تسلمت مصر مساء أمس أطلساً أثرياً نادراً، كان قد اختفى منها وأعاده وزير خارجية ألمانيا خلال زيارته أمس الثلاثاء للقاهرة. وتسلمت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة من سامح شكري وزير الخارجية ونظيره الألماني هايكوماس، أطلس "سديد" الأثري، وذلك خلال مؤتمر صحافي عقد بمقر وزارة الخارجية مساء أمس بحضور الدكتور هشام عزمي، رئيس دار الكتب والوثائق القومية. يعود تاريخ الأطلس إلى القرن التاسع عشر وبالتحديد عام 1803، ويحتوي على عدد من أبرز الخرائط العثمانية النادرة، كما يعد من أندر الأطالس في العالم، ونشره محمود رئيف أفندي، وهو مؤرخ وجغرافي مصري في ذلك الوقت. وفي 12 أكتوبر من العام 2018 فوجئت دار الكتب والوثائق القومية بعرض الأطلس للبيع بإحدى صالات المزادات بمدينة برلين الألمانية مقابل مبلغ مالي ضخم، وعلى الفور تدخلت الحكومة المصرية، وتم التواصل مع الجهات الألمانية المسؤولة، وتعريفهم بأهمية الأطلس، وأنه تم تهريبه مؤكدة أن الأطلس ينتمي إلى مجموعة مقتنيات دار الكتب المصرية. وقال الدكتور هشام عزمي، رئيس دار الكتب والوثائق القومية، إنه وبالتعاون مع وزارة الخارجية تم إيقاف بيع الأطلس، وأصبح في حيازة السلطات الألمانية يوم 17 أكتوبر 2018، مضيفاً أنه تم إرسال ملف كامل موثق بما يثبت ملكية دار الكتب والوثائق للأطلس، اعتماداً على الفهارس والسجلات الرسمية. وأضاف أن دار الكتب المصرية طالبت بحقها في استعادة الأطلس، حيث إن ضبطه من قبل السلطات الألمانية يضعه تحت مظلة اتفاقية اليونسكو الصادرة في عام 2007 والتي وقعت عليها ألمانيا، كما يخضع الأطلس أيضاً لقانون حماية التراث الثقافي الألماني الصادر عام 2017، مشيراً إلى أنه في الفترة من نوفمبر 2018 إلى أكتوبر 2019 أجرت الشرطة الألمانية تحقيقات موسعة ومطولة، انتهت إلى إخطار الجانب المصري رسمياً عن طريق وزارة الخارجية بقبول تسليم الأطلس لوزارة الثقافة. وعقب أن تسلمته أمس أشادت إيناس عبد الدايم وزير الثقافة المصرية بجهود وزارة الخارجية ومساعي الدبلوماسية المصرية في استعادة ما وصفته بجزء جديد من تاريخ الوطن، مضيفة أنه يعد نصراً جديداً للدولة المصرية ووزارة الثقافة في معركتها لاستعادة التراث المسلوب. من جانبه ثمن سامح شكري وزير خارجية مصر اهتمام ألمانيا بإعادة الأطلس إلى مصر، معتبراً أن هذه الخطوة تشير إلى اهتمام ألمانيا بالحفاظ على تراث ومقتنيات الدول ومنع تداولها بشكل غير مشروع. وأعرب شكري عن تطلعه لأن تستمر ألمانيا في هذا النهج المحمود، وأن تقتدي بها دول أوروبية أخرى، لم تصل بعد إلى هذا المستوى من المسؤولية، حسب وصفه. في الإطار ذاته قال هايكوماس وزير خارجية ألمانيا إن بلاده حرصت إعادة كتاب نادر إلي مصر، مؤكداً أنه أحد مقتنيات المكتبة الوطنية المصرية.
مشاركة :