جرت العادة أن تأخذ مباريات "الديربي" بين الاتحاد والأهلي طابع التنافس الرياضي القائم بينهما من عشرات السنين، بصرف النظر عن مراكزهما بالدوري، ذلك أن جمهور الناديين تواق دائمًا لمشاهدة هذا الديربي المنتظر إقامته موسميًّا أكثر من مرة، ولا تستطيع التنبؤ بنتيجة لقاءاتهما حتى لو كان أحدهما أفضل من الآخر. ـ في مواجهة اليوم نجد معادلة التنافس الرياضي تتجه إلى منعطف آخر يسير في اتجاه البحث عن فوز "يرضي" الجماهير الغاضبة، وبسبب خيبة أمل حدثت لكلا الناديين في الجولة الأخيرة، بعدما سيطر "النكد" على جماهير النادي الأهلي عقب هزيمة الفريق من فريق الحزم الذي فاز بجدارة واستحقاق، على الرغم من تعرضه لحالة طرد وركلة جزاء صحيحة لم تحتسب له. ـ كما أن جماهير العميد تعيش من قبل وبعد إقالة المدرب التشيلي سييرا حالة "نكد" تخشى أن تتحول لمرض "مزمن"، وهي التي كانت تتوقع هذا النكد نهايته بالموسم الماضي، ولعل الخسارة التي تعرض لها الفريق الاتحادي وهو يلعب على أرضه وبين جماهيره من فريق أبها الصاعد من الدرجة الأولى، أعطت مؤشرًا "خطيرًا" حول مدرب وطني أفقد الاتحاد "خطورة" هجومه، ونكد آلامه تتضاعف عشرات المرات حينما يأتي من الخصم اللدود. ـ مشاعر "النكد" التي هيمنت على "مجانين" الأهلي لها ما يبررها، بعدما كانت هذه الجماهير "متعشمة" كثيرًا في "جروس"، المدرب الذي تحققت في زمن وجوده أكثر من بطولة أهمها والتي لن تنسى بطولة "الدوري"، بعد "غياب" طويل ما يزيد عن "30" سنة، إلا أن فشل جروس في أول مباراة له جعلت من "المجانين" في حالة قلق وخوف شديدين من مواجهة الخميس أمام الغريم التقليدي الذي يمر بأسوأ الظروف الفنية، فلربما تعود "النمور" من جديد وتصالح جمهور ناديها بفوز ثمين وعلى فريق يملك مقومات أفضل كإمكانات تدريبية مع مدرب "خبير" وعناصر مميزة من اللاعبين المحليين والأجانب. ـ وفق كل هذه المعطيات "التشاؤمية" من أنصار الفريقين، من المؤكد أن تأثير خسارة الأهلي في معركة "شرسة" ستجلب "نكدًا" جماهيريًّا يتحول إلى "غضب" وأصوات تنادي بإقالة جروس وإعادة المحمدي، والعكس هو الصحيح فالفوز الأهلاوي سيفتح صفحة جديدة بين إدارة النادي والمشرف والمحبين لهذا الكيان. ـ الشيء نفسه بالنسبة للفريق الاتحادي، فإن هزيمته المتوقعة سوف تسبب "نكدًا" جماهيريًّا تخفف وطأته قرارات "تصحيحية" من إدارة الحائلي عبر خبر يسعد هذه الجماهير بالتعاقد مع مدرب كبير يمنح التفاؤل، وأمل كبير يقضي على "نكد" طال أمده.
مشاركة :