أثار قرار رسمي مفاجئ بإلغاء حفل فرقة دي-كرانش (D-Crunch) الكورية قبل انطلاق عرضه على المسرح بدقائق في دولة الكويت، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي. وأظهرت مقاطع فيديو وصورا متداولة على تويتر أعضاء الفرقة الكورية، التي حضرت تلبية لدعوة السفارة الكورية في الكويت إحياء للذكرى الأربعين للعلاقات بين البلدين، على المسرح الذي من المفترض أن تؤدي عليه فقراتها، ليعتذر أعضاؤها للجمهور، معلنين أن الحفل ألغي، دون توضيح السبب، وسط صيحات استهجان من قبل الحاضرين. وخرج أعضاء الفرقة من باب خلفي، فيما يبدو، بعد قرار الإلغاء، وسط صيحات الجمهور الذي كان قد حضر من أجل الحفل. وتأثر عدد من أعضاء الفرقة بالقرار، حيث ظهروا في صور وعليهم علامات الحزن، بينما بلغ التأثر بآخرين حدّ البكاء. كما أظهر مقطع فيديو مغادرة الفرقة الكورية لمطار الكويت، فجر الاثنين، وقد نشر على حساب “المجلس”، نقلا عن مصادر لم يسمها: وأثار القرار استهجان مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الذين يؤكدون أن “هبّة متطرفة تضرب الكويت” ويسعون لمقاومتها منذ مدة. وانتقد معلقون القرار، مستنكرين دعوة ضيوف ثم إلغاء حفلهم. واعتبر حساب: AljaziAlsenafi@ منع الفرقة الكورية في الكويت بحجة أن أشكالهم توحي بأنهم مثليون أمر غاية في التطرف والغباء! كان من الأجدر معرفة ميول الفرقة قبل مجيئهم للكويت وقبل توقيع العقود وقبل تجهيز المسرح لكن العقول المحدودة مخزية! #وزير_الإعلام #الفرقة_الكورية. فيما قال مغرد: almelaifi@ #الكويت طول عمرها بلد انفتاح فكري وحضاري، لذلك كان التوازن في الأفكار والممارسات نهاية كل تفكير أو ممارسة سواء بدأت من أقصى اليمين أو اليسار لأن الانفتاح والممارسة تهذب الأفكار، ما يحاول البعض ممارسته من تطرف في الفكر وتشدد في الممارسة سيدفع نحو المزيد من التطرف المعاكس فاحذروه. يذكر أن ناشطين رحبوا بقرار الإلغاء، معتبرين أن مثل هذه الفرق لا تمثل تقاليد وعادات المجتمع الكويتي. وعلق مغرد: وعلقت سارة: saralovesione@ “السفارة الكويتية جابوا فرقة أطفال كوريه يأدون “مجانا” للاحتفال بالعلاقة بين الكويت وكوريا، بس على آخر لحظة لما لبسوا وتجهزوا وبيطلعون عالمسرح خلاص جاء الوزير وقالهم يكنسلون الفعالية لأن والله مادريت أن أشكالهم ناعمة كذا!! يعني يصرفون فلوس على أحلام وطقتها وذولي لا حتى مجانا حرام!”. ولم يصدر أي توضيح من قبل وزارة الإعلام بشأن قرار إلغاء حفل الفرقة الكورية أو الأسباب التي دفعت الوزير إلى اتخاذ مثل هذا القرار. وتهكم مغرد: salmulla85@ الكويت قاعدة تسوي ريتويت حق تغريدات السعودية القديمة. وأكدت شيخة الجاسم: وأكد مغرد: Hopeless_q8@ “هذي مو أول مرة تتقدم دعوة لشخص، ولما يوصل تصير مشكلة.. التخبط هذا ممكن يدخلك حتى مشاكل سياسية، بعض الدول ما ترضى أحد يعامل مواطنيها بهالطريقة. حط قانون واضح، والناس تمشي عليه. مو يدعون شخص ولما يوصل الكويت تنطر ردة فعل السوشيل ميديا تجاهه. صارت واجد بشخصيات دينية، فنانين، سياسيين… وقال حساب: Na9eR_Dashti@ الفرقة ذاتها قدمت حفلها في الرياض وأبوظبي!!!!! وفي الكويت تمنع!! البلد أصبحت في أياد لا تحترم الدستور ولا الحريات ولا الترفيه ولا الفن ولا الناس!! إلى متى الوصاية؟ إلى متى وحياتنا كشعوب خليجية مرتبطة “بشخطة قلم” السلطة؟ الكويت إلى أين؟ Za14800Za@ “على فكرة أول ما فتحنا عيوننا والكويت هي المصباح اللي ندور على نوره إلى درجة حتى صحفه شكلت الوعي عندي تحديدا جريدة الهدف، مجلة المجالس، اليقظة، النهضة، المسرح الفنون محزن اللي وصلت له.. ليتها تسلم بس”. وبدأت هذه القرارات المتطرفة تزعج الكويتيين. والعام الماضي استفزت “مجزرة كتب” المغردين في الكويت التي تعد إحدى أهم المنارات الفكرية والثقافية في المنطقة ضمن هاشتاغ #ممنوع_في_الكويت على خلفية وصول عدد الكتب الممنوعة إلى أكثر من 4000 كتاب آخرها كان منع كتاب “مئة عام من العزلة”. وغردت الكاتبة بثينة العيسى حينها “عزيزي وليّ الأمر المذعور من الكتب؛ صدّقني أن الهاتف في يد طفلك أقدر على إفساده من مليون كتاب. خفّوا شوي”. وتساءلت “من أنت حتى تقرر لي ما يحق وما لا يحق لي أن أقرأه؟”. قرار إلغاء الحفلة في اللحظات الأخيرة أثار استهجان مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت وقبل ذلك أثار هاشتاغ #إلغاء_حصة_الموسيقى، جدلا واسعا على تويتر. ووصف الهاشتاغ الذي يطالب ضمنه مطلقه وزارة التربية الكويتية بإلغاء مادة الموسيقى، بـ”الإخواني” و”الداعشي”، من جمهور المعارضين الذين استخدموا نفس الهاشتاغ للرد على المطالبات. وتشهد الكويت في الفترة الأخيرة “مدّا ظلاميا”، وفق ما وصفه حقوقيون بأنه يتخذ “التباكي على الدين مطية”. وأدان مغردون “التعسف ضد الآخرين باسم الدين أو باسم حقوق الإنسان، حيث تتحول تهمة الكفر والإلحاد أو تهم التخلف والتطرف والرجعية إلى سلاح” يطلق على كل من انتقد سلوكا يخالف السائد. وكانت خطبة جمعة موحدة وزّعتها وزارة الأوقاف العام الماضي قد ربطت فيها الانحلال الأخلاقي بالسفور. كما أثارت حملة أطلقتها إدارة الإعلام الديني في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية بعنوان “حجابي.. به تحلو حياتي” جدلا واسعا على الشبكات الاجتماعية. وتنص المادة 35 من الدستور الكويتي على “حرية الاعتقاد مطلقة، وتحمي الدولة حرية القيام بشعائر الأديان طبقا للعادات المرعية، على ألّا يخلّ ذلك بالنظام العام ولا ينافي الآداب”.
مشاركة :