دمشق - اتهم قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، مظلوم عبدي تركيا بعدم الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم إبرامه مع واشنطن. وقال مظلوم عبدي في تدوينة عبر موقعه الرسمي على تويتر الخميس ان الخروقات التركية تفرض على واشنطن التدخل بان تقوم بواجبها في صد قوات الاحتلال التركي. وأكد مظلوم عبدي ان القوات الكردية مازالت تقاوم وتصد الهجوم التركي مشيرا الى ان الفصائل الجهادية الموالية لها بدأت باحتلال القرى المسيحية وتحاول اقتحام بلدة تل تمر ذات الغالبية الأشورية المهددة بالإبادة. وتأتي تحذيرات عبدي تزامنا مع إطلاق القوات الأميركية أولى دورياتها بعد قرار الانسحاب من الشمال السوري بداية الشهر الجاري والذي شجع أنقرة على بدا هجوم ضد الأكراد في شمال سوريا. وفي المقابل قال شهود ومسعف إن ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا الخميس في انفجار سيارة ملغومة في سوق مزدحمة في مدينة عفرين بشمال غرب سوريا الواقعة تحت سيطرة فصائل معارضة مدعومة من تركيا. وقالوا إن الانفجار أصاب 30 شخصا على الأقل بجروح. وانتزع الجيش التركي بمساعدة حلفائه من مقاتلي المعارضة السورية مدينة عفرين التي تقطنها أغلبية كردية من وحدات حماية الشعب الكردية السورية في هجوم كبير في مارس/آذار 2018. وأقامت القوات التركية منذ ذلك الحين منطقة عازلة داخل شمال سوريا تمتد على أغلب الشريط الحدودي. وأظهرت تسجيلات نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أضرارا بالغة لحقت بمنطقة السوق واندلاع حرائق. ولم يتم التحقق على الفور من صحة التسجيلات. وكثيرا ما تستهدف هجمات مماثلة بسيارات ملغومة مناطق مدنية مزدحمة في البلدات التي تقطنها أغلبية عربية قرب الحدود مع تركيا والواقعة تحت سيطرة قوات مدعومة من تركيا. ويلقي سكان ومعارضون في شمال غرب البلاد الذي تسيطر عليه المعارضة اللوم في هذه الهجمات على وحدات حماية الشعب الكردية لكن القوات الكردية تنفي الاتهامات. وتقول القوات التي يقودها أكراد إنها تشن حرب عصابات على القوات التركية لكنها تنفى استهداف مدنيين. ومع تصاعد الخطر التركي شمال سوريا دعا الجيش السوري الأربعاء مقاتلي قوات سوريا الديموقراطية الى الانخراط في صفوفه، لكن هذه القوات رفضت الدعوة مشددة على ضرورة التوصل "إلى تسوية سياسية تحفظ خصوصيتها". وتأتي هذه الدعوة بعد أن انتشر الجيش السوري في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية في نقاط حدودية عدة على الحدود مع تركيا في إطار اتفاق بين النظام والأكراد. وقالت وزارة الدفاع السورية في بيان نقلته سانا إن "القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة وبعد بسط سيطرتها على مناطق واسعة من الجزيرة السورية، تدعو عناصر المجموعات المسماة قسد (قوات سوريا الديمقراطية) الى الانخراط في وحدات الجيش للتصدي للعدوان التركي الذي يهدد الأراضي السورية". ورفضت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية مساءً دعوة دمشق فقالت في بيان إن "وحدة الصفوف يجب أن تنطلق من تسوية سياسية تعترف وتحافظ على خصوصية قسد وهيكليتها، وإيجاد آلية سليمة لإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية السورية". وكتب قائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي لاحقاً في تغريدةٍ إنه كان الأجدى "بالوزارة تقديم حلّ على ضوء ما اقترحناه وهو المحافظة على خصوصية قسد في مناطق تواجدها لتكون جزءا من المنظومة الدفاعية السورية". وتأتي دعوة دمشق غداة إعلان روسيا اكتمال انسحاب القوات الكردية من المنطقة، تنفيذاً لاتفاق توصلت إليه موسكو وأنقرة في 22 تشرين الأول/أكتوبر ونصّ على انسحاب المقاتلين الأكراد بعمق 30 كيلومتراً خلال مهلة 150 ساعة، انتهت الثلاثاء الساعة 15,00 ت غ. وتابعت وزارة الدفاع السورية في بيانها "أننا في سوريا نواجه عدوا واحدا ويجب أن نبذل مع أبناء سوريا الموحدة من عرب وأكراد دماءنا لاسترداد كل شبر من أراضي سوريا الحبيبة"، معربةً عن استعدادها لتسوية أوضاع المتخلفين عن الخدمة الإلزامية والاحتياطية والمطلوبين أمنيا". ونقلت سانا كذلك عن وزارة الداخلية السورية القول إنها جاهزة "لتقديم كافة الخدمات المتعلقة بشؤون الأحوال المدنية لجميع أهالي منطقة الجزيرة السورية الذين منعتهم ظروفهم الصعبة من الحصول عليها". وبحسب سانا، أعلنت الوزارة في بيان أنها مستعدة لاستقبال "كل من يرغب بالالتحاق بوحدات قوى الأمن الداخلي من المجموعات المسماة أسايش"، وهي وحدات أمن داخلي تابعة للإدارة الذاتية. وبدأت أنقرة مع فصائل سورية موالية لها في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر هجوماً واسعاً في شمال شرق سوريا، لإبعاد المقاتلين الأكراد عن حدودها وإنشاء "منطقة آمنة" بعمق 30 كيلومتراً، ولإعادة قسم كبير من 3,6 مليون لاجئ موجودين على أراضيها. وتصنّف أنقرة المقاتلين الأكراد "إرهابيين"، وتعدهم امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً على أراضيها منذ عقود. وبطلب من الأكراد، انتشرت قوات النظام في مناطق حدودية في شمال شرق سوريا، بعدما كانت قد انسحبت منها تدريجياً منذ العام 2012. وفي الوقت نفسه، ستبدأ قوات تركية وروسية بتسيير دوريات في مناطق حدودية بين سوريا وتركيا بعمق 10 كيلومترات في شمال شرق سوريا الجمعة، وفق ما أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأربعاء.
مشاركة :