قرر الكاتب الصحفي المصري نبيل عبد الفتاح الشروع في الكتابة عن رموز ومثقفي مصر، من الذين كان لهم تأثير على المجتمع، وأسهموا في رسم صورة متحضرة تليق بمصر في جميع المجالات. وتخصص عبد الفتاح في شؤون الجماعات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في القاهرة، كما حصل علي ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة عام 1974، ثم الماجستير من جامعة السوربون الفرنسية في صراع الحضارات عام 1984. وشغل منصب مساعد مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إلى أن أصبح رئيس مركز تاريخ الأهرام في 12 أغسطس عام 2009. نشر الرجل مؤخرا منشورات على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك عن شخصيات وجد فيها ما يكتب عنها، لذلك قرر تحويل منصته الإلكترونية للحديث عن مصر التي أبهرته. وكانت البداية بمنشوره الذي يحث فيه نفسه على تذكر الرموز التي أبدعت وأنتجت، دون ضوضاء أو إعلام أو دعم من السلطة أو من ذوي المكانة أو الثروة أو النفوذ، من الذين جاءوا وذهبوا ولم ينتظروا شيئا من أحد. وبدأ عبد الفتاح يعدد الأسماء، التي يرى فيه أنها قدمت إنتاجها في صمت، ضاربا المثل بالصحفي الكبير محمد التابعي الذي ساهم في تطوير لغة الصحافة المصرية والعربية في سلاسة وأناقة أسلوبية متميزة، منيها مشورا بتوجيه السلام لروحه الجميلة. وتفاعل مع تلك الكتابات العديد من الشخصيات المهتمة بالفكر والثقافة، حيث رد الكاتب ناصر عراق بالثناء على اختيار ذلك النموذج، الذي وصفه بأبي الصحافة الحديثة، حيث أنك عندما نقرأ كتاباته نكتشف كيف تأثر به كثيرًا الثلاثي الأشهر في صحافتنا:مصطفى وعلي أمين ومحمد حسنين هيكل. ويعود عبد الفتاح لذكر نموذج أحر لكن هذه المرة في المجال الفني، حيث يكتب عن عبد الحليم حافظ، الذي ربطه برومانتيكية الصعود الإجتماعي للطبقة الوسطي الوسطي والصغيرة في عهد ناصر.. حدود الصوت والرومانتيكية وقوة إعلام التسلطية ..صوت الصعود وانهياراته. من ضمن الأسماء التي وجد فيها ما يكتب عنها المطرب الشعبي الراحل أبو دراع، حيث قدم له الشكر والتحية على إسهاماته. وانتقل عبد الغتاح للحديث عن الشاعر والكاتب المسرحي والروائي مصري من أصل حضرمي، إندونيسي المولد علي أحمد باكثير، أحد مؤسسي المسرح الشعري. ويبدو أن الكاتب الصحفي المصري نبيل عبد الفتاح، يحاول أن يذكر الناس بتلك الرموز، والتي صنعت تاريخا مشرفا لنفسها ووطنها، كما استمروا في العطاء حتى بعد رحيلهم عن الحياة، وهم لم يصنعوا ضجيجا في حياتهم، وقرروا أن يعبروا عن أنفسهم بتقديم أفكارهم في صورة يقبلها المجتمع.
مشاركة :