الشارقة: يوسف أبولوز بدأ جناح اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، وللمرة الأولى في زمن السنوات الأخيرة من عُمر المعرض ممتلئاً بغياب الشاعر حبيب الصايغ الذي كان يحرص على البقاء لساعات في الجناح، وقد تحلّق حوله عدد من كتّاب الإمارات والعرب المقيمين والضيوف، كأنما بذلك يؤكد رمزية الاتحاد ومعناه الثقافي في هذه التظاهرة العربية العالمية، وفي إشارة وفاء للراحل الذي شغل الساحتين الإماراتية والخليجية بحضوره الشعري والنثري عُلّقت له لوحة بورتريه، كتب تحتها بيتاً من الشعر قاله ذات يوم:علّة الدهرِ أن مثلك يمضيتاركاً خلفه الزمان عَليلا.إصدارات الاتحاد للعام 2019 تنوّعت بين الشعر والقصة القصيرة والنقد والرواية، ومن أبرزها «أثر الحداثة وما بعدها في النص السردي الإماراتي» للناقد عزت عمر الذي واكب عن قرب حركة القصة والشعر في الإمارات طوال هذه السنوات.هذا الإصدار النوعي جاء بالتعاون بين الاتحاد ووزارة الثقافة وهو أحد الكتب الفائزة في هذه الدورة التي كرّمت عدداً من الكتّاب ودور النشر.في الفصل الأول من الكتاب يقرأ عمر، ما سمّاه جدل الماضي والرّاهن في نماذج سردية إماراتية منها نصوص ل أمنيات سالم وصالحة غابش، وحصة الكعبي، ولولوة المنصوري، وعائشة العاجل، وفتحية النمر، ويلاحظ هنا تركيزه على القلم النسائي الإماراتي وتجريباته السردية في العقدين الماضيين، ويرى في الفصل الثاني أن كل قصة أو نص سردي لا يمكن له أن يكتب خارج الزمان.. وفي الفصل الثالث يقارب عمر بين ما رآهما «أزمتين» في القصة الإماراتية الحديثة وأطلق عليهما: «أزمة نصّ» و«أزمة تلقٍّ..»، ويقرأ في الفصل الرابع نصوصاً من القصة القصيرة جداً.يقرأ عمر تحت عنوان «ما بعد الحداثة وتفاعل الثقافات..»، نصوصاً لعائشة الكعبي، وفاطمة الكعبي، وحصّة لوتاه وأخريات، وفي الخامس يربط بين الرواية الإماراتية الجديدة في ضوء مصطلحين: «ما بعد الحداثة»، و«الثورة الرقمية».من إصدارات 2019 للاتحاد «قصائد من الشرق والغرب» عبارة عن ترجمات للشاعر الإماراتي د. شهاب غانم الذي نقل إلى العربية قصائد لشعراء من أمريكا، وبريطانيا، والصين، والهند: بوب ديلان، وليم كارلوس وليمز، نعومي شهاب ناي، وماوتسي تونج، وجانج جي، ومحمد إقبال وكمالا داس. وفي الكتاب قصيدة مهداة إلى محمود درويش كتبها الشاعر الهندي ساتشيد أناندان ومنها:«لقد بسطنا أيدينا من أجل الخبزفأعطونا الرصاصورفعنا رؤوسنا للأزهارفأعطونا السكاكين».وفي سياق الشعر صدرت مجموعة للشاعر الإماراتي «طلال الجنيبي» بعنوان «أراك عكسك» وتضم 35 قصيدة، ولوحظ قصر هذه النصوص التي جاءت في إطار قصيدة التفعيلة.على صعيد القصة القصيرة صدرت عن الاتحاد مجموعة لشيخة الناخي بعنوان «أنا طفولتك الجميلة» وهي رائدة القصة القصيرة الإماراتية وضمت 29 نصاً.. ومن مناخاتها الصورة التالية من نصّ بعنوان «إنك لن تخذلني».. «.. انقشع الظلام ولم تنم نفوس معذبة غرقت في سهادها. نامت الأعين إلاّ عين راشد فقد جفاها النوم. وكيف له أن ينام وقد طعن في الصميم يوم أن هجره الأهلون بلا جرم ارتكبه..».صدر عن الاتحاد أيضاً الجزء الثاني من رواية «أميرة حيّ الجبل» لعلي أحمد الحميري، وتبدأ بمشهد من مطار لندن وتتحرك بعد ذلك في فضاء سردي مملوء بالشخصيات والأحداث ما يمكن أن يسمى «تقطيعات» روائية تخفف من حجم الرواية التي جاءت في 300 صفحة من القطع الكبير «الجزء الثاني».. ومن مناخاتها: «.. لقد بهرت حقاً بما فعل، ويفعل صاحبي.. أستاذي القروي المثقف، كما أطلق عليه العمّ أبو بوشا، وهو مجرد خادم في قصر حيّ الجبل، ومرّت به لحظات، وددت فيها لو بقيت مع أولئك القوم، لكن أول ما منعني والداي العجوزان..».صدر عن الاتحاد، أيضاً، في 2019 كتاب «متى يعيش الوطن فينا»، وهو مجموعة مقالات لمحمد شعيب الحمادي تراوح بين ما هو وطني واجتماعي وإنساني، ومثلما بدأنا بصورة حبيب الصايغ وحضوره في الغياب نختم به أيضاً؛ فالصايغ يكتب أو يقدّم المؤلف بالقول.. «.. يكتب محمد شعيب الحمادي عن الوطن، أو يكتب الوطن بكل جوارحه وأحاسيسه، ويتفوّق على نفسه في كل مرة ويتناول الإمارات عنوان كتابه، وعنوان عشق ووجود ومصير، مدافعاً عن الوطن ورموزه، ومستمداً وهو يكتب، طاقة الكتابة والإبداع من دم الروح».
مشاركة :