استجاب رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري لمطالب الشارع اللبناني المنتفض والمطالب بإسقاط الحكومة والمحاصصة الطائفية ومحاربة الفساد وتحسين الأوضاع الاجتماعية، وأعلن تقديمه خطاب استقالته إلى الرئيس اللبناني ميشال عون الثلاثاء 29 تشرين الأول/ أكتوبر. هذه الخطوة لاقت ترحيباً واسعاً من قبل المتظاهرين وقوى سياسية، وسط حديث عن تشكيل حكومة تكنوقراط تقود البلاد، وأسئلة واحتمالات مفتوحة حول الشكل والأسماء والآمال. حياة الحريري السياسية مرت بالكثير من المنعطفات خلال السنوات العشر الأخيرة، منذ استلامه رئاسة حكومة بلاده للمرة الأولى حتى اليوم، فيما يلي نتوقف معكم عند أبرز هذه المحطات:ترأسه الحكومة للمرة الأولى تسلم الحريري رئاسة الحكومة اللبنانية لأول مرة في حزيران/ يونيو عام 2009 بتكليف من الرئيس اللبناني حينها ميشال سليمان بعد انتخابات واستشارات نيابية، خلفاً لفؤاد السنيورة. بعد شهرين من المشاورات لتشكيل الحكومة رفضت المعارضة حينها تصور الحريري ليعلن بعد ما يقرب من ثلاثة أشهر، في أيلول/ سبتمبر 2009، من تكليفه اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة. أعاد رئيس الجمهورية بعد أيام تكليفه بتشكيل الحكومة بعد أن أعاد أكثرية نواب مجلس النواب تسميته لرئاسة الحكومة بالاستشارات النيابية، وبمشقة حينها استطاع أن يشكل حكومته الأولى في تشرين الأول/ نوفمبر 2009. لم تكن فترة رئاسة الحريري الأولى للحكومة سلسة بأي شكل، في ظل عرقلة حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر لعملها وصولها لتقديم وزراء هذه القوى استقالتهم من الحكومة في كانون الثاني/ يناير 2011، لتؤدي هذه الاستقالات إلى فقدان الحكومة النصاب الدستوري واعتبارها بذلك بحكم المستقيلة.بين الولاية الأولى والثانية بعد ما أطيح بحكومته وفي أعقاب تشكل ائتلاف بين حكومة نجيب ميقاتي وحزب الله غادر سعد الحريري لبنان لمنفاه الاختياري، حيث عاش لمدة ثلاث سنوات بعيداً عن بلاده متنقلاً ما بين المملكة العربية السعودية وفرنسا. لم يعد إلى لبنان خلال هذه الفترة، حتى آب/ أغسطس 2014، حين قام بزيارة وصفت حينها بأنها تأكيد على مكانته السياسية كقائد للطائفة السنية في بلاده.ترأسه الحكومة للمرة الثانية عام 2016 وتحديداً في تشرين الثاني/ نوفمبر، بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للبنان، كُلف الحريري من قبله مجدداً برئاسة الحكومة. ليخلف الحريري تمام سلام بعد أن نال حينها معظم أصوات نواب البرلمان (110 أصوات)، ويقوم بتشكيل حكومته بعد 40 يوماً من التكليف والمشاورات. استمر الحريري على رأس الحكومة لمدة عام تقريباً قبل أن يعلن الاستقالة من الرياض أثناء زيارة مفاجئة إلى السعودية أحاطها الكثير من الغموض.الاستقالة الغامضة السبت 4 تشرين الثاني/ نوفمبر يتفاجأ اللبنانيون باستقالة رئيس حكومتهم أثناء وجوده في السعودية بعد يوم واحد فقط من توجهه إلى هناك في زيارة مفاجئة. الاستقالة أعلنها الحريري في كلمة متلفزة بثتها قناة العربية المملوكة للسعودية، وهاجم في كلمته إيران وحزب الله، وشبه الأجواء في بلاده بالأجواء التي سبقت اغتيال والده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري. ثارت الكثير من الشائعات والأقاويل والتحليلات حول هذه الزيارة والاستقالة، واعتبر البعض أن الحريري قدمها مكرهاً وأنه قيد الاحتجاز مع مجموعة من الأمراء ورجال الأعمال السعوديين في إطار حملة على الفساد شنها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. بعدها بنحو عشرة أيام قال الرئيس اللبناني ميشال عون إنه لا مبرر لعدم عودة رئيس الحكومة إلى بيروت بعد أيام من استقالته واعتبر أن الحريري موقوف ومحتجز، رافضاً قبول الاستقالة في هذه الظروف، معتبراً ما حصل اعتداء على لبنان وسيادته وكرامته والعلاقات اللبنانية السعودية ومخالف للدستور.العودة والتراجع عن الاستقالة عاد الحريري إلى بيروت، بعد أيام من إعلان رئيس الجمهورية رفضه قبول الاستقالة، وذلك للمشاركة باحتفال عيد الاستقلال. وبعد لقاء مع الرئيس عون أعلن تريثه بتقديم استقالته بناء على محادثاتهما واستمر في المنصب حتى إعلان الاستقالة مجدداً اليوم الثلاثاء 29 تشرين الأول/ أكتوبر 2019على خلفية اشتعال الغضب في لبنان والاحتجاجات العارمة ضد الفساد والطائفية وتدهو الأوضاع الاقتصادية والسياسية. للمزيد على يورونيوز: الحريري يتقدم باستقالته إلى الرئيس اللبناني عون تحت ضغط الشارع في لبنان.. هل يعلن الحريري استقالته اليوم؟ لبنانيون يشاركون في سلسلة بشرية من شمال البلاد إلى جنوبها في إطار الحراك الشعبي
مشاركة :