الفاو: 20% من سكان أفريقيا يعانون من نقص التغذية

  • 10/31/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد عبد السلام ولد أحمد، المدير العام المساعد والممثل الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بالشرق الأدنى وشمال أفريقيا، أن التقنيات والابتكارات التكنولوجية الحديثة يمكن أن تساعد في جعل الزراعة أكثر جاذبية وإثارة للاهتمام، ومجالًا يوفر فرصًا للنساء والشباب الريفيين في أفريقيا، الأمر الذي يمنحهم مستقبلًا لديه مقومات الاستدامة من الناحيتين الاقتصادية والبيئية ويساعد في القضاء على الجوع في جميع أنحاء المنطقة وبناء أنظمة غذائية صحية والمضي قدمًا بجدول أعمال 2030 نحو تحقيق النجاح عبر المنطقة.وقال في كلمته خلال مؤتمر يوم الأمن الغذائي والتغذوي الأفريقي، الذي تستضيفه القاهرة تحت عنوان "نحو القضاء على الجوع في القارة الأفريقية: الاستفادة من التقنيات الزراعية الجديدة لتحسين النظم الغذائية الأفريقية.وأكد أن نحو 20% من سكان أفريقيا يعانون من نقص التغذية، أي أكثر من ربع مليار من النساء والرجال والأطفال، وهو عدد يزيد خمسين مليونًا عما كان عليه في بداية العقد، مشيرا إلى أن هذه هي المنطقة الوحيدة في العالم التي حدث فيها ذلك، ونصف هذه الزيادة تقريبًا مرتبط بارتفاع نقص التغذية في غرب أفريقيا، وثلثها في شرق أفريقيا، وبالإضافة إلى ذلك ما يزال 20 مليون شخص يعانون من نقص التغذية في شمال أفريقيا أيضًا.وقال ولد أحمد إن سكان المنطقة يعانون من مضاعفات سوء التغذية، بما في ذلك التقزم ونقص الوزن ونقص المغذيات الدقيقة. كما أن مستويات الوزن الزائد والبدانة تزداد بشكل مقلق. فهناك أكثر من 120 مليون طفل بين 5 و19 سنة في المنطقة يعانون من زيادة الوزن، 13 بالمائة منهم من الأطفال، وهو تقريبًا ضعف المعدل في بداية القرن. موضحًا أن هذا يؤثر على نوعية الحياة في الحاضر والمستقبل، حيث يزيد من معدلات الأمراض غير السارية مثل السكري، ويقلص الإنتاج، ويزيد العبء المالي على الحكومة ونفقات الصحة الخاصة. وأضاف أنه فيما تتسع الفجوة بين المناطق الحضرية والريفية في الكثير من المناطق، لا يجد الناس، ولا سيما الشباب، ما يدفعهم إلى البقاء في المناطق الريفية وإنتاج الطعام الذي نحتاجه وحماية مواردنا الطبيعية الهشة في المستقبل.وأشار في هذا الصدد إلى أن حكومات المنطقة والاتحاد الأفريقي يقفون في صدارة جهود مكافحة الجوع، وهو ما يشهد به برنامج التنمية الزراعية الأفريقي الشامل وإعلان ماليبو لعام 2014، حيث تفخر الفاو بشراكتها مع لجنة الاتحاد الأفريقي في هذا المسعى.وشدد المدير العام المساعد للفاو على أن إنهاء الجوع بحلول عام 2025 يمثل إحدى أولويات برنامج منظمة الفاو في أفريقيا. ويتم تنفيذ هذا العمل بالتعاون الوثيق مع مفوضية الاتحاد الأفريقي ويتشكل من خلال النُهج والالتزامات المحددة في التنمية الزراعية الشاملة لأفريقيا ويستند إلى طموحات إعلان مالابو 2014.وأشار ولد أحمد إلى أن مبادرة "يدًا بيد" التي أطلقها المدير العام للفاو مؤخرًا تعطي مزيدًا من التركيز على البلدان ذات الأولوية، بما في ذلك 28 دولة في أفريقيا، وعلى المستوى دون الوطني في بلدان أخرى، لتسريع الدوافع التحويلية التي تضمن عدم إغفال أي امرأة أو رجل أو طفل. موضحًا أن مبادرة "يدًا بيد" تعمل على تحسين الاستهداف وتستخدم التوفيق بين الدول والشركاء للعمل معًا، وتعزز التنسيق وتحسِّن وتسهم في تكامل المعلومات المرجعية الجغرافية وتبني شراكات أقوى.وأكد أن اعتماد تقنيات جديدة ومبتكرة على نطاق واسع في جميع أنحاء المنطقة هو المفتاح الرئيسي. يجب أن تكون التقنيات متوفرة ويجب أن تكون متاحة لكل من يحتاج إليها من النساء والرجال، سواء أكانوا مزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة، ممن يشكلون العمود الفقري للزراعة الأفريقية، أو رواد أنظمة الزراعة الرأسية المتقدمة كثيفة رأس المال.وقال إن الزراعة الدقيقة وتقنيات الاستخدام الأكثر كفاءة للمياه والتجارة الإلكترونية ومنصات الإرشاد الرقمية وتطبيقات التجميع التي تصل فيما بين المزارعين وتجمعهم معًا وتمكِّنهم من الوصول إلى الأسواق على نطاق واسع دون وسطاء والطائرات المُسيَّرة بدون طيار التي تنقل معلومات عن نمو المحاصيل وتفشي الآفات وأبحاث الجينوم المتقدمة تحدث اختلافات هائلة بالفعل ولقاء تكلفة محدودة في كثير من الأحيان. يجب أن يستمر هذا ويتوسع استخدامه. وأضاف أنه بالرغم من أن التكنولوجيا إنها أداة تحول، وأداة ثورية، إلا أنه لا يمكن للتكنولوجيا وحدها أن توفر الحلول. تتطلب التكنولوجيا بيئات مواتية ومؤسسات داعمة واستثمارات عامة وخاصة هائلة والتدريب والبنية التحتية الإنتاجية. لهذا السبب، تعمل منظمة الفاو على زيادة قدرتها في مجال السياسات والاستثمار على المستوى الإقليمي، لتمكين البلدان من دعم تطوير سياسات ذكية ومتكاملة ومتماسكة ومتقاربة على المستويات القطرية ودون الإقليمية.

مشاركة :