أوصى مؤتمر القيم الأخلاقية، الذي أقامته جمعية التوعية الإسلامية، أمس السبت (9 مايو/ أيار 2015)، تحت عنوان «فساد الأخلاق وتدمير الأمة»، بالعمل على إعداد مناهج وبرامج وتدريبات عملية تركز على الأخلاق العملية والقيم الأخلاقية ضمن مناهج مشاريع التعليم الديني في المناطق ودعمها مادياً ومعنوياً ومدّها بالخبرات والقدرات. كما شدد المؤتمر على ضرورة تأصيل الدور الأخلاقي للمؤسسات الدينية والاجتماعية والكيانات العاملة، ومؤسسات التدريب والتعليم وخلق الكوادر، ومدارس الخطابة والمنبر الحسيني وأئمة الجماعة، منوهاً في الوقت ذاته بأهمية دعوة الجهات الإعلامية للعمل على صياغة استراتيجية ورؤية واضحة لدور الإعلام للقضاء على منابع إفساد الأخلاق وإيجاد البدائل الحضارية والثقافية والعلمية والتربوية والتعليمية والفنية لصياغة إنسان قادر على تحمل أعباء الرسالة السماوية. ونادى المؤتمر عبر توصياته، بِحَثِّ أولياء الأمور على الاهتمام والتعاون مع المؤسسات الدينية والثقافية والاجتماعية والإصرار على ربط الأبناء بالمأتم والمسجد كرافدين مهمين من روافد ترسيخ القيم والمبادئ الأخلاقية الأصيلة، والعمل على إعداد برامج تدريبية في الحوزات ومراكز التعليم الديني لخلق مجموعة من المبلّغين والدّعاة على مستوى عالٍ لسد حاجات المناطق المختلفة وكذلك القيام بعملية الخطابة والتبليغ والتأليف، لتعزيز منظومة الأخلاق الإسلامية. وبحسب توضيحات رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر علي أحمد، فإن التوصيات ستدرج ضمن برنامج يسعى من خلاله لتنفيذ هذه التوصيات، ومراجعتها دورياً من قبل لجنة منبثقة من المؤتمر. ونوّهت الجمعية في بيانها الصحافي، بـ «الحضور الغفير للمؤتمر من العلماء والمثقفين وممثلي 150 جهة من الحوزات العلمية والمؤسسات الدينية والاجتماعية والخيرية». بدوره، تناول راعي المؤتمر الشيخ محمد صالح الربيعي، في كلمته الافتتاحية، أهم المؤثرات في الواقع الأخلاقي للأمة، مبيناً أنها تشمل الجهل والفقر وضعف الإيمان، في مقابل العلم وسعة الحال وقوة الإيمان، وتوجه بنداءات ثلاثة للعلماء والمثقفين، وللشباب، ولذوي الخير واليسار، حاثاً العلماء على الحفاظ على أمانة الدين والعلم، والشباب على الاستفادة في فرصة العمر والاستعداد والمبادرة لاستثمار طاقاتهم، وأهل الخير على النهوض بواقع المجتمع بما يعزز وضعه الأخلاقي والقيمي. وتضمن المؤتمر، خمس أوراق عمل بحثية حول المبادئ الأخلاقية وتطور المؤسسات الدينية للشيخ محمود العالي، ومفهوم فساد الأخلاق وأقسامه وأنواعه للشيخ شاكر الفردان، وفلسفة القيم في حياة الإنسان للشيخ علي الصددي، وفساد الأخلاق والأزمات الاجتماعية لمحمد حميد السلمان، ودور المجتمع في محاربة فساد الأخلاق للسيد فاضل العلوي. وشدد المؤتمر على أهمية النهوض بالأمة أخلاقياً، وتعزيز القيم الإسلامية فيها كي تأخذ مكانتها ودورها الحقيقيين، ولا يكون ذلك إلا بتمسك أفراد المجتمع المسلم بهذه القيم والمثل العليا. وهدف المؤتمر إلى تعزيز القيم الأخلاقية في المجتمع وتفعيلها بأساليب عصرية ووسائل منهجية تتفاعل معها المجتمعات الإنسانية، من حيث توعية المجتمع بالمخاطر الناجمة من الأخلاقيات الفاسدة، وإبراز الجوانب الأخلاقية في الأعمال التطوعية، وتوضيح دور الفساد الأخلاقي في انتهاكات الحقوق الإنسانية، وأثرها في المجتمع والاقتصاد، إلى غير ذلك من المحاور التي طرحت خلال المؤتمر.
مشاركة :