ابن معمر: يجب فهم طبيعة الكراهية للتعامل مع خطابها.التطوير والتنسيق بين الخطاب الديني والإعلامي وصانعي السياسات هدف لمبادرات العيش والمواطنة المشتركة في مبادرات المركز. الكاردينال أيوسو: نحن بحاجة ماسة لصناع سلام فيشر: خطاب الكراهية يجر اخطار كبيرة، ونشكر المركز على تعزيز الحوار السلمي. بن بيه: لقاؤنا ضروري لهزيمة الفكر المتطرف الذي يشوه الأديان. انطلقت في العاصمة النمساوية فيينا اعمال اللقاء الدولي الذي يقيمه مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات تحت عنوان دور الدين والإعلام والسياسات في مناهضة خطاب الكراهية، والذي يستمر لمدة يومين ٣٠-٣١ اكتوبر الجاري بمشاركة ٢٠٠ من القيادات الدينية والإعلامية خصوصا في مجال شبكات التواصل الاجتماعي وصانعي السياسات في المنظمات الدولية والحكومية . حيث افتتح اللقاء بكلمة الامين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين اتباع الاديان والثقافات معالي الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر والذي رحب بفخامة الرئيس النمساوي الأسبق الدكتور هاينز فيشر، باعتباره شخصية دولية وبطل حوار ورسول سلام بمشاركته متحدثاً رئيسياً في هذا اللقاء الدولي، كما وجه ابن معمر ترحيبا خاصا الى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن خالد بن سلطان سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية النمسا والمندوب الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا لما تقوم به المملكة العربية السعودية من جهود عالميه متعددة لإطلاق مبادرات لتعزيز التعايش وبناء السلام ومنها مركز الحوار العالمي بشراكة مع اسبانيا والنمسا والفاتيكان والقيادات الدينية من المسلمين والمسيحين واليهود واليوذيين والهندوس مشيرا الى الحضور المتميز من القيادات الدينية والإعلامية وصانعي السياسات من المنظمات الدولية وخصوصا الامم المتحدة والاتحاد الاوربي . حيث بدا كلمته بالتأكيد على أهمية تفعيل دور الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية والإعلامية لمساندة صانعي السياسات ، والتنسيق المستمر لمواجهة خطاب الكراهية الموجهة ضد الأشخاص أو الجماعات على أساس دينهم أو عرقهم أو جنسهم أو أي عامل هوية آخر، باعتبارها مرتعًا خصباً في فضاء الوسائل الرقمية، مما ساعد على انتشارها وتعاظم أثرها ، ما ساهم بوصول محتواها إلى أكبر قدر من الناس دون أدنى قدر من المساءلة والمحاسبة. وبات خطاب الكراهية في المقام الأول معضلة القرن الحادي والعشرين، مستمدًا قوته وزخمه من العصر الرقْمي وغياب السياسات الواضحة في هذا المجال من مجالات التلاعب باللغة دينياً أو سياسياً أو إعلامياً . وأضاف الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين الأديان والثقافات: لقد جلب العصر الرقْمي معه ايجابيات عظيمه وكذلك سلبيات مدمره لتضخيم الكراهية عن طريق إساءة استخدام تلك الهبة المشتركة العظيمة، ألا وهي اللغة، داعيًا المشاركين إلى دراسة وتبني أفضل السبل لتبني المطالبة باستخدام هبة اللغة من أجل ترسيخ قيم الخير والسلام والعيش المشترك بدلًا من السماح بإساءة استعمالها كوسيلة مدمره لزرع التعصب والتطرف وتسويق الكراهية باستغلال الدين أو السياسة . وأوضح ابن معمر في كلمته أن اللغة هي الأداة الرئيسة للاتصال التي تتشاطرها البشرية جمعاء. وإن الطيف الشامل للمساعي البشرية والتفاعل البشري يحكمه ما نقوله، ومتى نقوله، وكيف نقوله. حيث يمكن للخطاب أن يكون مصدر إلهام، وفي الوقت نفسه يمكن أن يتحول إلى أداة تحريض على العنف والكراهية أيضًا. وشدد على أن الأعمال الوحشية التي يرتكبها المتطرفون في جميع أنحاء العالم تخضع اليوم وبصورة منتظمة لمعالجة داخل استديوهات إعلامية نوعية بهدف نشرها في جميع أنحاء العالم واستخدامها كأدوات تجنيد وبيانات واضحة للنوايا الدموية الكامنة في قلوب وعقول هذه الجماعات المتطرفة. وأكد أبن معمر على عزم مركز الحوار العالمي، مواصلة جهوده الداعمة لتقديم وتعزيز البرامج التطبيقية مع الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية لمساندة صانعي السياسات في جميع نطاق عملياته في جمهورية أفريقيا الوسطى ونيجيريا والمنطقة العربية وميانمار وأوروبا، بهدف مكافحة لغة وموجات الكراهية المتلبسة بلباسات دينيه او سياسيه، قائلا تحقيقاً لهذه الغاية، ستشمل برامج المركز في العام المقبل تركيزاً وتعاونًا أوثق مع الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية لمواجهة الآثار الخطيرة للغة الإقصاء على جميع مستويات المجتمع. واكد على صلابة وقوة برامج المركز وانجازاته والتي ساهمت في حمايته من موجات التطرّف والكراهية في النمسا مكررا شكرًا وتقديره لمبادرة المملكة العربية السعودية بقيادتها للعالم الاسلامي ودعم اسبانيا والنمسا والفاتيكان وأعضاء مجلس الإدارة من القيادات الدينية المتنوعة والمجلس الاستشاري مؤكد فخره واعتزازه بمنصات المركز الخمس في العالم وبرامج الزمالة الخمس والتي أصبحت رمزا من رموز النجاح والصبر والمثابرة في هذا المجال بحيث أصبح المركز المؤسسة الفريدة العالمية في هذا المجال بين مئات المؤسسات. من جانبه أشاد الكاردينال ميغيل أيوسو رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الفاتيكان ، بدور مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في تجويد وتطوير ادوات التواصل وبناء الجسور بين الأديان والثقافات وقال أيوسو إن ما تشهده معظم دول العالم حاليا من تطرف وعنصرية وانتشار لخطاب الكراهية يؤكد أننا بحاجة إلى صناعي السلام. وأعرب فخامة الرئيس النمساوي السابق الدكتور هاينز فيشر، عن شكره وتقديره للمركز على أخذ المبادرة في مناقشة هذه القضية الهامة، وهي خطاب الكراهية الذي يقود إلى عزلة دولية والى تنامي الصراعات.. لافتا إلى أن حقوق الإنسان مرتبطة بمحاربة خطاب الكراهية، وقال: “يجب أن نستخدم الإعلام بكل مسؤولية ونأخذ في الاعتبار تعزيز الحوار السلمي، مشيرا إلى أن خطاب الكراهية هو لغة الديكتاتورية والظلم وساعدت التكنولوجيا على انتشاره، مشددًا على ضرورة بذل كل جهد ممكن لتعزيز الحوار بين الأديان، وهو الدور الذي يلعبه مركز الملك عبد الله باقتدار.. مشيدًا بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش للتصدي بقوة لخطاب الكراهية، مشيرًا إلى أهمية دور الأمم المتحدة في تعزيز أفكار رفض التمييز ونشر المساواة وتعميق الحوار بين الأديان. ونوه فخامته إلى دور المؤسسات الدينية في حماية كرامة الإنسان، مشيرا إلى نفوذ الإعلام يزداد ويجب تدارس الوضع المتغير لوسائل الإعلام خاصة النفوذ المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي من اجمل حماية الخصوصية.. مؤكدا أن بلاده تتشرف باستضافة هذا اللقاء الدولي لموقعها في وسط أوروبا واهتمامها الكبير بنشر السلام والحوار البناء بين الديانات والثقافات المختلفة. فيما أكد مفتي الديار المصرية، فضيلة الدكتور شوقي علام، على أننا بحاجة إلى تفعيل قِيم التعايش السلمي والحوار والمواطنة المشتركة من أجل مواجهة خطاب الكراهية وتحويلها إلى واقع ملموس، خصوصًا بعدما تفاقمت مخاطر قوى شريرة تزكي نيران الكراهية والتعصب والشقاق والطائفية والتطرف والإرهاب وتعتدي على الكرامة الإنسانية. وأشار فضيلته إلى أن المسلمين سجلوا في تجربتهم التاريخية سطورًا ذهبية في التعايش والتعامل الراقي مع المختلفين، ولم يعرفوا هذه النزعة الجاهلية البغيضة من الكراهية أو التمييز القائم على الجنس أو اللون أو حتى الدين، فقد عايشوا أهل الأديان والحضارات والأمم بما لها من ثقافات متنوِّعة وأديان متعدِّدة وأعراف مختلفة، لافتًا إلى أن رسالة الإسلام تتلخص في الرحمة والعدل والمحبة؛ ومنطلق هذه الرسالة هو التكامل والتعاون بين الناس. بينما دعا الشيخ عبدالله بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، إلى العمل على وضع قوانين تحمي الأفراد والمجتمعات من آفة خطاب الكراهية، وقال بن بيه: “لقاؤنا اليوم في فيينا ضروري لهزيمة الفكر المتطرف الذي يشوه الأديان”، لافتا إلى أن خطاب الكراهية يأخذ أشكالا متعددة لنشر العداوة بين الناس. وأكد معاليه على ضرورة تفعيل القوانين التي تعمل على تعزيز العيش المشترك وغرس ثقافة قيم التسامح والحوار. وأعرب عن اعتزازه بالشراكة بين مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي ومركز الملك عبدالله للحوار بين أتباع الأديان والثقافات وبدورهما في منتدى تعزيز السلم. كما تحدث في الجلسة الافتتاحية ممثل البطريرك الماروني المطران بيتر كرم، وعضو مجلس حكماء المسلمين علي الأمين، ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى في الجزائر الشيخ بوعبدالله غلام الله، وممثل بطريرك أنطاكية للروم الأرثوذكس المطران ديمتريوس شربك، كبير حاخامات مدينة فيينا شلومو هوفميستر، والأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء في المغرب الشيخ أحمد العبادي، فيما ألقى كلمة الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالعزيز أحمد السرحان، المستشار الخاص لأمين عام رابطة العالم الإسلامي والذين اكدوا على أهمية الحوار داخل المجتمعات وبين الأفراد وفي وسائل الاعلام المختلفة، والتصدي لخطابات الكراهية بكل اشكالها ووسائلها. وبدأت بعد ذلك جلسات وورش متعددة شارك فيها خبراء من الأمم المتحدة والاتحاد الاوربي وبعض المنظمات الدولية الناشطة في هذا المحال واختتمت هذه الجلسات بعقد لقاء بين المشاركين ومساعد الامين العام للأمم المتحدة المستشار الخاص بسان الحماية من العنف المؤدي للإبادة والمكلف بملف مكافحة الكراهية في الامم المتحدة حيث تناول إنجازات الامم المتحدة في هذا المحال وخططها الاستراتيجية على المدى القصير والبعيد مشيدا بما يقدمه مركز الحوار العالمي في هذا المجال وموضحا أهمية الشراكة بين الامم المتحدة ومنظماتها المتحدة مع المركز .
مشاركة :