من المتوقع أن تكون نتائج الانتخابات للسلطات المحلية في إسرائيل التي جرت أمس أُعلنت في الساعات الأولى من فجر اليوم، بعد أشهر من حملات انتخابية، عنيفة كلامياً في بعضها، خصوصاً في البلدات العربية. وتوقعت لجنة الانتخابات أن لا تتعدى نسبة التصويت في البلدات اليهودية الكبرى 40 في المئة بينما قد تصل إلى 80 في المئة وأكثر في البلدات العربية. وفي حال لم يحصل أي من مرشحي الرئاسة في بلدات تنافَسَ فيها أكثر من مرشحيْن نسبة 40 في المئة، تجري جولة ثانية بعد اسبوعين بين المرشحيْن اللذين حصلا على أكبر نسبة. ويفسر الباحثون في الانتخابات المحلية تدني نسبة المصوتين، خلافاً للانتخابات للكنيست، بأن نسبة عالية من المواطنين يرون في المؤسسات البلدية فاسدة. وكما في الجولات الانتخابية السابقة منذ تسعينيات القرن الماضي، لم تلعب الأحزاب السياسية الكبرى دوراً في هذه الانتخابات التي لم تعد تؤشر حقيقةً إلى الميول السياسية على المستوى القطري، كما كان الحال سابقاً. وشهدت البلدات المختلفة تحالفات غريبة من دون أن تعتمد على معايير واضحة. فبينما شهدت بلدات منافسات بين قوائم مرشحين محسوبين على اليمين وآخرين محسوبين على اليسار، تحالف هؤلاء معاً في مواقع أخرى. وهو ما حصل في البلدات العربية حيث تحالف الحزبان الوطنيان «الجبهة» و»التجمع» في قائمة واحدة أو وراء مرشح رئاسة واحد في بعض البلدات، بينما خاضا حرباً ضروساً الواحد ضد الآخر في باقي البلدات. واهتم الإسرائيليون على وجه خاص بالانتخابات للبلدية الإسرائيلية للقدس التي ينافس على رئاستها مرشحان من اليمين المتشدد، الرئيس الحالي نير بركات المحسوب على اليمين العلماني والقريب من «ليكود»، ومنافسه موشيه ليئون الذي شغل في السابق منصب مدير عام مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو وجاء به إلى المنافسة زعيم «إسرائيل بيتنا» القومي المتطرف أفيغدور ليبرمان نكايةً ببركات، أي لدوافع شخصية. وأحدث هذا التنافس انقساما داخل «ليكود» إذ توزَع أقطابه بين المرشحيْن فيما اتخذ نتانياهو موقف الحياد. كذلك انقسم المتدينون المتزمتون «الحريدم» في ما بينهم ومنحوا المرشحيْن أصواتهم. أما فلسطينيو القدس الذين يشكلون ثلث أصحاب حق الاقتراع (بعد أن ضمت إسرائيل القدس الشرقية بعد احتلالها إلى الغربية) فقاطعوا بسوادهم الأعظم، كما في السابق، الانتخابات للتعبير عن رفضهم الاحتلال وقانون الضم. وفي تل أبيب يتوقع أن يفوز الرئيس الحالي رون حولدائي الذي يعتبر معتدلاً سياسياً بولاية رابعة على التوالي. واهتمت وسائل الإعلام العبرية بالانتخابات في مدينة الناصرة، كبرى المدن العربية في الداخل، بسبب احتمال أن لا ينجح ممثل الحزب الوطني «الجبهة الديموقراطية الحزب الشيوعي» المسيطر على رئاسة البلدية منذ نحو أربعة عقود، رئيس البلدية الحالي رامز جرايسي (الذي يجلس على كرسيه منذ 19 عاماً) في حسم المعركة من الجولة الأولى، في مواجهة أربعة متنافسين أبرزهم نائبه السابق علي سلام والنائب حنين زعبي. وحنين زعبي هي المرأة العربية الوحيدة التي تنافس على رئاسة سلطة عربية. ولم يسبق ان فازت سيدة عربية برئاسة مجلس بلدي، لكن سيدة واحدة هي الراحلة فيوليت خوري ترأست مطلع سبعينيات القرن الماضي رئاسة قرية كفر ياسيف، ليس بعد انتخابها إنما بعد ان خلفت رئيساً منتخَباً. وخسرت بعد عامين المنافسة على الرئاسة. وتشارك 173 سيدة عربية في المنافسة على عضوية المجالس المحلية في 46 بلدة، غالبيتهن في أماكن غير مضمونة. وتتوقع منظمات نسوية وصول 10-15 منهن إلى عضوية المجالس، بينما يبلغ عددهن اليوم ستة فقط.
مشاركة :