قدرت شركة ماكينزي الأمريكية للاستشارات والمحاسبة، أن ثلث البنوك الرئيسة في العالم، قد لا ينجو في حال حدوث صدمة مالية كبيرة، خاصة في أوروبا الغربية وآسيا. وقالت المؤسسة في دراسة جديدة صدرت أمس، "إن نحو 35 في المائة من المؤسسات التي تم فرزها قد ولدت في المتوسط عائدات صافية بلغت 1.6 في المائة فقط على مدى الأعوام الثلاثة الماضية". على سبيل المقارنة، استطاع أبطال الصناعة أن يدروا عائدا بنسبة 17.1 في المائة خلال الفترة نفسها، وأن يحققوا نتائج مالية تقرب من عشر مرات أفضل من المجموعة في الجانب السفلي من التسلسل. تشير "ماكينزي" في الدراسة، التي تستند إلى بيانات من ألف مصرف في الدول المتقدمة والناشئة، إلى أن البنوك الأقل ربحا لديها فرصة أخيرة لبناء حجم كبير من خلال عمليات الاستحواذ أو من خلال إعادة هيكلة نماذج أعمالها قبل فوات الأوان. وكتبت الشركة أن "الشعور بالاستعجال حاد بشكل خاص، نظرا إلى ضعف الأوضاع المالية ورأس المال". وتقول "ماكينزي"، "إن أصول اللعبة تمر في مرحلة حاسمة، هناك علامات واضحة تؤكد أن الصناعة المصرفية دخلت المرحلة النهائية من دورة الأعمال". وأضافت الشركة، أنه "في الوقت الذي لا تزال فيه الآراء منقسمة حول إذا ما كان عدم اليقين الحالي في السوق، سيؤدي إلى ركود وشيك أو فترة طويلة من التباطؤ الاقتصادي، فإن الحقيقة هي أن النمو تباطأ". ولمنع جعل الأمور أكثر سوءا، يكافح القطاع المالي مع بيئة ذات أسعار فائدة منخفضة جدا أو حتى سلبية، ما يعقد بشكل خطير مهمة زيادة ودائع العملاء وتخفيض المعدلات في الأعمال الائتمانية. وللتعويض عن خفض الأسعار، اختار عدد من البنوك وضع سدادتين بدلا من سدادة واحدة على الجبهة التجارية، ولا سيما بزيادة حجم القروض بدرجة كبيرة، وهي استراتيجية مهددة بوضوح في حال حدوث أزمة اقتصادية. في هذا السياق، فإن البنوك الأقل ربحا، ينبغي أن تنظر على وجه الاستعجال في مجموعة من الحلول الراديكالية، الداخلية أو الخارجية، قبل أن نصل إلى نقطة التحول، في الحالة الاقتصادية. وتستمر الدراسة، التي تؤكد، أن هذه فرصة حقيقية كانت قد غابت خلال هذه الدورة الاقتصادية. وفي غياب الربحية العالية، فإن هذه المؤسسات لديها مساحة داخلية محدودة للمناورة لكي تنمو، لذلك ينبغي أن تنظر في عمليات اندماج واسعة النطاق مع لاعبين آخرين، وفقا لما تقوله "ماكينزي".
مشاركة :