ناصر بن حمد: سنبقى سدا منيعا ضد الإرهاب ومحاولات تقويض أسس الاستقرار الإقليمي

  • 10/29/2019
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

البحرين بقيادة الملك دولة تعايش وسلام وتدعم مساعي إنهاء أزمات الإقليم والعالم لا مكان لفكر متعصب.. ولا مجال لفرقة أو تحزب آمل أن يكون خليجنا خليج الأمل والفرص والتقدم.. لا خليج التوتر والنزاع رفع اللواء الركن سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مستشار الأمن الوطني قائد الحرس الملكي رئيس اللجنة العليا المنظمة لمعرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع (بايدك 2019)، أسمى آيات الشكر والعرفان الى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة القائد الأعلى على تفضل جلالته برعايته الكريمة لهذه التظاهرة الدولية الفريدة والمرموقة، مرحّباً سموه بمشاركة وحضور نخب بارزة وكفاءات متخصصة من صناع القرار والقادة العسكريين والدبلوماسيين والأكاديميين في مملكة البحرين واحة الأمان وموطن التحضر والحوار. جاء ذلك في كلمة ألقاها سموه في حفل افتتاح فعاليات مؤتمر «التكنولوجيا العسكرية في الشرق الأوسط» الذي أقيم مساء أمس. وأكد سمو الشيخ ناصر بن حمد أن معرض ومؤتمر (بايدك) يأتي في مقدمة المعارض الدولية والمتلقيات الفكرية شمولا وتواصلا، كما يضفي طابعه الخاص ليمثل شراكة نوعية بين التطور التقني والفكر الاستراتيجي، وبات يتمتع بسمعة طيبة ومكانة رائدة لأننا أردنا أن نكون في الصدارة. وأعرب سموه عن اعتزازه بحصول (بايدك) عن جدارة واستحقاق على جائزة الجمعية الدولية للفعاليات الحية ILEA كأفضل معرض في الشرق الأوسط يقام على مساحة تزيد على 10 آلاف متر مربع. وأضاف سموه بالقول: «جاء اختيارنا للتكنولوجيا العسكرية كعنوان لمؤتمر النسخة الثانية باعتبارها من المجالات الحيوية، حيث خلقت الطفرات التكنولوجية واقعا جديدا من الفرص والقدرات، كما أفرزت تحديات غير مسبوقة، ونستطيع القول بأن شكل وحجم النزاعات يتغير بوتيرة متسارعة تبعا لتطورات التكنولوجيا العسكرية. وعلى مدى العقود الماضية، شهد العالم ظهور أجيال جديدة من الأسلحة والمعدات اعتمادا على الذكاء الاصطناعي والتصنيع المتقدم وعلوم ميكانيكا الكم وغيرها. والملاحظ أن طبيعة الصراع الدولي تتحول تدريجيا من جيوسياسية واقتصادية إلى جيوتكنولوجية، وبالتأكيد ستكون الحروب الالكترونية والتكنولوجيات الجديدة العامل الحاسم في حروب المستقبل». وأكد سموه أن منطقة الشرق الأوسط تشهد اختلال توازن النظام الإقليمي ومرحلة شديدة الاضطراب، من مظاهرها الحروب القادمة على الإرهاب والطائفية والإعلام الموجه وتقويض المؤسسات الوطنية والتدخل في شؤون الدول الداخلية. وبنظرة على خارطة أحداث المنطقة، يمكن التمايز بين جبهتين، إحداهما تضم رعاة الإرهاب والفوضى والخراب، بينما الجبهة الأخرى هي تحالف الاعتدال والاستقرار والتنمية، والتي تكافح بنجاح لإحباط مشاريع ومخططات الهيمنة والعنف والفتنة. وأكد سموه أن الاعتداءات الإرهابية المدانة على ناقلات النفط المدنية وعلى معملين نفطيين تابعين لشركة أرامكو السعودية وجهت تحذيرا جديدا إلى المجتمع الدولي بأسره، بضرورة مواجهة الإرهاب والدول الراعية له، وضمان سلامة الممرات البحرية، مؤكدا سموه موقف البحرين الثابت بالوقوف إلى جانب المملكة العربية السعودية ضد كل من يحاول المساس بأمنها أو يهدد استقرارها، ودعمها فيما تتخذه من إجراءات لحماية مؤسساتها والدفاع عن مصالحها. كما أكد سموه مضي مملكة البحرين قدماً في مساندة كل تحرك ومبادرة من أجل إيجاد بيئة آمنة ومزدهرة في منطقتنا. وأوضح سموه أن معرض ومؤتمر «بايدك» سيسهم من خلال حلول إبداعية وتقنيات حديثة في تأمين الممرات المائية في الشرق الأوسط وضمان المرور الأمن وحرية الملاحة بما يحقق استقرار أمن الطاقة وازدهار التجارة الدولية. وزاد سموه قائلاً: «إن انتمائي إلى قوة دفاع البحرين، سيرة حياة، وفخر دائم، بمؤسسة عصرية رائدة ومتطورة، تشكل البنيان والحصن المنيع للدفاع عن وحدة وسيادة الوطن، وتمثل قوة سلام واستقرار للأمن الإقليمي، بمساهماتها في العديد من المهام العسكرية والإنسانية المشرفة، وقدمت تضحيات غالية من شهدائنا الأبرار في ساحات الشرف والبطولة». ونوه سموه بمزيد من الاعتزاز بالرؤية الحكيمة والسديدة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، مقدما سموه التحية والتقدير للقائد العام المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة لما يبذله من جهود مخلصة وكبيرة لتحقيق أعلى مستويات الكفاءة والجاهزية. وأكد سموه أن الاستثمار في الأمن هو الركيزة الأساسية لنمو الاقتصاد وتعزيز الاستقرار في ظل التحديات التي تواجه المنطقة والعالم وتلعب التكنولوجيا الحديثة دورا مؤثرا في هذا المجال. كما أكد سموه أن النهج الإصلاحي لجلالة عاهل البلاد المفدى كان متقدما في طرحه ورائدا في فلسفته عندما وضع قبل عقدين من الزمن التطور التكنولوجي كأحد مصادر التقدم الوطني وكرافد أساسي في رؤية البحرين الاقتصادية 2030 وجعلته قوة دفاع البحرين في مقدمة أولوياتها، مشيرا سموه إلى قطع شوط مهم في ميادين الابتكار والحوسبة السحابية والتحول الرقمي لدعم الاقتصاد الذكي وتوفير المزيد من فرص العمل وتنويع مصادر الدخل الوطني. وبين سموه أن التوجيه الملكي السامي بأن تباشر الحكومة وضع خطة شاملة للتعامل مع متطلبات الاقتصاد الرقمي بتبني وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الإنتاجية والخدمية، يأتي تأكيدا على أن المواطن هو الغاية، ومن الأهمية أن ينعكس كل تطور على تعزيز مستوى معيشته وضمان أمنه ورفاهيته. واستطرد سموه: «يسعدني شخصيا التفاعل الكبير مع جائزة (ناصر بن حمد للابتكار العسكري) لتحفيز وتعزيز الإبداع العسكري، وتبني أفكار الموهوبين والمتميزين عن طريق توفير بيئة تنافسية للارتقاء بثقافة الابتكار»، معرباً سموه عن شكره الجزيل لسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة لمبادراته الملهمة في هذا المضمار ومنها: إطلاق مسابقة الابتكار في الذكاء الاصطناعي وتدشين أكاديمية الذكاء الاصطناعي لدعم مخرجات التعليم الوطني، مشيرا سموه إلى أن هذه الخطوات تستكمل الجهود الرامية إلى أن تكون مملكة البحرين مركز إنتاج وتصدير التكنولوجيا العسكرية وقاعدة ملائمة لصناعات عالية التقنية والجودة عبر شراكات ممتدة ومجدية. وأضاف سموه: «مع احتفالنا هذا العام بحلول الذكرى المئوية للتعليم والعمل الشرطي والبلدي، نطمح على مزيد من الاستثمار في المعرفة لاسيما مع توافر كوادر بشرية مؤهلة وبنى تحتية واتصالات حديثة، وخدمات مميزة للأعمال وتسهيلات أخرى. وأؤكد من هذا المنبر أننا سنمضي في السباق التقني بكل عزيمة ولن نتخلف عن الركب، بل سنكون في المقدمة كدولة بازغة على المستوى التكنولوجي تدعمها مؤشرات دولية مبشرة. وأود في هذه المناسبة أن أحيي الخطوات الناجحة للأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في مجال توطين تكنولوجيا الصناعات العسكرية». وأكد سموه أن مملكة البحرين بقيادة جلالة عاهل البلاد المفدى دولة تعايش وسلام وتدعم مساعي إنهاء أزمات الإقليم والعالم بشكل شامل ومستدام، وفي الوقت ذاته لا نقبل المساومة على مبادئنا وثوابتنا، وسنبقى سدا منيعا ضد الإرهاب ومحاولات تقويض أسس الاستقرار الإقليمي ونشر التطرف والتعصب. وختم سموه كلمته بالقول: «كمواطن من أهل البحرين الكرام، أعتز بأن نكون جميعا تحت راية الوطن الخفاقة، فلا مكان لفكر متعصب.. ولا مجال لفرقة أو تحزب. كما آمل أن يكون خليجنا، خليج الأمل والفرص والتقدم.. لا خليج التوتر والنزاع».

مشاركة :