قال مسؤولون محليون وشيوخ عشائر إن المئات من عناصر «داعش» مدججين بالسلاح وصلوا إلى قضاء «القائم» غرب الرمادي أمس، استعداداً للهجوم على بلدات غرب الأنبار، وطالبوا طيران التحالف بالتدخل لمنع الهجوم، فيما أعلنت مليشيا «كتائب حزب الله» المنضوية في «الحشد الشعبي» تنفيذ عمليات قصف مدفعي على مدينة الفلوجة. وقال الشيخ شعلان النمراوي أحد عشائر الأنبار في اتصال مع «الحياة» إن معلومات مؤكدة وصلت إلينا تفيد بأن العشرات من المقاتلين من «داعش» وصلوا أمس إلى قضاء «القائم» غرب الرمادي قادمين من سورية وهم مدججون بالأسلحة استعداداً لشن هجوم على بلدات غرب الأنبار. وأضاف أن معلومات استخباراتية واتصالات مع شيوخ عشائر الحدود في الأنبار أكدت أن التنظيم يسعى لمهاجمة قضاء «حديثة» وناحية «البغدادي»، مشيراً إلى أن «عناصر التنظيم دخلوا إلى القائم أمام أنظار طائرات التحالف الدولي من دون أن يتم استهدافهم». ولفت النمراوي إلى أن عناصر التنظيم سينتقلون من القائم إلى قضائي عانة وراوة القريبة من حديثة والبغدادي، وأشار إلى أن طرق الإمدادات البرية مقطوعة مع هاتين البلدتين وتعاني من حصار مطبق من «داعش» منذ أسابيع ومعرضة للسقوط في حال الهجوم عليهما بسبب نقص الأسلحة والمؤن. وطالب عضو مجلس محافظة الأنبار فرحان محمد طائرات التحالف الدولي بالتدخل لمنع هجوم توقع على قضاء «حديثة»، وأشار إلى أن شيوخ العشائر في القضاء أبلغونا بوجود نية لـ «داعش» للهجوم على القضاء. إلى ذلك، تتواصل المعارك بين قوات الجيش وفصائل من «الحشد الشعبي» في أطراف مركز ناحية «الكرمة» شمال المفلوجة، وقالت مصادر أمنية إن عدداً من القتلى والجرحى بين الطرفين سقطوا إثر اشتباكات عنيفة تجري على قرى زراعية قرب مركز الناحية. وتسعى القوات الأمنية للسيطرة على مركز الناحية بسبب موقعه الاستراتيجي الذي يطل على محافظة بغداد، وقررت الحكومة اشراك قيادة عمليات بغداد في العمليات الجارية في الكرمة لأهميتها في تأمين العاصمة، وزار نائب رئيس الوزراء بهاء الأعرجي أمس قاطع العمليات في المنطقة. وأعلن فصيل «كتائب حزب الله»، في بيان أمس أنه «نفذ قصفاً مكثفاً لعدة تجمعات في أحياء يسيطر عليها «داعش» بصواريخ البتار والكاتيوشا والهاونات في الكرمة واجزاء من الفلوجة». وأضاف البيان أن «استخبارات الكتائب زوّدت احداثيات لتجمعات العدو ظهر أمس ونفذ المجاهدون قصفاً بصواريخ البتار والكاتيوشا والهاونات على أهداف للعدو في أحياء الشهداء ونزال وجبيل بعد معلومات عن تجمع لعناصر «داعش» كانوا ينتظرون استقدام أحد الأسرى لقتله في ساحة الفردوس بالفلوجة». من جهته أعلن محافظ الأنبار صهيب الراوي عودة الآلاف من العوائل النازحة إلى الأنبار، وأكد أن «العديد من مناطق الرمادي أصبحت آمنة»، موضحاً أن «أكثر من 4000 أسرة عادت إلى الرمادي خلال الأسبوعين الماضيين».
مشاركة :