شنت مقاتلات التحالف العسكري بقيادة السعودية أمس السبت (9 مايو/ أيار 2015) غارات جوية استهدفت مطار العاصمة صنعاء ومعقل الحوثيين في صعدة في شمال اليمن بعد ساعات على إعلان الرياض هدنة إنسانية تبدأ الثلثاء المقبل. وحتى مساء السبت، لم يكن المتمردون الحوثيون قد ردوا على عرض الهدنة من جانب الرياض. وفرت مئات العائلات من محافظة صعدة قبل انتهاء المهلة التي حددتها قيادة التحالف لهم للمغادرة مساء الجمعة. وحذرت منظمات إغاثة من أن عدداً كبيراً من المدنيين لن يكون لهم متسع من الوقت لمغادرة المحافظة قبل انتهاء المهلة المحددة، وحضت التحالف العسكري على عدم اعتبار صعدة منطقة عسكرية بالكامل. وطوال ليل الجمعة السبت، قصف التحالف مدينة صعدة التي تبعد خمسين كلم من الحدود السعودية، وفق شهود. واستهدفت طائرات التحالف والمدفعية السعودية منزل زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في قرية مران. وأكد التحالف السبت أنه استهدف منازل العديد من قادة الحوثيين إضافة إلى مخازن أسلحة، مكرراً نداءاته إلى المدنيين بوجوب الابتعاد من مواقع المتمردين بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية. والغارات على صعدة تأتي رداً على قصف الحوثيين لمنطقة نجران السعودية الحدودية ما أسفر عن مقتل عشرة مدنيين هذا الأسبوع. واعتبرت الرياض هذا الأمر تجاوزاً لـ «الخطوط الحمراء». إلى ذلك شنت طائرات التحالف السبت غارات على مطار صنعاء الدولي الخاضع لسيطرة الحوثيين. وقال شهود إن المدرج استهدف بصاروخين علماً بأن هيئة الملاحة الجوية أعلنت في وقت سابق عزمها على إعادة فتح المطار مؤقتاً من أجل تلقي المساعدات الإنسانية. من جانبه، أكد المتحدث باسم قوات التحالف، العميد ركن أحمد عسيري، أن العمليات التي نفذت خلال 24 ساعة الماضية بلغت 130 طلعة جوية استهدفت 100 هدف في كل من «صعدة، مرّان، البقع، الشريط الحدودي بين المملكة واليمن»، وركزت على استهداف مراكز القيادات ومراكز القيادة والسيطرة والتحكم ومواقع ومكاتب القيادات الحوثية، حيث طالت 17 قيادياً حوثياً. وقال عسيري في المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس بمطار قاعدة الرياض الجوية: «نؤكد على أهداف عملية إعادة الأمل، وهي ثلاثة أهداف رئيسة، منع التحركات للميليشيا الحوثية على الأرض، حماية المدنين اليمنيين، إدامة ودعم وإسناد الأعمال الإنسانية»، مشيراً إلى أن المستجدات خلال اليومين الماضيين باستهداف المدن السعودية أضافت عاملاً جديداً على العمليات، التي نفذت خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، بالتالي أصبح لدينا عمليتين بالتوازي مع دعم وإسناد عملية إعادة الأمل بشقه العسكري وفي نفس الوقت الرد الذي قامت به القوات المسلحة السعودية وقوات التحالف على من نفذوا عمليات الهجوم على مدينتي نجران وجيزان. من جهتها، انتقدت الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية مراراً تعرض المطار لضربات التحالف وخصوصاً أنه شريان «حيوي» في رأيها لنقل المساعدات في بلد يفتقر إلى المواد الغذائية والوقود والأدوية. وبات الوضع الإنساني مقلقاً في اليمن في ظل الحصار الجوي والبحري الذي يفرضه التحالف. وحذرت منظمة اليونيسيف من أن استمرار فرض القيود على الواردات «سيؤدي في الأشهر المقبلة إلى عدد من الوفيات يتجاوز ما يتسبب به الرصاص والقنابل». وفي الجنوب، قتل 24 من الحوثيين وستة مقاتلين موالين للرئيس عبد ربه منصور هادي في زنجبار عاصمة محافظة أبين في مواجهات بدأت الجمعة، بحسب مسئول عسكري. وتفيد الأمم المتحدة أن أكثر من 1400 شخص قتلوا جراء النزاع. وكان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير أعلن الجمعة من باريس هدنة لخمسة أيام اعتبارا من الثلثاء شرط أن يحترمها الحوثيون. وقال الجبير في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي، جون كيري إن «الهدنة ستنتهي في حال لم يلتزم الحوثيون وحلفاؤهم بالاتفاق، هذه فرصة للحوثيين لإظهار حرصهم على شعبهم وحرصهم على الشعب اليمني». وقال كيري إن «هدنة إنسانية ستبدأ يوم الثلثاء عند الساعة 23,00 في كل أنحاء اليمن شرط أن يوافق الحوثيون على عدم حصول أي قصف أو إطلاق نار أو تحرك للقوات أو مناورات لإعادة التمركز، أو أي نقل للأسلحة الثقيلة». ومن دون أن يسمي كلاً من إيران وروسيا، شجع كيري «الدول التي تتمتع بنفوذ» لدى الحوثيين على «دفع» هؤلاء إلى الموافقة على مضمون الهدنة، مؤكداً أن واشنطن ستجري اتصالات مع موسكو وطهران في هذا الصدد.
مشاركة :