قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى أن أكثر من نصف سكان العالم يعيشون اليوم في مناطق حضرية، وبحلول عام ٢٠٥٠ سيزيد هذا العدد إلى الثلثين.وأضاف الأمين العام -في رسالة له بمناسبة اليوم العالمي للمدن- أن الكثير من الاحتياجات اللازمة لتوفير المسكن والخدمات لهذا العالم الحضري الآخذ في التنامي لا يزال يتعين بناؤه، بل إن الأمر سيستلزم تشييد بعض المدن الجديدة، ويجلب ذلك فرصًا هائلة لوضع وتنفيذ حلول يمكن أن تعالج أزمة المناخ وأن تمهد السبيل إلى مستقبل مستدام.ولفت جوتيريش إلى أن المدن تستهلك أكثر من ثلثي الطاقة في العالم وهي المسؤولة عما يزيد عن ٧٠ في المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على الصعيد العالمي، وسيكون للخيارات التي تُعتمد بشأن البنى التحتية الحضرية في العقود المقبلة -أي بشأن التخطيط الحضري وكفاءة الطاقة وتوليد الكهرباء والنقل- أثر حاسم على مسار الانبعاثات، فالمدن هي ساحة المعركة من أجل المناخ التي يتوقف عليها إلى حد بعيد الفوز أو الخسارة.وقال الأمين العام إن المدن، علاوة على بصمتها المناخية الضخمة، تنتج أيضا أكثر من ٨٠ في المائة من الناتج المحلي الإجمالي على صعيد العالم وتشكّل، بوصفها مراكز للتعليم وللأعمال الحرة، نقطةَ جذبٍ لحركة الابتكار والإبداع التي غالبا ما يكون الشباب في طليعتها.وبدءًا من وسائل النقل العام المسيّرة بالكهرباء وحتى الطاقة المتجددة والإدارة المحسّنة للنفايات، أصبح الكثير من الحلول اللازمة للانتقال إلى مستقبل مستدام أقل إنتاجًا للانبعاثات متاحاً بالفعل، والمدن في جميع أنحاء العالم تحوِّل هذه الحلول إلى حقيقة واقعة، ومما يبعث على التفاؤل أن نرى ذلك رأي العين، بيد أننا بحاجة إلى أن تغدو هذه الرؤية واقعًا جديدًا مألوفًا، وقد حان الآن وقت التحرك الطموح.ويأتي الاحتفال باليوم العالمي للمدن في نهاية ”شهر أكتوبر“، وهو الشهر المكرس للتوعية بالتحديات والنجاحات والاستدامة على الصعيد الحضري.ودعا جوتيريش إلى الالتزام باحتضان الابتكارات من أجل ضمان حياة أفضل للأجيال المقبلة وشق طريق نحو تنمية حضرية شاملة ومستدامة تعود علينا جميعا بالخير.
مشاركة :