رئيس «جنرال إلكتريك» في السعودية: نسعى لتنويع موارد الطاقة والاقتصاد تماشياً مع «رؤية 2030»

  • 11/1/2019
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

قال هشام البهكلي، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة «جنرال إلكتريك» في السعودية والبحرين، إن الشركة العالمية تسعى للوصول إلى مستويات أعلى على صعيد الإنتاجية والكفاءة التشغيلية في قطاع الطاقة بالمملكة، وذلك من خلال العمل مع شركائها في البلاد، مشيراً إلى أن تركيز الشركة في الوقت الحالي منصبٌّ على تطوير استثماراتها في السعودية. وبيّن البهكلي في حديث لـ«الشرق الأوسط» على هامش «مبادرة مستقبل الاستثمار» أن «جنرال إلكتريك» ستواصل العمل على إطلاق مبادرات جديدة في السعودية تعزز حضورها وتوطد شراكاتها في البلاد، موضحاً أن الشركة عملت على تركيب أكثر من 500 توربين غازي في المملكة، حيث تسهم تقنياتها في توليد أكثر من نصف الطاقة الكهربائية المنتجة فيها. وتطرق البهكلي إلى عدد من المحاور عن عمليات الشركة في البلاد من خلال الحوار التالي: > ما استراتيجية «جنرال إلكتريك» في السعودية خلال المرحلة المقبلة؟ - تتمتع «جنرال إلكتريك» بحضور قوي وشراكات عديدة في السعودية منذ أكثر من 80 عاماً، ويعود تاريخ هذه العلاقة إلى ثلاثينات القرن الماضي عندما قامت الشركة بدعم أول مشاريع التنقيب عن النفط عبر تزويد الآليات التوربينية اللازمة. وعلى مر السنين، حرصنا على تطبيق عملياتنا لتكون منسجمة في المضمون والأهداف مع الرؤى التنموية السعودية، وركزنا بشكل خاص على الاستثمار في المنشآت المحلية وتطوير الموارد البشرية. وفي المرحلة الراهنة، تتماشى استراتيجيتنا تماماً مع أهداف «رؤية 2030» التي تولي أولوية قصوى لتنويع موارد الطاقة والاقتصاد، وتوفير الفرص الوظيفية المثمرة للمواطنين السعوديين وإثراء معارفهم وخبراتهم، بالتزامن مع ترسيخ ثقافة الابتكار المحلي. وعلى صعيد قطاع الطاقة، فإن استراتيجيتنا تقوم على دعم الشركاء في تحقيق مستويات أعلى من الإنتاجية والكفاءة التشغيلية. > هل ستعلن «جنرال إلكتريك» عن استثمارات مهمة في السعودية؟ - لدينا العديد من الاستثمارات المهمة في السعودية، وينصبّ تركيزنا بشكل رئيسي على تطوير هذه الأصول. فعلى سبيل المثال، يمثل «مركز جنرال إلكتريك للصناعة والتكنولوجيا» في الدمام منطلقاً أساسياً لمبادراتنا في مجال التوطين، ولا تقتصر أهميته على تصنيع وصيانة وتصليح معدات قطاع الطاقة، بل يسهم بدور بارز في بناء منظومة عمل صناعية سعودية متكاملة. ويضم المركز أيضاً وحدة أعمال «جنرال إلكتريك السعودية للتوربينات المتقدمة»، المشروع المشترك مع «دسر»، إضافة إلى مركز أبحاث بيئات العمل الحارة والقاسية (هوت آند هارش) عبر استثمار بقيمة 15 مليون دولار أثمر عن التقدم بطلب الحصول على 20 براءة اختراع في قطاع الطاقة حتى اليوم. ونتطلع إلى بناء منطلق قوي للعمليات الصناعية والابتكار، حيث يدعم «مركز جنرال إلكتريك للصناعة والتكنولوجيا» الاقتصاد المحلي من خلال التعاون مع المشاريع السعودية الصغيرة والمتوسطة، علاوة على المساهمة في تعزيز الصادرات، لكونه يقدم خدماته إلى أكثر من 70 عميلاً في 40 دولة. وسنواصل العمل على إطلاق مبادرات جديدة في المملكة تعزز حضورنا وتوطّد شراكاتنا، وسنعلن عن المزيد من التفاصيل في الوقت المناسب. > كيف يمكن لـ«جنرال إلكتريك» المساهمة في تعزيز كفاءة قطاع الطاقة بالمملكة؟ - يرتبط تعزيز الكفاءة والإنتاجية في قطاع الطاقة باستخدام التقنيات الحديثة وتوظيف الكوادر المزودة بالمهارات والكفاءات المناسبة، ونحن ملتزمون بتقديم كل سبل الدعم المتاح في هذين المجالين. وبالنسبة إلى محطات توليد الطاقة، بإمكاننا المساعدة في تقديم أكثر التوربينات الغازية ذات الاستطاعة عالية الكفاءة في العالم، من خلال تقنية HA التي طوّرتها «جنرال إلكتريك»، وحققت من خلالها رقمين قياسيين للكفاءة في محطات الطاقة العاملة بالدورة المركبة عن فئتي 50 و60 هرتز. وباشرنا فعلياً تصدير قطع توربينات من مركز «جنرال إلكتريك السعودية للصناعات المتقدمة» المجهز تماماً لتصنيع هذه التوربينات محلياً. وبإمكاننا أيضاً المساهمة في تعزيز كفاءة محطات الطاقة الحالية من خلال حلول التحديث وغيرها من التقنيات المبتكرة. وعلى سبيل المثال، يجري استخدام حلول «مسار الغاز المحسَّن (AGP)» لتحديث عمليات ثلاثة توربينات غازية في محطة الهفوف التابعة لشركة «الإسمنت السعودية»، حيث سيساعد تطبيق هذه الحلول في رفع الاستطاعة الإجمالية للتوربينات بما يصل إلى 16.9%. وقامت «جنرال إلكتريك» حتى اليوم بتركيب أكثر من 500 توربين غازي في المملكة، وتسهم تقنياتنا في توليد أكثر من نصف الطاقة الكهربائية المنتجة فيها. واكتسبنا من خلال هذه المبادرات والمشاريع فهماً أكثر عمقاً لمتطلبات السوق المحلية، مما يتيح لنا التركيز على تمكين محطات التوليد من تعزيز أدائها التشغيلي، وخفض الفترات الزمنية الفاصلة بين عمليات الصيانة. وفي الوقت ذاته، نواصل الاستثمار في تطوير إمكانات وخبرات موظفينا في السعودية من خلال برامجنا التدريبية عالمية المستوى، وفي مجالات تشمل إدارة العمليات والإدارة المالية والهندسة. > تركز السعودية على تطوير عدة قطاعات حيوية بما في ذلك الطاقة المتجددة، فما خطط «جنرال إلكتريك» لدعم الجهود الوطنية في هذا المجال؟ - تعد «جنرال إلكتريك» من رواد التقنيات الداعمة لقطاع الطاقة المتجددة في العالم، وتتمتع بحضور قوي في أكثر من 55 دولة، وتسهم في توليد 400 غيغاواط من الطاقة باستخدام هذه الموارد. ونحن ملتزمون تماماً بدعم أهداف المملكة الرامية إلى توليد نحو 60 غيغاواط بالاعتماد على المصادر المتجددة بحلول عام 2030، وقمنا بتركيب اثنين من توربينات الرياح 2.75 - 120 كمشاريع تجريبية في عامي 2016 و2017. ولدينا بيانات تشغيلية حول درجات الحرارة المرتفعة والبيئات الرملية التي ستتيح لـ«جنرال إلكتريك» تحسين تصاميم توربينات الرياح لتنسجم مع البيئة الطبيعية السعودية ومناطق أخرى ذات مناخ مماثل حول العالم. > ما مساهمات تقنيات «جنرال إلكتريك» الرقمية في تطوير قطاع الكهرباء السعودي؟ - تتعاون «جنرال إلكتريك» مع الشركاء والعملاء لتعزيز التحول الرقمي لقطاع الطاقة. ومن هذا المنطلق، افتتحنا المركز السعودي لكفاءة توليد الطاقة (إس بي آي سي) ليكون منشأة لمراقبة وتشخيص أداء التوربينات الغازية والبخارية، وذلك بالتعاون مع الشركة السعودية للكهرباء. وتعد هذه المنشأة جزءاً من «مركز جنرال إلكتريك للصناعة والتكنولوجيا» في الدمام، وتقدم خدماتها على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع لمراقبة نحو 350 توربيناً غازياً وبخارياً في السعودية، وتحليل ما يصل إلى 15 تريليون نقطة بيانات في السنة، لتحديد المشكلات بشكل استباقي وبالتالي رفع موثوقية العمليات التشغيلية وتحسين أداء محطات توليد الطاقة التابعة للشركة السعودية للكهرباء. > ما أبرز التحديات التي تواجهكم؟ - أثق تماماً بأن «رؤية السعودية 2030» قد مهّدت الطريق أمام العديد من الفرص العامة لتعزيز الابتكار ومبادرات التوطين. ومن هنا، نوجه أنظارنا دائماً إلى النواحي الإيجابية، ونعمل بأسلوب يسهم في دعم تحقيق أهداف «رؤية 2030» بما في ذلك توفير فرص العمل للمواطنين السعوديين وإثراء معارفهم وخبراتهم، والمساهمة في تنويع الموارد الاقتصادية وتعزيز الصناعات المحلية بالتعاون مع المشاريع السعودية الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز الصادرات في مجال الخدمات ذات القيمة المضافة من المملكة إلى العالم، علاوة على الاستثمار في الحلول والتقنيات التي تساعد محطات توليد الطاقة في تحقيق مستويات جديدة من الإنتاجية والكفاءة التشغيلية. > يشهد القطاع التقني تطورات متسارعة، فهل سيؤثر ذلك على كفاءة التقنيات التي تم إطلاقها سابقاً في مختلف القطاعات، ولا سيما في قطاع الطاقة؟ - الحل الأمثل هو تطبيق حلول التحديث عند الضرورة والمحافظة على مستوى أداء الخدمات الاعتيادية. وبصفة شركتنا رائداً عالمياً في قطاع توليد الطاقة، نركز على توفير الحلول المناسبة لمتطلبات شركائنا لمساعدتهم في توسعة نطاق أعمالهم. ويمكننا توفير مستويات جديدة من الكفاءة لمحطات الطاقة، من خلال ابتكارات تشمل المحطات الرقمية وحلول التحديث والخدمات، وصولاً إلى تقنية أكبر التوربينات الغازية وأكثرها كفاءة في العالم. > ما دوركم في قطاع الرعاية الصحية في السعودية؟ - تلعب «جنرال إلكتريك» دوراً رئيسياً في دعم التحول الرقمي في قطاع الرعاية الصحية، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تعزيز مستويات الكفاءة والجودة وسهولة الوصول للمرضى. وتشهد خدمات الرعاية الصحية في المملكة تطورات إيجابية ملموسة تستند إلى «رؤية 2030» وخطة التحول الوطني. وتتعاون وزارة الصحة عن كثب مع مزوّدي الرعاية الصحية من القطاع الخاص لتطوير نظام طبي متكامل وقوي يشمل كل مراحل الرعاية، بالاعتماد على أحدث نماذج الأعمال المبتكرة والتركيز على التحول الرقمي. ونولي أولوية قصوى للاهتمام بصحة الناس في السعودية والمنطقة بشكل عام. ونتعاون بشكل وثيق مع شركائنا لبناء أنظمة تتسم بالكفاءة والاقتصادية وتضمن في الوقت ذاته أفضل مستويات الرعاية، ويشمل ذلك تحسين حلول التشخيص والنتائج التشغيلية، للمساعدة في توفير حلول طبية تناسب الاحتياجات المحلية وتجعل تجربة المرضى أكثر راحة وسلاسة. ونواصل العمل على دعم المنظومة الصحية الوطنية من خلال برامج التدريب النوعية. ومثال ذلك تعاوننا مع «مدينة الملك فهد الطبية» لإعداد معهد تدريبي للمهارات الطبية، حيث يقدم المعهد نموذجاً تدريبياً جديداً يقوم على التحفيز والتوجيه ويتضمن ورش العمل وبرامج التدريب عبر الإنترنت. ويخضع نحو 10 آلاف اختصاصي سعودي سنوياً للتدريب التقني والطبي والقيادي في المعهد. ونحن فخورون بأن مستشفيات وعيادات السعودية تستخدم ما يتجاوز 20 ألف تقنية طبية طوّرتها «جنرال إلكتريك». وسنستمر بالعمل مع عملائنا لتطوير حلول جديدة ومبتكرة تسهم في إيجاد حلول ناجعة للتحديات التي تواجه قطاع الرعاية الصحية، بما في ذلك هيكليات التحالفات ونماذج مشاركة المخاطر والتوريد وحلول تصميم البنى التحتية.

مشاركة :