قال رئيس تيار بناء الدولة السورية لؤي حسين اليوم الأحد (10 مايو / أيار 2015) إن من يتحكم بالنظام في سورية حاليا هي إيران سياسيا وعسكريا، وإن كان (الرئيس) بشار الأسد إلى جانب علي مملوك (رئيس مكتب الأمن القومي) يديران عددا من القضايا الداخلية. واعتبر حسين في مقابلة مع وكالة الأنباء الالمانية (د ب أ) اليوم بعد أن فر من نظام الأسد قبل نحو أسبوعين أن "النظام غير قابل للحل أو التطوير وهو على شفير الهاوية وإن كان يصمد لبعض الوقت في دمشق المدينة والساحل السوري الذي فيه تجمع كبير للطائقة العلوية والموالين له من باقي الطوائف، إلا أنه يعرف قبل غيره أنه لم يعد يملك دولة أو يحكم البلاد كالسابق إطلاقا". و قال حسين إن "حزب الله ذراع إيران العسكري في سورية يتصرف كسلطة مستقلة عن نظام بشار الأسد ويعتبر المعركة بالنسبة له معركة وجود". وأضاف حسين وهو معتقل سياسي سابق "لم يكن لدي أي ثقة عندما كنت أعمل من الداخل أن النظام سيقبل بحل سياسي إلا أني كنت أعتقد أنه سيستجيب تحت الضغط لا سيما من حلفائه الروس والايرانيين إلا أن الواقع أثبت أن هذا النظام ذاهب في الدمار والقتل وإحراق البلاد إلى آخر قطرة دم من السوريين" حسب تعبيره . و قال حسين الموجود في تركيا حاليا لإجراء محادثات مع ائتلاف المعارضة السورية بغية البحث في "حلول لخلاص سورية، رغن أننا نعلم أن الائتلاف.. منصة سياسية معتمدة من المجتمع الدولي لتمثيل الشعب السوري.. لذلك الحوار معه حيوي وقد يكون مفيدا من أجل المرحلة الانتقالية التي يجب أن يعمل لها الجميع ". وردا على سؤال لـ(د.ب.أ) عما إذا ما كان يوافق على تدخل خارجي فقال " نحن في التيار نفضل الاجماع بين السوريين على حل عسكري وسياسي لإزالة نظام الأسد وقوى التطرف الظلامية جبهة النصرة وداعش، والدول المعنية بسورية تبدلت أجندتها خاصة بعد أن حول النظام الوضع في البلاد إلى خطر فعلي على هذه الدول لذلك هي تريد إنقاذ سورية ونفسها من الفوضى، ولا أمانع أبدا من مساندة المجتمع الدولي للسوريين من أجل الخلاص ". وتابع "اعتقد أن الأمريكيين يمارسون دور المايسترو المشرف وقد أوكلوا منذ البداية الإدارة إلى كل من السعودية وقطر وتركيا من جهة وإيران من جهة مقابلة والكل يعرف أن اللعب السياسي يتم تحت السقف الأمريكي بما في ذلك الجانب الأوروبي والروسي مع هامش تحرك وفق حجم ومكانة كل من هذه الأطراف الأساسية..". وأضاف حسين الذي أكد أنه لم يعد بإمكانه العودة الى الداخل السوري كونه مطلوبا من نظام الأسد "النظام يدفع نحو مزيد من الحرب الطائفية، بعد أن تحول إلى مليشيا ولم يعد لديه حاضنة اجتماعية كبيرة والنظام بالمعنى الأمني والسياسي يفكر فقط في موقعه ومكانته وكيف يحافظ على الحكم متفردا ولا شيء سوى ذلك بالنسبة له ". وردا على سؤال "هل كنت تخشى مصيرا مشابها للمعارض عبد العزيز الخير لو لم تغادر سورية؟"، قال حسين "نعم في الفترة الأخيرة حدث لدي هذا الاحساس، آل الأسد وأخوالهم آل مخلوف لا يقبلون أي أحد يبرز من الطائفة العلوية غيرهم، لذلك بعد خروجي الأخير من السجن كنت حذرا ولم أقدم تصريحات هامة أو أي نشاط سياسي بارز وكنت تلقيت تهديدات صريحة من النظام بهذا الخصوص لذلك صار الخروج ضروريا ... بشار الأسد صار تفصيلا صغيرا في معادلة الواقع، رحيله مسألة وقت، لكن المشكلة هي حالة البلاد التي وصلت لها، حالة انهيار، فعلا الأسد يحرق البلد ثم يرحل هذا كان شعاره منذ البداية". وردا على سؤال "هل تعول على المشاورات مع دي ميستورا في جنيف؟" قال رئيس تيار بناء الدولة السورية " كل ما في الموضوع بالنسبة لنا نريد أن نبلغه أن وثيقة جنيف واحد غير صالحة للاستخدام لأن النظام لا يمكن أن يكون شريكا في أي حل أو مفاوضات جدية لمرحلة انتقالية، المرحلة الانتقالية غالبا هي بعد انهياره ... "
مشاركة :