فضلات الحيوانات كهرباء نظيفة للإضاءة والتدفئة في فنلندا

  • 10/30/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

خلال المعرض الدولي للخيول في هلسنكي، تم جمع مئة طنّ من الزبل وحمّل في حاويتين كبيرتين لحرقه في منشأة يارفنبا للطاقة، إذ بات روث الحيوانات يشكل مصدرا لتوليد الكهرباء النظيفة في فنلندا. وتعتبر محطة فورتم يارينبا هي محطة الطاقة الرئيسية التي تقوم باستخدام سماد الخيول من هذا الحدث الرياضي الذي بدأ قبل أيام بتاريخ 23 أكتوبر وانتهى بتاريخ 27 أكتوبر. وقامت المحطة بتسليم أغطية الفراش الخشبية لأكثر من 200 حصان تقيم في أكشاك مؤقتة في قاعة الجليد أيام المعرض. وتمت في ما بعد عملية نقل السماد المستخرج إلى محطة الطاقة. ووفق شركة “فورتوم” التي أطلقت مبادرة “هورس باور” قبل خمس سنوات، أدّت كمية المئة طنّ من الروث إلى توليد 150 ميغاوات من الطاقة تكفي لتزويد المعرض الممتدة فعالياته على أربعة أيام بالكهرباء وتأمين تدفئة منزلية لـ26 شقة صغيرة في هلسنكي ولمدة شهر. وكانت المرة الأولى التي تم فيها استخدام سماد الخيول للتدفئة في معرض هلسنكي الدولي للخيول عام 2017 وفي العام التالي تم جمع 112 طنا من السماد من 235 حصانا في المعرض، واستخدمت في توليد 168 ميغاوات من الطاقة. وتعتقد الحكومة الفنلندية أن البلاد تجلس فوق منجم ذهب كبير وإن كان كريه الرائحة، من فطائر المرج حيث تولد تربية الحيوانات على نطاق واسع تقدر بحوالي 20 مليون طن من النفايات سنويا، وأن محتوى المواد الغذائية فيها يصلح للاستخدام أيضا. وقالت كريستا هلغرين المسؤولة في الشركة “كثيرة هي الخيول في فنلندا وعددها بالطبع أكبر على الصعيد العالمي، لذا من الرائع أن نستفيد من كل هذا الروث لنحوّله إلى طاقة”. وتؤكد الشركة أن الزبل الذي يجمع يوميا من حصانين اثنين يكفي لتدفئة منزل واحد طوال سنة. ودعت شركة أخرى في فنلندا المواطنين إلى تزويدها بروث حيواناتهم الأليفة. وتطلب “فانتان إنرجيا” في حملتها من أصحاب الكلاب “إعطاء فرصة جديدة للغائط” من خلال رميه في حاوية خاصة قبل أن ينتهي به المطاف في منشأة للطاقة. وقال كالي باتوميري المسؤول عن الإنتاج في الشركة “من الأفضل أن نحرقه ونستخدمه لتوليد الطاقة بدلا من أن ندوس عليه”. وصحيح أن روث الكلاب لا يزال يشكّل نسبة ضئيلة من كمية النفايات التي تخلّفها الأسر وتحرق يوميا بمقدار ألف طنّ، لكنه يساعد على إنتاج طاقة فعالة من حيث الكلفة مع انبعاثات محدودة. وتأمل “فانتان إنرجيا” في أن تتخلّى عن استعمال الفحم في خلال سنتين من الوقت. ورحّبت ماريان ماير مدرّبة الكلاب بهذه الخطوات، مشيرة إلى أن 50 كلبا من كلاب زبائنها “تخلّف الكثير من الروث” كلّ أسبوع كان ليرمى في الغابات لولا استعماله لإنتاج الطاقة. وقالت “وأخيرا أقدم أحد على خطوات ملموسة لها أثر إيجابي يسمح لنا بالتخلّي عن مصادر الطاقة الأحفورية”. ويدعو برنامج حكومي في فنلندا إلى تسخير نصف الفضلات التي يتم إنتاجها في مزارع تربية الماشية في إنتاج الوقود الحيوي بحلول 2025. واتخذت مجموعة منتجات الألبان الشهيرة فاليو خطوات في اتجاه البرنامج الحكومي من خلال مصنع تجريبي في نيفالا. وتهدف شركة فاليو إلى تطوير شبكة معالجة مكثفة واسعة النطاق، علما وأنها حاصلة على براءة اختراع مناسبة لتكرير المواد الخام من المزارع الصغيرة وكذلك العمليات واسعة النطاق. وقال جها نوسينين مدير إنتاج في فاليو، إنه بالإضافة إلى فضل الماء والغاز الحيوي عن الحمأة، فإن العملية تنتج أيضا رواسب نيتروجين وفوسفورـ كالسيوم والتي يمكن تطبيقها على التربة كسماد وتعتبر أيضا عضوية. 200 حصان تخلّف مئة طنّ من الروث أدت إلى توليد 150 ميغاوات تكفي لتزويد معرض الخيول الممتدة فعالياته على أربعة أيام بالكهرباء وترى فاليو العملية في المقام الأول كنهج إيكولوجي لمعالجة بعض المشكلات المرتبطة بسلسلة إنتاج الألبان، ولكن أيضا كفرصة تجارية. وشركة وست إنرجي هي واحدة من مئات الشركات التي تعمل في قطاع الطاقة النظيفة في فنلندا، إذ تنتج الكهرباء من 185 ألف طن قمامة، تأتيها سنويا من 400 ألف مواطن يحرص كل منهم على جمع وفرز القمامة، بالإضافة إلى مخلفات زراعية وبقايا أعمال النجارة، فضلا عن مخلفات صناعة الجلود والصناعات الغذائية. وتقول ريينا كيفيكانجاس، المسؤولة الإعلامية للشركة، لكي يحرص المواطن على فرز القمامة “لا بد أن يكون مستفيدا، فيحصل المواطن الفنلندي على تخفيض على الضرائب مقابل فرزه لمخلفاته”. وتستخدم فنلندا وقودا أحفوريا أقل بكثير من معظم بلدان العالم، لكن مازال أمامها الكثير لتصل إلى أهدافها الخضراء الطموحة، بحسب تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي، والذي أكد أن التزام البلاد بالوقود الحيوي هو أحد الأسباب الرئيسية وراء تفوقها على دول كثيرة أخرى.

مشاركة :