بيروت – الوكالات: عزز المتظاهرون في لبنان امس العوائق وركنوا سيارات وسط طرق رئيسية في البلاد في إطار تحركهم المستمر منذ 12 يوما للمطالبة برحيل الطبقة السياسية. وشهدت البلاد نهاية الأسبوع الفائت محاولات من الجيش والقوى الأمنية لفتح الطرق من دون نتيجة، إذ أصر المتظاهرون على أنهم يريدون الإبقاء على شلل البلاد الى حين الاستجابة لمطالبهم المتمثلة باستقالة الحكومة أولا وتغيير كل الطبقة السياسية. كما تمسكوا بالطابع السلمي لما يسمونه «ثورة». وكانت طرق رئيسية صباح امس مقطوعة جراء توقف مئات السيارات أو جلوس مجموعات من المحتجين أرضاً، ولا سيما الطريق السريع الرئيسي الذي يربط الشمال بالجنوب، وذلك لممارسة أقصى ضغط ممكن على السلطة السياسية. وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي الأحد منشور يدعو المواطنين إلى اعتماد أسلوب جديد لقطع الطرق وهو ركن السيارات في وسط الطرق، تحت شعار «اثنين السيارات». وكان المتظاهرون قد استخدموا حتى الآن الإطارات المشتعلة والعوائق ومستوعبات النفايات والقطع الحديدية وأكوام التراب والحصى لقطع الطرق. وحين كانت القوى الأمنية تنجح في إزالة كل العوائق، لم يتردد كثيرون في التمدّد أرضا لقطع الطريق بأجسادهم. واستقدم المحتجّون إلى الجسر أثاثاً منزلياً من سجاد وبراد وأريكة وفرش نوم وافترشوا الأرض بها في خطوة تؤكد تصميمهم على البقاء في الشارع. وعلى طريق الدامور جنوب بيروت، قطع شبان الطريق صباحاً بسياراتهم وقاموا بإخفاء لوحاتها، خشيةً من أن تتمّ ملاحقتهم أو فرض دفع جزاء عليهم، وفق ما قالوا لوسائل إعلام محلية. واندلعت شرارة الاحتجاجات غير المسبوقة في لبنان في 17 أكتوبر، بعد إقرار الحكومة ضريبة على الاتصالات عبر تطبيقات الإنترنت سرعان ما تحوّلت حركة مناهضة للطبقة السياسية كلها. وتشهد البلاد شللاً كاملاً يشمل إغلاق المدارس والجامعات والمصارف، منذ أكثر من عشرة أيام. وحاول الجيش وقوات الأمن في الأيام الأخيرة فتح عدد من الطرق المغلقة في مناطق مختلفة في البلاد، غير أن المتظاهرين قاوموا كل الجهود. وجرح السبت ستة أشخاص على الأقل في صدام بين الجيش ومتظاهرين كانوا يحاولون قطع طريق في منطقة البداوي قرب طرابلس في شمال لبنان. في مدينة صيدا جنوباً، سُجل صباح امس اشتباك بين الجيش ومحتجين كانوا يقطعون مدخل المدينة الشمالي، ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح طفيفة.
مشاركة :