إيران تستدعي أذرعها في البحرين واليمن للتشاور

  • 10/30/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

شرعت طهران في التشاور مع وكلائها في عدد من البلدان، وذلك في ظلّ التهديدات الطارئة لنفوذها الخارجي مع تفجّر موجة من الغضب الشعبي غير المسبوق بوجه أذرعها في العراق ولبنان أهم معقلين لذلك النفوذ. وقالت مصادر إنّ سلسلة اجتماعات عقدها مؤخرا في إيران كلّ من رجل الدين الشيعي البحريني عيسى قاسم وإبراهيم الديلمي “سفير” حكومة صنعاء الموازية التابعة للحوثيين في اليمن، وسهيلة زكزاكي ابنة إبراهيم زكزاكي زعيم ما يعرف بـ”الحركة الإسلامية” في نيجيريا، مع عدد من المسؤولين السياسيين الإيرانيين “تناولت مستجدّات الأوضاع في عدد من بلدان المنطقة وتنسيق عمل الجماعات الموالية لإيران وتحرّكاتها خلال الفترة القادمة تفاعلا مع تلك المستجدّات”. ولم تعلن إيران عن كلّ اللقاءات التي جمعت بين هؤلاء الثلاثة والمسؤولين الإيرانيين وما دار خلالها، واكتفت بالإعلان عن لقاء جمع في مدينة دامغان بشمال إيران كلاّ من قاسم والديلمي والزكزاكي، بعلي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني. وقالت وسائل إعلام إيرانية إنّ لاريجاني ألقى كلمة خلال الاجتماع قال فيها إن الولايات المتحدة تسعى لمحاصرة إيران، مستهدفة على حدّ قوله “الشعب لا الحكومة الإيرانية”. وحرص لاريجاني على طمأنة الجماعات الطائفية الموالية لبلاده والتي تتلقّى دعمها السياسي والإعلامي والمالي، قائلا “إن إيران تواجه في الوقت الراهن صعوبات وضغوطا اقتصادية، إلاّ أن ذلك لن يستمر طويلا”. علي لاريجاني يطمئن أذرع إيران بعدم قطع الدعم عنهم رغم الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها طهران ولفت في الاجتماع على نحو خاص حضورُ رجل الدين الشيعي عيسى قاسم الذي كان موضع مساءلة قضائية في بلاده بسبب دعمه للاضطرابات التي شهدتها مملكة البحرين مطلع العشرية الحالية بدفع من جمعية الوفاق الشيعية، ثم سمح له بمغادرة البلاد لأسباب صحيّة. ولم يعد قاسم إلى البحرين لكنّه انتقل للإقامة في العراق حيث يمكنه الحركة بحرية والتواصل مع إيران والتنسيق مع أتباعها داخل الأراضي العراقية من ميليشيات وأحزاب شيعية كانت المنامة قد اتهمتها في أوقات سابقة بالضلوع إلى جانب الحرس الثوري الإيراني في تدريب إرهابيين ومساعدتهم على تهريب أسلحة إلى البحرين لتنفيذ عمليات هناك. وقبل سفره للعلاج بلندن كان قاسم يقيم في قرية الدراز إحدى ضواحي العاصمة المنامة، منذ أن أمرت محكمة بحرينية بسحب جنسيته وحبسه سنة مع وقف التنفيذ إثر إدانته بتهم من بينها جمع أموال دون وجه قانوني. وكثيرا ما يُتهم قادة سياسيون ورجال دين شيعة بحرينيون بتأسيس برنامج سياسي على أسس طائفية مهدّدة لوحدة المجتمع. وشهدت المملكة بعد سنة 2011 اضطرابات متقطّعة فجّرتها المعارضة الشيعية بقيادة جمعية الوفاق التي وقع حلّها بحكم قضائي ومعاقبة زعيمها علي سلمان بالسجن تسع سنوات لتحريضه على الطائفية ودعوته لتغيير النظام بالقوة. ويعتبر عيسى قاسم مرشدا روحيا للجمعية المذكورة. ويواجه النفوذ الإيراني في المنطقة خلال الفترة الحالية أكبر عثرة في تاريخه بفعل انتفاضة شعبية عارمة في كل من العراق ولبنان حيث تهيمن على الحياة السياسية هناك أحزاب وميليشيات طائفية موالية لطهران على رأسها حزب الدعوة الإسلامية وميليشيات مثل بدر وعصائب أهل الحق في العراق وحزب الله وحركة أمل في لبنان. وتخشى طهران انتقال عدوى الاحتجاجات الشعبية إلى صنعاء معقل سيطرة الحوثيين في اليمن حيث تبدو الظروف هناك مهيأة لانتفاضة شعبية بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والاضطهاد هناك

مشاركة :