في ظل التطور السريع الذي تشهده التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي يومًا تلو الآخر، تعددت طرق العمليات التسويقية التي يتبعها رواد الأعمال وأصحاب الشركات والعلامات التجارية، على هذه المواقع، مثل “فيسبوك وإنستجرام وتويتر وجوجل” وغيرها من المواقع العملاقة الأخرى، التي تضم تحت مظلتها الملايين من الأشخاص حول العالم. لو أمعنا النظر في منصات التواصل الاجتماعي، سنلاحظ أن ثمة الكثير من الأشخاص المؤثرين كمشاهير الفن والغناء ونجوم كرة القدم والألعاب الرياضية الأخرى، يحرصون على تواجدهم الدائم بشكل فعال ومتواصل بين هؤلاء الملايين الذين يقضون ساعات طويلة بشكل يومي على هذه المنصات؛ من أجل كسب ثقة الكثيرين وتكوين قاعدة جماهيرية عالية. وهذا الحضور القوي والفعال الذي تشهده منصات التواصل الاجتماعي من الشخصيات المؤثرة، أدى إلى ظهور مفهوم جديد للعمليات التسويقية يُقبل عليه رواد الأعمال وأصحاب الشركات؛ للتعريف بخدماتهم ومنتجاتهم التي تقدمها مشروعاتهم ومؤسساتهم التجارية؛ ويُطلق على هذا المفهوم «الإنفلونسر – Influncer»، وهو التسويق من خلال المشاهير، سواء في مجالات الفن أو الموضة أو الرياضة أو المجتمع. يتميز التسويق باستخدام الإنفلونسر، بسهولة الوصول إلى أكبر عدد ممكن من العملاء المحتملين من الجماهير العريقة للشخصيات المؤثرة؛ حيث يتم التسويق من خلال إبداء أحد هؤلاء المؤثرين لرأيه في المنتج أو الخدمة المقدمة من الشركة أو المؤسسة التجارية، أو ظهور هذه الشخصية أثناء استخدام المنتج؛ لذلك سنوضح من خلال هذا المقال كيف يُمكن لرواد الأعمال وأصحاب العلامات التجارية التسويق لخدماتهم أو منتجاتهم باستخدام «الإنفلونسر»؟ التسويق باستخدام الإنفلونسر في البداية، نوضح مفهوم التسويق باستخدام الإنفلونسر، وهو الإعلان عن الخدمة أو المنتج من خلال الشخصيات المؤثرة في المجتمع أو أصحاب الحسابات الأعلى متابعة على شبكات التواصل الاجتماعي؛ لضمان وصول الخدمة إلى أكبر قدر ممكن من متابعي هذه الشخصية، بدلاً من الاعتماد على الأساليب التقليدية للعمليات التسويقية. ويُمكن في هذا النوع من العمليات التسويقية قيام الشخصية المؤثرة بصناعة محتوى جذاب يتحدث فيه عن المنتج أو الخدمة التي تقدمها العلامة التجارية، ويحكي تجربته الشخصية مع الخدمة، وهو الأمر الذي يُسهم في كسب ثقة قطاع كبير من متابعي هذه الشخصية للخدمة التي تقدمها الشركة أو المؤسسة التجارية. مميزات التسويق باستخدام الإنفلونسر – يتميز التسويق باستخدام «الإنفلونسر»، أو أصحاب الحسابات الأعلى متابعة على منصات التواصل الاجتماعي، بوصول الخدمات أو المنتجات التي تقدمها الشركات أو المؤسسات التجارية إلى أكبر قدر ممكن من جمهور الشخصيات المؤثرة، وهو ما يؤدي إلى انتشار العلامة التجارية. – يُساعد في زيادة المبيعات للعلامة التجارية، ومن ثم تحقيق الأرباح والقدرة على التنافسية بين العلامات التجارية المماثلة. – يُسهم هذا النوع من التسويق في جذب الملايين من العملاء للعلامة التجارية، ولكن هذا يتوقف على مدى قوة تأثير الشخصية وطبيعة الخدمة التي تقدمها العلامة التجارية. أنواع الشخصيات المؤثرة تُصنف الشخصيات المؤثرة إلى عدة أنواع، فقوة الشخصية تتوقف على طبيعة ما يقدمه الشخص للجمهور والمتابعين، وهنا سنوضح أنواع الشخصيات المؤثرة، وهي كالتالي: النجوم والمشاهير – الميجا إنفلونسرز: يضم هذا النوع شخصيات ذات قوة تأثيرية عالية بين الجمهور، فهم يمتلكون الملايين من المحبين والمتابعين بمختلف أنحاء العالم، كنجوم كرة القدم ونجوم الألعاب الأخرى والفنانين والمطربين، ولا يُقبل على هذا النوع سوى أصحاب العلامات التجارية العملاقة، نظرًا للتكاليف الباهظة. نجوم السوشيال ميديا – الماكرو إنفلونسرز: يُقصد بهذا النوع الشخصيات التي تمتلك عددًا كبيرًا من المتابعين على شبكات التواصل الاجتماعي يُقدر بالملايين، وربما يكون هؤلاء الأشخاص عاديين ولكنهم يتميزون في مجال معين، والاعتماد على هذا النوع في الحملات التسويقية قد لا يناسب الشركات الناشئة، بسبب التكاليف المرتفعة أيضًا. المؤثر الصغير – المايكرو إنفلونسرز: وفي هذا النوع الأخير نقصد صُناع المحتوى على شبكة الإنترنت، كأصحاب المدونات واليوتيوبرز الذين يُقدر متابعوهم بالآلاف، ويمكن لأصحاب الشركات الصغيرة الاعتماد على هذا النوع في عمليتهم التسويقية؛ نظرًا لقلة التكلفة. اقرأ أيضًا: شبكات التواصل الاجتماعي وتأثيرها في الاقتصاد الإبداعي
مشاركة :