في محاضرة شيقة جمعت بين حديث الثقافة والإعلام، وحضرها جمهور كبير من المثقفين وطلاب "الاتصال والإعلام" بكلية الآداب بجامعة الملك فيصل، استضاف نادي الأحساء الأدبي كبير المذيعين في التلفزيون السعودي جبريل أبو دية، وأدارها المحاضرة عبدالله بو حليِّم. وقال أبو دية: من الصعب أن يتحدث شخص ما عن الثقافة قبل أن يكون مثقفا أو ملما بأبجدياتها على أقل تقدير، وقال: بدأت في ممارسة العمل الثقافي والإعلامي وأنا طالب في الجامعة، نجحت هنا وأخفقت هناك ولكنني لم استسلم أو أتراجع، واستطعت الوصول لرموز وطنية كبيرة في الصحافة والإعلام وتتلمذت على أيديهم ففي مجال الصحافة، أخذ بيدي الدكتور هاشم عبده هاشم مبكرًا رغم أنه قسا عليّ في البدايات ولكني صمدت وتقبلت توجيهاته وحرصت على الاستفادة من قامة كبيرة مثله، أما في مجال العمل الإذاعي فأذكر بالعرفان المذيع الراحل محمد الرشيد الذي قال لي في أول تجربة إذاعية أمامه: أنت لا تصلح أن تكون مذيعًا، ثم عاودت لقاءه مرة أخرى وأجرى لي تجربة وقال: أنت تحسنت كثيرا ويمكن الاستفادة منك، ولا أنسى الدكتور بدر كريم - رحمه الله -، فهؤلاء وغيرهم كانوا مدارس في الصحافة والإذاعة والتلفزيون. واسترسل: إن فترة الثمانينات كانت من أجمل فترات الثقافة السعودية، فقد كانت هذه الفترة غنية بالشعراء والأدباء والمثقفين، كما كانت ثرية بالبرامج الإذاعية المنوعة وأذكر أن أول برنامج إذاعي أعددته وقدمته وأعتز به كثيرا هو برنامج (استراحة الأربعاء) وقد كنت فخورا وسعيدا لهذه التجربة التي أوصلتني إلى التلفزيون السعودي وفتحت لي مجالات رحبة في هذا المجال حتى استطعت أن أتحاور مع كبار رموز الأدب والثقافة في المملكة وفي الوطن العربي في سنٍّ مبكرة.
مشاركة :