خيراً فعل النائب الكويتي عبدالحميد الدشتي حين خرج عن تقيته وظهر على فضائيتين إيرانيتين كالمنار والميادين لا ينقصهما إلا أن تنقلا بثهما إلى طهران، ليواصل بث سمه محدود التأثير، فظننا في المواطن الكويتي أكبر من أن يصغي إلى مثل هذه الادعاءات على المملكة، التي اتهمها الرجل في أحدث تصريحاته بأنها خطر على الكويت بقوله: "إن الخوف على الكويت ليس من إيران والعراق، وإنما من السعودية"، ولله في خلقه شؤون، لكن ماذا نقول والكذب والادعاءات الباطلة أصبحت أسلوب حياة عند النظام الفارسي وأذنابه في المنطقة، ومنهم – مع الأسف- من يحملون هوية خليجنا، وهم أبعد ما يكونون عنها، فالقوم فرس أشياع لدولة الملالي حتى النخاع، لا يحملون من أوطاننا إلا هوياتها التي يحتمون بها ويتوارون خلفها ليبثوا سمومهم في عامة الناس، ويهزوا ثقتهم في بلدانهم وقادتهم وأشقائهم. لكن الضربات الموجعة التي سددتها المملكة إلى الكيان الفارسي، جعله يخرج عن طوره على ما يبدو، وجعل أذنابه يخرجون عن تقيتهم التي التزموها عقوداً، يدسون السم في عسل محبتنا لأشقائنا في الكويت، ويؤلبونهم علينا، ولاسيما إذا كان منهم من تسلل إلى البرلمان الكويتي الشامخ، مستفيداً من أجواء الشفافية والديموقراطية والتعايش التي يتمتع بها القطر الشقيق، لكنه مع الأسف لم يدخل ليمثل الشعب الكويتي الذي يفترض أحد نوابه، بل دخل لينفذ أجندة فارسية بامتياز، ليثير الإحن والضغائن في قلوب أهل الكويت على إخوانهم في المملكة، لكن هيهات هيهات لما يوعد هذا وأمثاله من دولته الأم (إيران)، هيهات أن ينجح مثل هذا في ضرب أسافين الوقيعة بيننا وبين إخوتنا الكويتيين الذين أثبتت لهم التجربة من الشقيق الحقيقي الذي جرى إليه وقت الضيق، وضحى من أجله، وفتح له ذراعيه ليحتضنه، وضمد جراحه، ووقف إلى جانب قضيته، وخاض الحروب من أجله، فما بيننا وبين أشقائنا في الكويت كبير وقديم وعميق وأصيل، ودولة الكويت حكومة وشعباً، يعرفون جيداً التزاماتهم تجاه أمتهم وخليجهم العربي، فالكويت ليست دولة صغيرة، ولا ضئيلة القدر – حاشاها- حتى يخرج أمثال هذا إلى وسائل الإعلام ويقول لها إن مجلس التعاون عبء على الكويت، في مسعى لعزل الكويت عن محيطها العربي والخليجي، بالطبع حتى تكون جزءاً من المحيط الإيراني الذي انحسر إلى غير رجعة، وغيض ماؤه العفن عن الشرق الأوسط، ولن يسمح له أحد – بحول الله- أن يعاود مده المحمل بزبد الكراهية إلى شواطئ خليجنا العربي، أو أي من دول أمتنا العربية التي عرفت طريقها أخيراً إلى الاتحاد والتماسك والمصلحة المشتركة، أمتنا التي لا تحتاج إلى وصاية من أمثال هذا أو غيره من أذناب الدولة الفارسية حتى يرسم لها أهدافها أو يملي عليها ما الذي تفعله وما الذي لا تفعله. إن على مثل هذا وأمثاله أن يعلموا أن الأقنعة سقطت عن وجوههم، وهذا خير لنا جميعاً، وإن بدا صادماً أو ضايقنا أن يقف أحدهم هكذا يتبجح في وجه بلادنا بمثل هذه الادعاءات الباطلة التي يكذبها أشقاؤنا في الكويت، فهم أدرى بشعاب بلادهم، فلا يخفى عليهم مثل هذا الناعق، والجميل في الأمر أن هذه الأصوات التي كانت تمارس مكائدها في الخفاء ظهر لنا من العداء وانكشف أمرها وأصبحت كما يقولون "أوراقاً محروقة"، والجميل أيضاً أن هذا دليل واضح على أن قصف مقاتلات عاصفة الحزم طال عمق الذات الإيرانية التي تترنح بقوة، وباتت في طريقها إلى السقوط.
مشاركة :