اندلعت اشتباكات عنيفة، أمس الأربعاء، بين الجيشين السوري والتركي في منطقة تل الورد بريف رأس العين، فيما شهدت المنطقة حركة نزوح كبيرة للأهالي، في وقت قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن تركيا لديها معلومات بأن وحدات حماية الشعب الكردية لم تكمل انسحابها إلى عمق 30 كيلومتراً بعيداً عن الحدود التركية، رغم تأكيدات من روسيا بأنها غادرت المنطقة، مهدداً بأن تركيا ستستأنف هجومها، وربما توسع الهجوم إلى أبعد مما تم الاتفاق عليه بشأن «المنطقة الآمنة» مع الجانب الأمريكي، مشيراً في الوقت نفسه إلى بدء دوريات روسية تركية مشتركة، من يوم غد الجمعة.وأشارت وكالة الأنباء السورية، إلى أن الجيش التركي والفصائل السورية الموالية له، احتلت قريتي المحمودية والدربو في ريف رأس العين. وذكر شهود عيان، أن الجيش التركي والفصائل السورية الموالية له، والمتمركزة في منطقة «عنيق الهوى»، استهدفت بالمدفعية منازل الأهالي في قرية تل الورد برأس العين الجنوبي الشرقي. وأكدت أن «قوات سوريا الديمقراطية»، قامت بإفراغ كميات كبيرة من النفط في حفر وإحراقها في ريف تل تمر الشمالي لتضليل الطيران التركي. وحسب الوكالة، فإن الجيش السوري أحكم سيطرته على 4 قرى جديدة في ريف رأس العين الجنوبي الشرقي، بمحافظة الحسكة، هي أم حرملة وباب الخير وأم عشبة والأسدية، وقلص المسافة باتجاه الحدود التركية إلى 3 كم. وشن الجيش التركي مسنداً بفصائل المعارضة المسلحة السورية، في وقت سابق، هجوماً عنيفاً في ريف رأس العين، خاصة على ناحية أبو راسين. وأشارت مصادر مطلعة، إلى أن الجيش السوري دخل الأطراف الجنوبية لناحية أبو راسين، ويواصل التقدم شمالاً نحو الحدود السورية - التركية. وكانت وزارة الدفاع التركية أعلنت، الثلاثاء، أن تركيا اعتقلت 18 شخصاً في سوريا قالوا إنهم «عناصر في القوات الحكومية السورية». من جهة أخرى، قال أردوغان لنواب حزب العدالة والتنمية في البرلمان، إن تركيا تحتفظ بالحق في إطلاق عملية أخرى ضد وحدات حماية الشعب في المنطقة. وقال أردوغان «على الرغم من أن المعلومات التي لدينا تشير إلى أن هذا لم يتم على نحو كامل فإننا سنرد عليهم بعد تقييماتنا الميدانية». وأوضح أن السلطات الروسية أبلغت أنقرة أن نحو 34 ألف عنصر من «المجموعة الإرهابية» انسحبوا - إضافة إلى 3260 قطعة من الأسلحة الثقيلة - من منطقة تمتد 30 كلم من الحدود التركية السورية. وقال أردوغان «المعطيات لدينا تشير إلى أن ذلك لم يكتمل تماماً»، في إشارة إلى الضمانات الروسية. وكان من المفترض أن تبدأ الدوريات المشتركة الثلاثاء، في منطقة بعمق عشرة كيلومترات لكن أردوغان أعلن خلال كلمته، أمس، أنها ستبدأ غداً الجمعة، وبعمق سبعة كيلومترات فقط. ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» في وقت سابق عن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، قوله إن المحادثات المستمرة بين مسؤولين أتراك وروس منذ يوم الاثنين اختتمت وتم «إلى حد بعيد» التوصل إلى اتفاق. (وكالات)