تعرض طفل مواطن من إمارة عجمان لإصابة في رقبته، نتيجة قيام أحد زملائه في المدرسة، بممارسة سلوك عنيف يعرف باسم «تحدي قطع النفس»، من خلال لف حبل على الرقبة والضغط عليها، واحتساب فترة التحمل مع احتباس الأنفاس. وقالت أم فهد (والدة الطفل)، إن ابنها راشد، 13 عاماً في الصف السابع، في إحدى المدارس بعجمان، تعرض لإصابة في رقبته تسببت في حدوث آثار كادت أن تقضى على حياته، وبسؤاله عن السبب تبين قيام أحد زملائه في الصف بتطويق الرقبة بحبل والضغط عليها كنوع من اللعب للقدرة على التحمل والتحدي لقطع النفس. وأضافت: «قبل الواقعة بيومين دار حوار بيني وبين ابني حول فيديو عبر المواقع الاجتماعية يبين وفاة طفلة تتحدى نفسها بحبل يلتف على رقبتها وبالتالي تقطع الأنفاس لدقائق تتحدى من خلاله الأشخاص ويتبارون بمن الذي يستطيع تحمل أكبر وقت ممكن، وفاجأني ابني بأن هذه اللعبة تمارس من قبل زملائه، حيث نصحته بعدم التجربة كونها خطيرة وتؤدي للموت». وتابعت: «حضر ابني من المدرسة ولم يبادر بالسلام عليّ كعادته، وبالتوجه إليه، انتابني الخوف من منظر ما شاهدته من علامة إصابة على رقبته، وبالإلحاح عليه، عرفت القصة وفوجئت بقيام زميله بتطويقه من الخلف وخنقه من رقبته، وهو يدعوه للتحمل، وأن ابني لم يخبر إدارة المدرسة بالأمر بل برر لهم إصابته بسقوطه على الأرض». واستطردت: «ظللت في حيرة طوال الليل، وكنت على قناعة تامة بعدم الذهاب للشكوى في أقسام الشرطة، وأن الأمر في حاجة لمتابعة وتوعية وتربية لإصلاح النشء من مثل هذه السلوكيات العدوانية، وذهبت في اليوم التالي للمدرسة في ساعة مبكرة، وطلبت من الإدارة وأصررت على رؤية الطالب الذي قام بفعلته وفي حضور ولي أمره، وهو ما حدث بالفعل». وقالت أم فهد: «من خلال متابعتي للموقف تبين لديّ أن هناك إهمالا وتقصيرا كبيرين من قبل بعض الأسر في متابعة سلوكيات أبنائهم، وعدم متابعتهم في مدارسهم، وأن هناك أطفالا عنيفين عدائيين يضعون زملاءهم على حافة الموت، كما أن هناك غلظة وحدة من قبل أولياء أمورهم في التعامل مع أبنائهم ومعاقبتهم بصورة حادة جداً حال وجود ممارسات خاطئة من قبلهم وهو ما يولد أسلوباً عدائياً أقوى لديهم، يظهر في سلوكهم مع زملائهم، وهو ما ظهر في الواقعة مع ابني». وأفادت بأنها ومن خلال قصتها رأت أن توصل رسالتها للمجتمع بصورة عامة بضرورة أن تكون التربية في المنزل والتأسيس والتعليم على المدرسة، وألا يلقي الغالبية بالمسؤولية على المدرسة وحدها في تربية النشء، مشيرة إلى أن لديها 6 أبناء، 5 أولاد وبنت، وأنها حريصة كل الحرص على متابعتهم جميعاً في مدارسهم وأنشطتهم وتطوعهم في القضايا والأنشطة المجتمعية. وأشارت أم فهد، إلى أنها فضلت ألا تكون شاكية في أقسام الشرطة داخل الإمارة ولم تفتح بلاغاً بالواقعة، أو تطلب تعويضاً عن أضرار أصابت ابنها أو خلق مشاكل مجتمعية مع آخرين، بل آثرت أن تكون موجهة وناصحة ومرشدة للأسر في ضرورة الاهتمام بأبنائهم، وأنها لن تدخر جهداً إلا وستقوم به في توعية الأهل بالاهتمام بأبنائهم وخاصة الأيام الحالية والمستقبلية. توعية المجتمع بدوره، أكد الإعلامي منذر المذكي، أن مثل هذه الحالات يجب توعية المجتمع منها ومنع تكرارها بين الشباب والفتية من الراغبين في التقليد الأعمى لما لها من خطورة على حياتهم، مشيراً إلى أن وجود «تحدي قطع النفس» يستوجب التنبيه لمنع تكرار حدوثها للآخرين، وتعريض حياة الأبناء للخطر. من جانبه، أكد الدكتور عبيد صالح حسن المختن، خبير تقنية المعلومات، ضرورة رصد الحالات الخطرة التي قد تحصل بشكل فردي، وعدم التسليم بكونها ظاهرة أو منتشرة، وأن ممارسة «كتمة نفس» تعتبر حالات فردية فقط، كما وأنه يجب أن تكون هناك جهات مختصة راصدة لمثل هذه السلوكيات الفردية الخاطئة، وأن تكون التوعية صادرة من قبل جهات مختصة أيضاً لتعم الفائدة على المجتمع. وقال: إن بعض السلوكيات والممارسات الخطرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي قد انتشرت عالمياً لتصل لحد الظاهرة، ومورست من قبل مشاهير ورموز وأشخاص من مختلف أرجاء العالم، وكان لها الأثر السلبي على المجتمعات وتسببت في أخطار على الحياة مثل ألعاب «الحوت الأزرق»، أو «البكيمون»، وكذلك سلوكيات تركز على التحدي بين ممارسيها. محاضرات لحماية الطلاب أكدت الرائد فاطمة عبيد الشامسي، رئيس قسم الشرطة المجتمعية في القيادة العامة لشرطة عجمان، أن القسم نظم العديد من المحاضرات شملت المدارس في مدينة عجمان والمنامة ومصفوت، (الحكومية والخاصة) كافة، وقدمت مادة توعوية حول «العنف الإلكتروني»، وتستهدف من خلاله حماية الطلاب من عمر 6 إلى 12 عاماً، من الممارسات الخطيرة والألعاب الإلكترونية العنيفة عليهم، والتي لها تأثيرات اجتماعية ونفسية سلبية على حياتهم، حال ممارستها. وقالت: هناك قناعة كبيرة علمية لدى المحاضرين، تتمثل في ضرورة عدم إلقاء الضوء علي تفاصيل أي سلوك خاطئ أو لعبة خطرة، كون أن الأمر قد يكون له التأثير والنتيجة السلبية على الأبناء وبالتالي يولد لديهم حب الفضول والمعرفة والتقليد الأعمى، وعليه، يقوم الفريق المختص بتقديم التوعية بأساليب مدروسة تركز على التشويق وتوصيل المعلومة دون نشر أو دعاية للسلبيات. وأضافت الشامسي أن التوعية ضد العنف الإلكتروني، تتم بلغات عديدة، العربية والإنجليزية والأوردو، سواء من خلال النشرات أو المحاضرات، ليستفيد أكبر قدر من الطلاب في مدارس الإمارة، ومع التأكيد عليهم بخطورة هذه الألعاب أو الممارسات الخطرة، وتأثيراتها السلبية على حياتهم.
مشاركة :