أثبت حتا أنه «ملك الاستحواذ»، حتى انتهاء الجولة الخامسة لدوري الخليج العربي بـ 2544 تمريرة ودقة تصل إلى 87%، وأن ما حققه في مباراتي العين والشارقة أخيراً لم يأتِ بالمصادفة أو الظروف الميدانية التي كانت حاضرة في المباراتين؛ لأن تصاعد المستوى الفني للفريق في مباراتين من العيار الثقيل أمام المرشحين للمنافسة على اللقب يؤكد قيمة العمل الكبير للمدرب اليوناني كريستوس كونتيس الذي آثر الرد على كل الذين شككوا في قدراته في مهمته الجديد بعد أن كان في «ظل يوفانوفيتش» مدرب النصر السابق كمدرب مساعد، قبل أن يكتشف حتا أن «العراب اليوناني» هو رجل المرحلة الصعبة لتثبيت أقدامه في المحترفين. وبعد مواجهة تخطت كل التوقعات أمام العين في «دار الزين» بالمستوى الفني اللافت والاستحواذ الكبير الذي مثل مفاجأة للمراقبين والمحللين بنسبة 65% في الشوط الأول ثم رفع النسبة إلى 75% في الحصة الثانية، كرر «الإعصار» المشهد مجدداً أمام المتصدر، ولم يخش شيئاً، بل أن الأمور كادت أن تتحول إلى «كابوس» لا يمكن أن ينساه الشرقاوية؛ لأن التقدم بهدفين في الشوط الأول والفرص المهدرة أمام المرمى كانت كفيلة بإعلان الخسارة الأولى في الدوري، قبل أن ينتفض «رجال الملك» بالإصرار والعزيمة على تخطي جميع الصعوبات للدفاع عن اللقب والصدارة. ورغم أن مشهد «تيكي تاكا» المؤثر لحتا في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي للمباراة كان رائعاً وجذب الجماهير، إلا أنه سيبقى ذكرى سيئة للغاية، وسيسقط من ذاكرة اللاعبين والجماهير؛ لأن الختام كان غير جيد بالخطأ من اللاعب وليد أحمد، الذي لم يحسن التعامل مع الكرة فمررها إلى «المنقذ إيجور» الذي وجد نفسه أمام فرصة ذهبية لتقليص الفارق الذي مهد الطريق للتعادل 2-2. وبدا واضحاً مستوى التطور النوعي الذي أحدثه المدرب كونتيس في حتا بأسلوب اللمسة الواحدة والسيطرة على الكرة وعدم تشتيتها والعمل وفق نهج تكتيكي واضح على الاستحواذ الإيجابي في الملعب والسعي لاستخلاص الكرة من الخصم وتحويلها إلى أدوات إيجابية من شأنها تعزيز التفوق في الملعب.
مشاركة :