد أبدى ابناؤه التغير في الفكر والسلوك فخرج الأول وبقي الثاني راجيا من المولى أن يفرح قلبه بخروجه قريبا. خالة الموقوف في الجانب الآخر كانت "منال" خالة الموقوف في حالة بكاء مستمر شوقا لابن شقيقتها الذي في نفس عمرها، حيث تربيا سويا وكبرا مع بعضهما البعض، فقالت: أنا أقرب إنسان له ولم استطع زيارته بسبب ظروف مرض والدتي، ولكن كنت أتواصل معه هاتفيا. وأضافت أنه على الرغم من قربها منه إلا أنها لم تلحظ عليه أي تغير في سلوكه، مما عرضها لصدمة كبيرة حين تم القبض عليه من قبل السلطات الكويتية، فهو كان طيبا وحنونا وصاحب نكتة الأمر الذي لم يجعلنا نشك فيه نهائيا. وزادت منال أن ابن شقيقتها وغيره من الشباب الكثير تم استغلالهم من قبل جذور الشر واستغلال حماسهم لتنفيذ مخططات لم يكن يعيها الشباب نتيجة صغر السن، فالجميع يتفق على أن أمن الدولة خط أحمر ولكن ابن شقيقتي اثبت صدقه وتغير فعليا ولم يتبق عليه إلا عامان في محكوميته ونحن ننتظرها على أحر من الجمر، وقدمت شكرها للمديرية العامة للمباحث على ادراتها الانسانية واستضافتها لعائلة الموقوف بداخل البيت العائلي الذي يعد أفضل من البيت الحقيقي فعليا، وأشبه بالنظام الفندقي. خال الموقوف في الجانب الآخر قال السيد "داوود" خال الموقوف أنه منذ ايقاف ابنهم وهم لم يتركوه أبدا وما يحسب للسلطات السعودية هو حرصها على الجمع بين الموقوف وذويه بشكل مستمر، مؤكدا أنه طوال فترة زيارتهم لابنهم لم يشتك إلا من شوقه لأسرته، ولكن من ناحية المكان والمأكل والمشرب فهو من يضيفنا وليس نحن. نظام محكم وأيد حديثه السيد "بدر" الخال الثاني للموقوف وقال: وضعه حاليا مستقر لكن السجين نفسيته مختلفة عن غيره فاليوم يمر عليه بسنة، ونتمنى من الله أن ينهي محكوميته ويعود لأسرته. وزاد أن نظام سجون المباحث السعودية محكم والإمكانيات لا تقارن بأي سجن في العالم، فتعاملهم مع الموقوف مناصحة أكثر من كونها سجناً بالرغم من أن جرمهم أمن الوطن، مبديا إعجابه بالبيت العائلي الذي يضاهي أفخم الفنادق. خدمات مكتملة واتفق معهما السيد "صالح" الخال الثالث للموقوف وقال: زرت طلال قبل 12 عاما، وهذه المرة الثانية، فتفاجأت حقيقة.. الوضع مختلف فأنا لا يهيأ لي بأني في زيارة سجن ومكان للعقوبة، كما أن كل ماكان يدور بخلدي عن سجن المباحث هو مايشاع من زنازن تحت الأرض وتعذيب ولكن هذا كله لم أشاهده، وقد أكد ذلك ابناؤنا الموقوفون من دولة الكويت. واضاف أنه من خلال رؤيته لا يعتقد بأنه يوجد سجن في العالم يوفر الخدمات التي توفرها سجون المملكة من ناحية التعليم والخدمات المقدمة، إلى جانب تقديم تصاريح الزيارة والعمرة والحج لذوي الموقوف، فالمباحث تعمل حملات حج سنوية لأهالي الموقوفين وكثير من المعارف ذهبوا. وأشاد بخطوة الزيارات العائلية للموقوف، خاصة أن المباحث تحرص على عدم قطع صلة السجين بعائلته، وهنا لايوجد حاجز زجاجي بين النزيل وذويه وهذه لم تحصل في أي سجن بالعالم، إلى جانب التسهيلات لذوي الموقوف فلا يوجد أي سجن يعمل تلك التسهيلات التي تنفذها المديرية العامة للمباحث. هذا وقد أمضت أسرة الموقوف (ط.ن) يوما عائليا كاملا مع ابنهم بداخل البيت العائلي، مع تكفل المديرية بتوفير وجبات الطعام بحسب ما يرغب النزيل وذويه والسماح لهم بالمكوث مع الموقوف 72 ساعة. أسرة الموقوف: سجون المباحث السعودية لامثيل لها في الخدمات والتعامل..«السجين يضيّف زائريه»! ولي العهد يوجه باستضافة عائلة موقوف كويتي أمر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية باستضافة العائلة الكويتية كاملة لزيارة ابنها الموقوف وتمكينه من تقديم واجب العزاء لوالدته وخالته وأخواله. وقالت والدة (ط.ن) -الموقوف أمنياً- انها تزور ابنها بشكل شهري وتقضي معه وقتاً كافياً، ولكن بعد وفاة والدتها وإبلاغ المديرية العامة للمباحث بمدى تعلق الموقوف بجدته التي كان يهاتفها باستمرار وجه سمو لي العهد بتلك الزيارة، مشيرة الى انها تزور المملكة بشكل شهري، وذلك باستضافة من المديرية وتكفلها بتكاليف السفر. وتأتي استضافة المديرية العامة للمباحث أسرة وعائلة النزيل (ط.ن)، تعاطفا مع حالته بعد معرفته بأن جدته توفيت ولم يتمكن من زيارتها لتلقي العزاء فيها، فبادرت المديرية باستضافة والده ووالدته الذين كانوا يزورونه بانتظام إلى جانب شقيقه وزوجة شقيقه وابنهما وخالته وثلاثة من أخواله من دولة الكويت الشقيقة في البيت العائلي.

مشاركة :