قتل 50 سجينا و12 شرطيا في عملية هروب الليلة قبل الماضية من سجن في محافظة ديالى حسبما أعلن مسؤولون أمس. وأوضحت المصادر أن القتلى سقطوا داخل سجن الخالص الذي يبعد 80 كيلومترا شمال شرقي بغداد أثناء أعمال شغب خطط لها السجناء وأوضحوا أن ملاحقة الفارين جارية منذ الليلة قبل الماضية. وقال سيد صديق الحسيني رئيس اللجنة الأمنية في محافظة ديالى إنه من غير الواضح ما إذا كان بين نزلاء السجن سجناء خطيرون. بدوره، قال مصدر في الشرطة: «بدأ السجناء في العراك مما لفت انتباه حراس الشرطة الذين تحركوا لفض الاشتباك. ثم هاجمهم السجناء واستولوا على أسلحتهم وبدأوا أعمال شغب فيما تمكنوا أيضا من السيطرة على مخزن الأسلحة في السجن»، حسبما أفادت وكالة «رويترز». وقال مصدر آخر في الشرطة إن «السلطات أعلنت حظرا للتجول في منطقة الخالص وداهمت عددا من المنازل بحثا عن السجناء الفارين». من جهتها، أفادت وكالة الصحافة الفرنسية بهروب 40 من نزلاء السجن ورد أن 9 منهم متهمون بقضايا «إرهاب». ونقلت الوكالة عن العميد سعد معن، المتحدث باسم وزارة الداخلية، أن موقوفا في سجن مركز شرطة الخالص (50 كلم شمال شرقي بغداد) «استولى على قطعة سلاح من الحراس. وبعد قتل شرطي، توجه السجناء إلى المشجب (غرفة تخزين السلاح) واستولوا على ما فيه». وأضاف «اندلعت بعدها اشتباكات بين سجناء وعناصر الشرطة. خسرنا ضابطا برتبة ملازم أول وخمسة (عناصر) من الشرطة، وتمكن أربعون سجينا من الفرار بينهم تسعة متهمين بقضايا إرهاب، وخلال المواجهة وبعد تطويق السجن، تم قتل ثلاثين سجينا». وأوضح معن أن السجناء القتلى كانوا جميعا متهمين بقضايا إرهاب. لكن وكالة الأنباء الألمانية أتت برواية مغايرة، إذ نقلت عن مصادر أمنية قولها إن «مسلحين استهدفوا السجن بثلاث سيارات مفخخة، اثنتان منها فجرهما انتحاريان، وإن السجناء تمكنوا من السيطرة على مبنى المديرية والاستيلاء على مشجب السلاح.» وأوضحت المصادر أن «ثلاث عبوات ناسفة موضوعة بجانب الطريق المؤدي إلى مديرية جرائم الخالص انفجرت لدى مرور موكب قائد شرطة ديالى الجديد جاسم السعدي أسفرت عن مقتل ثلاثة من أفراد حمايته وإصابة اثنين آخرين بجروح متفاوتة». وشهد العراق حالات فرار كثيرة من السجون خلال الأعوام الماضية، بعضها في الأيام الأولى للهجوم الكاسح لتنظيم داعش في شمال البلاد وغربها في يونيو (حزيران) الماضي. وتمكن المتطرفون في حينها من تحرير مئات السجناء من سجون في الموصل (شمال) وتكريت (شمال بغداد)، وتجنيد الكثير منهم. وفي يوليو (تموز) الماضي، فر أكثر من 500 سجين بعضهم قياديون متطرفون بارزون، من سجن أبو غريب غرب بغداد، في عملية اعتبرت إحدى الممهدات الأساسية للهجوم الكاسح لتنظيم داعش بعد أشهر. وفي بغداد، قتل سبعة أشخاص على الأقل أمس في تفجير سيارة مفخخة في منطقة الكرادة وسط بغداد، استهدف زوارا شيعة بدأوا بالتدفق إلى العاصمة العراقية لإحياء ذكرى وفاة الإمام الكاظم، بحسب مصادر أمنية وطبية. وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة إن «سيارة مفخخة انفجرت قرب ساحة كهرمانة في منطقة الكرادة وسط العاصمة، واستهدف زوارا شيعة في طريقهم إلى منطقة الكاظمية في شمال بغداد، حيث مرقد الإمام الكاظم». وقال مصدر في وزارة الداخلية إن «سبعة أشخاص على الأقل قتلوا في التفجير وأصيب 20 آخرون في التفجير الذي أدى إلى اندلاع سحابة دخان سوداء كثيفة في منطقة الكرادة التجارية المكتظة». ويأتي التفجير مع بدء آلاف الزوار الشيعة الانتقال من بغداد ومحافظات أخرى، إلى مرقد الإمام الكاظم، لإحياء ذكرى وفاته ويبلغ إحياء الذكرى ذروته الخميس. واتخذت القوات الأمنية العراقية إجراءات أمنية شملت إغلاق بعض الشوارع التي سيعبرها الزوار، والتي تنتشر على جنباتها خيم تقدم للمؤمنين الطعام والشراب، والتي استهدفت بتفجيرات مرارا خلال الأعوام الماضية.
مشاركة :