قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه كما للجوارح أعمال، فإن القلب له أعمال أيضًا.وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه يقول سيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- : «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب»؛ لأن القلب إذا ما صلح صلح له أن يتقبل واردات الأحوال من الخشوع ، من المعرفة، من أن يفتح الله له شيئًا يفهم به مراد الله من خلقه، ومراد الله من عباده، ومراد الله في عبادته سبحانه وتعالى، «إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله».واستشهد بما ورد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم، وإنما ينظر إلى قلوبكم»، منوهًا بأن وطريقنا إلى الله سبحانه وتعالى مبنيٌّ على أمرين هم من واردات الأحوال: التخلية، والتحلية، وينتج منهما أمر ثالث وهو: التجلية.وتابع: والتخلية: أن تخلي قلبك من كل قبيح، والقبيح عرفه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لنا، وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، جعل منه الكبر، وجعل منه الضغينة، وجعل منه الحسد، وجعل منه الحقد، وجعل منه الأخلاق السيئة، نريد أن نخلي قلوبنا منها، كيف نخلي قلوبنا من هذا؟.وأضاف أن هذا يتم بذكر الله ، فقال تعالى: «أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ» وذكر الله سبحانه وتعالى علمنا إياه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه بعد كل صلاة وفي دبر كل صلاة نسبح ثلاثًا وثلاثين، ونحمد ثلاثًا وثلاثين، ونكبر ثلاثًا وثلاثين.واستطرد: علمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما قال عنه العلماء بالكلمات العشر الطيبات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهذه يسمونها الباقيات الصالحات؛ لأنها تبقى بعد الإنسان وبعد موته في قبره، وعلمنا الاستغفار، وعلمنا لا حول ولا قوة إلا بالله، وعلمنا توكلت على الله، وإنا لله وإنا إليه راجعون، وعلمنا الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- .
مشاركة :