رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي: العلاقات مع السعودية والإمارات تصل إلى مستوى غير مسبوق

  • 10/29/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في منتصف شهر أكتوبر، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة رسمية إلى السعودية والإمارات، وساعد صندوق الاستثمار المباشر الروسي في التحضير لها وشارك فيها بنشاط. تحدث كيريل ديميترييف، الرئيس التنفيذي للصندوق، في مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية "تاس" حول آفاق شراكة روسيا مع المملكة والإمارات، والاتفاقيات التي وُقّعت خلال الزيارة.ما هي النتائج الرئيسية لزيارة الرئيس إلى السعودية والإمارات، وما هي الخطة لتطوير شراكتنا؟ كانت زيارة الرئيس الروسي حدثاً تاريخياً؛ فقد أظهرت مدى سرعة استعادة التعاون بين بلدينا، والذي وصل الآن إلى ذروة غير مسبوقة بفضل جهود الرئيس بوتين، والملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. من الواضح أن السنوات القليلة الماضية شهدت تحولاً بعيد المدى في علاقاتنا لتصبح شراكة إستراتيجية، ما يضمن قدرتنا على الحفاظ على الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية، وذلك بفضل اتفاقية أوبك+، بينما نعمل في الوقت عينه على تطوير تعاون استثماري متبادل المنفعة. وقدمت استعادة العلاقات مع السعودية مثالاً يوضح، نظراً إلى الموقف المتسم بالاحترام تجاه روسيا، أنه من الممكن بناء حوار جيوسياسي مثمر بسرعة، وهو حوار يفيد البلدين. ولم تكن زيارة الإمارات أقل أهمية؛ فذلك البلد شريك رئيسي لروسيا في الشرق الأوسط. كان للزيارتين صدى في جميع أنحاء العالم، ما يدل على الدور المعزز الذي تلعبه روسيا في المنطقة. وتعد السعودية والإمارات مصدراً مهماً للاستثمار بالنسبة للاقتصاد الروسي. أثبتت الإمارات كيف يمكن لدولة ما أن تحول اقتصادها بنجاح، عبر استثمار مداخيل النفط بسرعة وكفاءة. الآن، تتطور البلاد بسرعة، وقد تكون تجربتها مفيدة لروسيا أثناء تنفيذ برامجها للنمو الاقتصادي. كما أكدت الزيارتان على الدور الهام الذي تلعبه روسيا في حل المشكلات العالمية، فضلاً عن دورها كلاعب جيوسياسي رائد في الشرق الأوسط. عرضت رحلة الرئيس الإنجازات التي تحققت في العلاقات بين روسيا وهذين البلدين خلال السنوات القليلة الماضية وحددت أهدافاً جديدة للمستقبل، بما فيها التعاون لتنفيذ الأهداف الوطنية الاستراتيجية مثل المشاريع الوطنية في روسيا، أو رؤية 2030 في السعودية.ما هو دور صندوق الاستثمار المباشر الروسي في بناء هذه العلاقة؟ الهدف الذي حدده الرئيس الروسي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي هو دعم هذا التقدم في العلاقات بين بلدينا في جميع المجالات الرئيسية: من قطاع الطاقة وبناء البنية التحتية إلى التقدم في التقنيات المتطورة، بما في ذلك استخدام الذكاء الاصطناعي والثقافة. لتحقيق هذا الهدف، قام ممثلو الصندوق بنحو مئتي رحلة إلى السعودية والإمارات في عام 2019 وحده. وخلال الزيارة الرسمية، أعلن الصندوق عن افتتاح مكتبه في المملكة، ونخطط للحفاظ على ديناميتنا الحالية الكثيفة في نشاطات الأعمال. وفي إطار الزيارات، قمنا بتوقيع أكثر من عشرين اتفاقية مع شركائنا، بقيمة تزيد عن 3.3 مليار دولار. وفي الواقع، وُقعت جميع الاتفاقيات التي تحتوي على قيم محددة للصفقات وخطط استثمار دقيقة بمشاركة صندوق الاستثمار المباشر الروسي وشركائنا. ومن المثير للاهتمام، أن الزيارة الرسمية جرت عشية استلام السعودية أول رئاسة لها لقمة مجموعة العشرين.خلال الزيارة، عقد المجلس الاقتصادي الروسي السعودي جلسته الافتتاحية. نرجو أن تخبرنا عن دور تلك المؤسسة الجديدة، وخططها المستقبلية؟ سيلعب المجلس دوراً رئيسياً في تطوير وتنسيق العلاقات الاقتصادية الثنائية، وكذلك في التعاون التجاري والاستثماري بين روسيا والمملكة في جميع القطاعات. يشارك في رئاسة المجلس وزير الحرس الوطني السعودي الأمير عبد الله بن بندر، واحد من أكثر المؤثرين في المملكة. وعُقدت الجلسة الأولى للمجلس بحضور الرئيس فلاديمير بوتين وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. لطالما أكد شركاؤنا السعوديون على أهمية الاتصال المباشر والمنتظم بين قادة الأعمال، وضرورة إنشاء منظمة تعمل بصورة دائمة. تحدثت الشركات الروسية عن مدى الصعوبة التي كانت تواجهها في دخول الأسواق السعودية والعمل كموردين للشركاء السعوديين. تاريخياً، سيطرت شركات من الولايات المتحدة وأوروبا على هذا السوق، بينما واجهت الشركات الروسية صعوبة في القيام بالأعمال هناك. ضم المجلس أيضاً رؤساء بعض أكبر الشركات في البلدين، ما يعني أنه أصبح بالفعل المنتدى الرئيسي للتعاون التجاري. ونتوقع أن يصبح المجلس حافزاً لتحقيق إنجازات جديدة، ما يساعد الشركات الروسية على الارتياح في السوق السعودية تماماً كالشركات الأمريكية والأوروبية. سيركز المجلس على المشاريع المشتركة الكبرى، بما فيها تهيئة وتكييف الإنتاج بما يتلاءم مع المملكة ودعم الشركات الروسية التي تدخل سوق البلاد. ونحن في غاية الامتنان لقادة بلداننا على الدعم الذي قدموه للمجلس.ما هي الاتفاقيات التي وُقعت خلال الزيارة الرسمية إلى السعودية؟ خلال الزيارة، أعلن صندوق الاستثمار المباشر الروسي عن أكثر من عشر اتفاقيات بقيمة إجمالية تصل إلى ملياري دولار في قطاعات النفط والغاز، والزراعة، والنقل، والتعدين، وغيرها. أعلنا شراكة مع الشركة السعودية للاستثمار الزراعي والإنتاج الحيواني (سالك)، وهي مستثمر عالمي في الأصول الزراعية، ونناقش بالفعل استثمارات مشتركة في شركات الزراعة الروسية. بعد الزيارة، قد يكتسب التعاون في مجال الزراعة زخماً جديداً؛ فبناءً على طلب الرئيس الروسي ونتيجة للعمل المكثف الذي قام به وزير الزراعة ديمتري باتروشيف، رُفع الحظر المفروض على واردات القمح الروسي. بالاشتراك مع شركة سابك، إحدى أكبر شركات البتروكيماويات في العالم، والشركة الروسية إي إس إن، اتفقنا على إنشاء وتشغيل مصنع للميثانول بطاقة إنتاجية سنوية تصل إلى مليوني طن، في منطقة أمور في الشرق الأقصى الروسي. كما نخطط لإقامة عدد من المشاريع الأخرى في روسيا، بالاشتراك مع سابك. ستشهد الشراكة بين شركة فوس آغرو الروسية وشركة معادن السعودية، وهما من أكبر شركات إنتاج الأسمدة في العالم، إنتاج أسمدة فوسفاتية صديقة للبيئة وغير سامة. وتعد روسيا والمملكة من بين الدول القليلة التي توفر الأسمدة الصديقة للبيئة، ما يجعل تعاوننا في الاقتصاد الأخضر واعداً بشكل استثنائي. من خلال التعاون بين شركتي السكك الحديدية الروسية والسعودية للخطوط الحديدية، ستشارك روسيا في مشاريع طموحة لبناء خطوط سكك حديدية جديدة في المملكة، ودعم الرياض في تحقيق الأهداف التي حددها برنامج رؤية 2030. من المتوقع أن يستكمل صندوق الاستثمار المباشر الروسي وأرامكو السعودية وصندوق الاستثمارات العامة السعودي عملية الاستحواذ على حصة في نوفوميت، الشركة الرائدة في مجال تصنيع معدات النفط الغاطسة، بمجرد موافقة هيئة مكافحة الاحتكار الفيدرالية على الصفقة. وسيكون هذا أول استثمار تقوم به أرامكو السعودية في روسيا، ما يضع الأساس لاستثمارات أخرى للشركة في الاقتصاد الروسي. ومن الجدير بالذكر أن نوفوميت قد أصبحت بالفعل المورد الرسمي لشركة النفط العملاقة في المملكة.بشكل عام، كيف ترى التعاون المستقبلي مع أرامكو السعودية؟ خلال الهجمات الأخيرة على بنيتها التحتية، أثبتت أرامكو السعودية موثوقيتها. وبدون شك، تعد أرامكو لاعباً ذا أهمية استراتيجية في سوق النفط العالمية، ونرى اهتماماً شديداً في أرامكو من عدد كبير من المستثمرين.هل يمكن أن تخبرنا عن الشراكة بين صندوق الاستثمار المباشر الروسي وصندوق الاستثمارات العامة في السعودية؟ يعد صندوق الاستثمارات العامة السعودي الآلية الرئيسية لتنفيذ الإستراتيجية الوطنية للمملكة، رؤية 2030. وباعتباره أحد أكبر المستثمرين في العالم، فإنه شريك موثوق لصندوق الاستثمار المباشر الروسي في المنطقة. حتى وقت قريب جداً، لم يكن لدى صندوق الاستثمارات العامة السعودي أي مشاريع في روسيا، وكان أول استثمار له في بلدنا بالتعاون مع صندوق الاستثمار المباشر الروسي. وفي غضون فترة زمنية قصيرة، تمكن الصندوقان من بناء علاقات قوية من البداية قائمة على الثقة، وعلى أساس المنفعة المتبادلة. وقد دخل صندوق الاستثمار المباشر الروسي وصندوق الاستثمارات العامة السعودي بالفعل في استثمارات مشتركة بقيمة تزيد عن 2.5 مليار دولار في أكثر من ثلاثين مشروعاً، وهي مشروع "زاب سيب نفطيخيم"، أحد أكبر مجمعات البتروكيماويات في العالم، واستثمارات في محطات الطاقة الكهرومائية في كاريليا، وفي مطار بولكوفو في مدينة سانت بطرسبرغ، وخط الترام عالي السرعة، وكذلك في مشاريع أخرى في البنية التحتية، والخدمات اللوجستية، والبناء، والتصنيع، وتجارة التجزئة، والتقنيات. كان أداء المحفظة الاستثمارية المشتركة بين صندوق الاستثمار المباشر الروسي وصندوق الاستثمارات العامة السعودي جيد جداً، حيث حقق عائدات مغرية. وبالتعاون مع زملائنا السعوديين، نعمل على أكثر من 25 مشروعاً جديداً بقيمة إجمالية تصل إلى 10 مليارات دولار في قطاعات منها الزراعة، والتقنيات، والذكاء الاصطناعي. كما نستثمر في مشاريع لتطوير الشرق الأقصى في روسيا.ما هي خططكم الأخرى للتعاون مع شركاء من السعودية؟ حالياً، من المهم للغاية الحفاظ على الزخم الإيجابي الذي قدمته الزيارة الرسمية الأخيرة لعلاقاتنا، ومواصلة تطوير التعاون متبادل المنفعة. ونعتقد أن تنفيذ المشروعات الوطنية في روسيا سيخلق فرصاً ممتازة للاستثمار في مجموعة من المشاريع تبلغ قيمتها أكثر من مئتي مليار دولار في قطاعات مختلفة. وقد فوّض الرئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي ليقوم بدور فعال في عملية الدراسة والفرز لاختيار وهيكلة وتنفيذ المشاريع الوطنية، ونحن نقدم باستمرار مشاريع مثيرة للاهتمام وذات عوائد مغرية لشركائنا السعوديين. تتشابه أهداف التنمية الوطنية الروسية إلى حد كبير مع الأهداف التي حددها البرنامج الاستراتيجي للمملكة، رؤية 2030. وسيعمل التنفيذ المشترك لهذه البرامج على تمكين دعم النمو الاقتصادي والتحول في الاقتصاد الوطني للبلدين كليهما. ولن يقتصر عملنا مع رواد السوق السعودي على ضمان تدفق الاستثمار في الاقتصاد الروسي فحسب، بل سيشهد أيضاً تبادلاً للتجارب والخبرات. في عملنا مع شركائنا السعوديين، نركز بشكل خاص على التقنيات المتقدمة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي. ويتعاون صندوق الاستثمار المباشر الروسي بنشاط مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي في هذا المجال أيضاً. كما نعمل بنشاط على عدد من مشاريع البتروكيماويات والغاز والكيماويات.كيف يخطط صندوق الاستثمار المباشر الروسي لدعم الشركات الروسية التي ترغب في العمل في السعودية وبلدان المنطقة الأخرى؟ يعد دعم الشركات الروسية لدخول الأسواق الدولية أحد أهداف صندوق الاستثمار المباشر الروسي الرئيسية. وحالياً، تخطط أكثر من عشر شركات من روسيا لتنفيذ مشاريع في هذا البلد، وذلك بمساعدتنا. بالتعاون مع سيبور، وأرامكو السعودية، وتوتال، وسينوبك، نقوم بتطوير خطط لبناء مصفاة نفط ضخمة في مجمع الجبيل الصناعي، حيث يقدم الجانب السعودي شروطاً جذابة لإمدادات الخام. وحالياً، نعمل على التفاصيل لتحسين التكاليف الرأسمالية للمشروع. كما نناقش مع شركائنا إمكانية نقل التكنولوجيا التي طورتها شركة ترانس أويل إلى السوق السعودية، وبناء البنية التحتية لمعالجة المياه في الرياض وجدة، ومشروعات مشتركة بين شركتي السكك الحديدية الروسية والسعودية للخطوط الحديدية لبناء سكك حديدية، وبناء مصنع لإنتاج أنسولين تناظري متطور. ويخطط صندوق الاستثمار المباشر الروسي أيضاً لإدخال شركة روسية رائدة في مجال التعرف على الوجوه باستخدام الذكاء الاصطناعي والشبكات العصبية الاصطناعية إلى السوق السعودية.كيف تصف التعاون مع الإمارات وصندوق الثروة السيادي "مبادلة"؟ يعمل صندوق الاستثمار المباشر الروسي بنشاط مع دولة الإمارات منذ أكثر من خمس سنوات، وهذا التعاون يساهم مساهمة كبيرة في تطوير العلاقات بين البلدين. يعتبر صندوق مبادلة السيادي شريك رئيسي لنا منذ عام 2013. وأصبح صندوقنا المشترك، الذي تبلغ قيمته 7 مليارات دولار، أكبر مصدر للاستثمارات من الإمارات في الاقتصاد الروسي. وبالفعل، قمنا معاً بتنفيذ أو اعتماد استثمارات في أكثر من 45 مشروعاً بقيمة إجمالية تزيد عن ملياري دولار، في طيف واسع من القطاعات: البنية التحتية، التقنيات، الخدمات المالية، التعدين والمعالجة، التصنيع، الاتصالات، تجارة التجزئة، البتروكيماويات، والخدمات اللوجستية، والطاقة، وكثير غيرها. وواصل صندوق مبادلة السيادي الاستثمار في عام 2014، الذي كان عاماً صعباً بالنسبة للاقتصاد الروسي، حيث استثمر الصندوق في مشروعين لهما أهمية كبيرة بالنسبة لروسيا: مشروع للقضاء على "عدم المساواة الرقمية" ومشروع للحد من فقد الكهرباء باستخدام أنظمة القياس الذكية المثبتة بواسطة شركة روسيتي. كما يستثمر صندوق مبادلة بنشاط في تطوير البنية التحتية الروسية، بحيث يشارك في مشاريع لبناء القسمين الثالث والرابع من الطريق الدائري المركزي، تسكاد. سيمكن مشروع مشترك مع شركة مبادلة للبترول التابعة لصندوق مبادلة وشركة غازبروم الروسية من التطوير الفعال لحقول النفط في منطقتي تومسك وأومسك في روسيا. ونظراً لاهتمامنا بمشروعات التكنولوجيا المتقدمة مع التركيز بشكل خاص على الذكاء الاصطناعي، تم بالفعل إطلاق منصة تكنولوجيا خاصة مع صندوق مبادلة. وأول صفقات في هذه المنصة هي الاستثمار في منصة ديلفر الروسية، وهي منصة إلكترونية للنقل تقدم الخدمات اللوجستية في روسيا وأوروبا. بالتعاون مع مستثمرين من دولة الإمارات، نعمل أيضاً على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجموعة كاملة من الشركات المندرجة ضمن حافظة الصندوق. على سبيل المثال، يساعد تحليل الأشعة السينية الآلي في التشخيص المبكر لمرض السرطان في مراكز الأورام في منطقة موسكو، بينما ساعدت هذه التقنيات في عيادات "الأم والطفل" على تقليل عدد الأخطاء السريرية بنحو ستة أضعاف. وخلال زيارته لدولة الإمارات، زار الرئيس الروسي مع ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، معرضاً مشتركاً حول التعاون الاستثماري بين صندوقي الاستثمار المباشر الروسي ومبادلة. وخلال المحادثات اللاحقة، أعرب الزعيمان عن تقديرهما العميق لنتائج شراكتنا.ما هي اتفاقيات الاستثمار التي وُقعت مع دولة الإمارات خلال الزيارة؟ خلال الزيارة، وقعنا أكثر من عشر اتفاقيات استثمار مع شركائنا، تتجاوز قيمتها 1.3 مليار دولار، وتشمل قطاعات مثل تطوير الذكاء الاصطناعي، والرعاية الصحية، والنقل، واللوجستيات، والتعدين، والتصنيع. وافق صندوق الاستثمار المباشر الروسي وصندوق مبادلة على التعاون في المشاريع الوطنية والاستثمار المشترك في الذكاء الاصطناعي. وسينفذ الصندوقان مشاريع استثمارية مشتركة في قطاعات ذات أهمية كبيرة للتنمية الوطنية الاستراتيجية حتى عام 2024. ستشمل شراكتنا في قطاع الرعاية الصحية تبادل الخبرات وتقنيات العلاج المتطورة. بالتعاون مع مبادلة، سنستثمر في بناء مصنع لإنتاج السليلوز، سيُفتتح بالتعاون مع إحدى شركات تصنيع الأخشاب الروسية الرائدة، سفيزا، كجزء من المشروع الوطني لدعم الصادرات. هذه صفقة قياسية للقطاع، وسيصبح المصنع الأول من نوعه في روسيا، سواء من حيث إمكانات التصدير أو استخدام التكنولوجيا الخضراء. سيكون إجمالي الاستثمار في المشروع حوالي 2.8 مليار دولار. وتبلغ الطاقة الإنتاجية المرجوة للمصنع، والتي تهدف إلى تزويد روسيا والأسواق الرئيسية في أوروبا وآسيا، أكثر من 1.3 مليون طن من السليلوز التجاري سنوياً. ستكون المنشأة صديقة للبيئة ومن الجيل الجديد للمصانع ذات الكفاءة العالية وستصبح رائدة في سوق الأخشاب في روسيا، مما يوفر فرص عمل جديدة في منطقة فولوغدا. اتفقنا على الشروط الرئيسية للشراكة مع "إن تيك لاب"، المطور الرائد في روسيا لتقنية التعرف على الوجه والقيادي العالمي في استخدام الذكاء الاصطناعي والشبكات العصبية الاصطناعية. استُخدمت تقنيات "إن تيك لاب" على نطاق واسع، بما في ذلك خلال كأس العالم لكرة القدم 2018 في روسيا لتوفير الأمن للمشجعين. كما يحدث في المملكة، سيدعم صندوق الاستثمار المباشر الروسي ومبادلة نمو أعمال الشركات في أسواق الشرق الأوسط. وتوصلنا أيضاً إلى اتفاق مع مبادلة لدعم زيادة الاستثمار في "بي إل تي"، منصة الخدمات اللوجستية، لبناء منشآت تخزين جديدة. أصبحت هذه الشركة، التي أُنشئت من الصفر، رائدة بالفعل في هذا القطاع، ونحن الآن نفكر في فرص أخرى للتوسع في المستقبل. سيركز الاستثمار على بناء مركز توزيع جديد في منطقة موسكو، بمساحة إجمالية تبلغ 100,000 متر مربع. بالتعاون مع لوك أويل، الشركة الروسية الرائدة عالمياً في مجال النفط والغاز، وشركة النفط الوطنية الرائدة في الإمارات، أدنوك، وقعنا اتفاقية لتطوير غاشا، وهو أكبر حقل للغاز في الخليج العربي. سيكون هذا أول مشروع رئيسي لشركة النفط الروسية في دولة الإمارات.يعمل الصندوق مؤخراً بنشاط على تطوير التعاون الثقافي. ما هي النجاحات التي تحققت أثناء الزيارة، وكيف يساعد تطوير الروابط الثقافية الصندوق على أداء وظيفته؟ حققت روسيا والمملكة تقدماً كبيراً في مجال التعاون الثقافي في السنوات الأخيرة. بدعم من صندوق الاستثمار المباشر الروسي، نُظم عدد من الفعاليات البارزة في السعودية بمشاركة شخصيات ثقافية روسية مرموقة، بما في ذلك حفل موسيقي لأوركسترا ماريانسكي. كجزء من الزيارة، نظم الصندوق ووزارة الثقافة السعودية برنامجاً ثقافياً غير مسبوق تضمن حفلاً موسيقياً لنجمتي الأوبرا الروسية آيدا غاريفولينا وإلدار عبد الرزاقوف، بمرافقة من أوركسترا تشايكوفسكي السيمفونية. وقدم متحف الدولة الروسي معرض "كاندينسكي وروسيا"، الذي كان أكبر معرض على الإطلاق في الشرق الأوسط لأعمال مؤسس الفن التجريدي. قدمت كارو، الشبكة الروسية لدور السينما، وهي شركة تابعة لمحفظة الصندوق، أفضل الأفلام الروسية للجماهير السعودية لأول مرة، وذلك كجزء من أسبوع السينما الروسية. بعد فترة هدوء طويلة، تشهد صناعة السينما في السعودية نهضة، حيث افتُتح أول دار سينما في البلاد العام الماضي. سررنا وفوجئنا بشعبية الأفلام السوفيتية والروسية. عُرض فيلم "المرآة" لأندريه تاركوفسكي في دار ممتلئ، بينما طلب محبو السينما السعوديون عرض بعض الأفلام مرتين. تلعب الثقافة دوراً مهماً في عملية التحول التي تحدث حالياً في المملكة. يمكننا أن نرى اهتماماً هائلاً بالثقافة الروسية في السعودية، وهي دولة تنفتح بنشاط على العالم الخارجي، وسنساعد أبرز المتاحف والموسيقيين والمسارح في روسيا، وكذلك شركات هذا القطاع، على كسب الصدارة في الحياة الثقافية التي تتطور بسرعة في البلاد. يرى الصندوق في تطوير الحوار الثقافي بين البلدين أحد أهم أهدافه على المدى الطويل. سيساعد هذا الحوار في بناء الجسور بين شعوبنا وخلق جو من الثقة، وهو أمر حيوي لنجاح التجارة والاستثمارات. في بعض الأحيان، تدفعنا بيئة الأخبار السلبية إلى نسيان أنه رغم الاختلافات الثقافية، لدينا قيم متشابهة للغاية. مثلاً، سلامة عائلاتنا أمر مهم للغاية بالنسبة لنا، وكذلك توفير التعليم الجيد لأطفالنا. التبادلات الثقافية تسهل الفهم المتبادل للقيم المشتركة وتجعل التعاون بين البلدان أكثر استدامة ومرونة.

مشاركة :