جدد رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل السلمي، التأكيد على تضامن البرلمان العربي مع المملكة العربية السعودية ووقوفه معها في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية منشآتها الحيوية والاقتصادية.وأدان التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية، لما تمثله من تهديدات للأمن القومي العربي وصلت إلى درجة عالية من الخطورة لا يمكن السكوت عنها، بدءاً من الاعتداءات في الخليج العربي ومضيق هرمز وبحر عُمان من خلال استهداف السفن واحتجازها، وصولاً لضرب المنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية، التي امتد أثرها اقتصاديًا لكل دول العالم.وشدد رئيس البرلمان، في كلمته اليوم أمام الجلسة الافتتاحية الأولى لدور الانعقاد الرابع للفصل التشريعي الثاني للبرلمان العربي، على موقف البرلمان العربي الثابت والداعم للشرعية في الجمهورية اليمنية لمواجهة انقلاب ميليشيا الحوثي، ودعم أمـن واسـتقرار ووحـدة اليمن وسـلامة وســـيادة أراضـــيه، مثمناً عالياً الاتفاق الذي رعته المملكة العربية السعودية بين الحكومة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي حفظاً للدماء وتوحيداً للكلمة لقطع الطريق أمام أعداء اليمن.وأكد الدكتور "السلمي"، تضامن البرلمان العربي ووقوفه مع مصر ودعمها في حماية أمنها المائي والحفاظ على حقوقها القانونية والتاريخية وحصتها الثابتة في نهر النيل، مطالبًا دولة إثيوبيا، انطلاقاً من العلاقات التاريخية بين الشعبين العربي والإثيوبي، بعدم الإضرار بحصة مصر من نهر النيل والتي تمثل عصب الحياة للشعب المصري.ونبه رئيس البرلمان العربي بأن فلسطين وقدسها، وأرضَها السليبَ، ومعاناة شعبها الصامد، ستظل قضية البرلمان العربي المحورية، وهمه الأول، مطالبًا المجتمع الدولي حفاظاً على الأمن والسلم الدوليين، التحرك الفوري والعاجل لإلزام القوة القائمة بالاحتلال إسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، ووقف السياسات العنصرية التي تنتهجها قوة الاحتلال كل يوم بحق الشعب الفلسطيني من قتلٍ وترهيبٍ واعتقالٍ وتهجيرٍ وتدنيس للمقدسات، وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.كما رحب الدكتور "السلمي" بدعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن" لإجراء الانتخابات الفلسطينية، التي ستكون بدايةً لمصالحةٍ بين جميع الفصائل الفلسطينية وتنهي الانقسام الفلسطيني وتعيد اللحمة بين أبناء الشعب الفلسطيني.وأشار الدكتور السلمي إلى أن البرلمان العربي يعد المساس بسيادة أي دولة عربية هو استهداف لجميع الدول العربية، وفي هذا السياق أدان بشدة العدوان التركي على شمال شرق سوريا، مطالباً بخروج جميع القوات الأجنبية والميليشيات المسلحة من الأراضي السورية، ومرحباً بإعلان تشكيل اللجنة الدستورية، لقناعته بأن حل الأزمة السورية لن يتحقق إلا من خلال عملية سياسية شاملة تحفظ وحدة سوريا وعروبتها وتحقق تطلعات شعبها في الأمن والاستقرار.وناشد رئيس البرلمان العربي في كلمته جميع الأطراف في ليبيا بتغليب لغة الحوار والحكمة وإنهاء الصراع المسلح القائم في البلاد حفاظاً على ليبيا ووحدة أراضيها، مطالبًا في الوقت نفسه برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب انطلاقا من خطة البرلمان العربي التي اعتمدتها قمة القدس في الظهران عام 2018م.وقال الدكتور السلمي: إن البرلمان العربي يتابع بقلق شديد تطورات الأوضاع في جمهورية العراق، ويدين قتل المتظاهرين وقوات الأمن وحرق مباني الدولة، ونحث الحكومة على الاستجابة لمطالب المتظاهرين المشروعة.وحيا رئيس البرلمان العربي في كلمته الشعب اللبناني الذي خرج بجميع أطيافه ومكوناته للمطالبة بإنهاء النظام المحاصصي الطائفي وإقامة نظام مدني يقوم على المواطنة وسيادة القانون ومحاربة الفساد وتحقيق العيش الكريم.وأكد رئيس البرلمان أن دور الانعقاد الحالي للبرلمان سيكون حافلاً بصدور العديد من القوانين العربية الموحدة والإستراتيجيات والوثائق وخطط العمل والرؤى البرلمانية، حيث يعمل البرلمان على إصدار الإستراتيجية العربية الموحدة للتعامل مع دول الجوار الجغرافي، ووثيقة تطوير التعليم في العالم العربي، وقانونين في المجال الاقتصادي في تيسير التبادل التجاري والنقل في العالم العربي، بالإضافة إلى إصدار ثلاث رؤى في مجال الربط الكهربائي العربي وتفعيل السوق العربية المشتركة وتيسير التوجه للاقتصاد الرقمي.وأضاف أن البرلمان العربي في مجال حقوق الإنسان يعمل على إصدار قانون تطبيق عقوبة الإعدام وضمانات التطبيق، ودليل البرلمانيين لتشريع ومراقبة تطبيق حقوق الإنسان، وفي المجال الثقافي والاجتماعي يعمل على إصدار سبعة قوانين عربية موحدة في مجال: حفظ الآثار العربية، وتنظيم عمل المنظمات العاملة في المجال الخيري والإنساني، وشبكة الأمان الاجتماعي، وتعزيز تعليم اللغة العربية في الدول العربية الأقل نمواً، ومكافحة الأمية، وتشجيع القراءة في العالم العربي، والتعاون العربي في مجال الفضاء والأقمار الاصطناعية.وفى ختام كلمته بارك رئيس البرلمان العربي للرئيس قيس سعيد انتخابه رئيساً لجمهورية تونس، وللشعب الإماراتي والعُماني والتونسي نجاح الانتخابات البرلمانية، مرحبا في الوقت نفسه بإجراء الانتخابات الرئاسية في الجمهورية الجزائرية في شهر ديسمبر المقبل.
مشاركة :