بغداد: «الخليج»، وكالات تصاعدت التظاهرات العراقية في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، أمس الخميس، وتدفق الآلاف إلى أماكن التظاهر، مطالبين الجهات المعنية بالاستجابة لمطالبهم، وفي مقدمتها إنهاء نظام اقتسام السلطة على أساس طائفي باعتباره السبب في الفساد المستشري والمصاعب الاقتصادية، فيما قتل متظاهر وأصيب أكثر من 50 آخرين على يد قوات الامن في ساحة التحرير قرب جسر الجمهورية في وسط بغداد. وقال مصدر أمني، إن «متظاهراً توفي متأثراً بجروحه وأصيب آخرون نتيجة تجدد إطلاق القنابل المسيلة للدموع ضمن جسر الجمهورية». وكشف عضو في مفوضية حقوق الانسان العراقية، عن مقتل متظاهرين اثنين و100 مصاب في ساحة التحرير وسط بغداد، يوم الاربعاء. وقُتل أكثر من 250 شخصاً وسقط نحو 11 الف جريح في اشتباكات مع قوات الأمن والجماعات شبه العسكرية الموالية للحكومة منذ اندلاع الاحتجاجات في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول، بحسب لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب العراقي. وقال رئيس اللجنة، أرشد الصالحي، في مؤتمر صحفي، إن «عدد المعتقلين أكثر من 2500 متظاهر، أفرج عن 1500 منهم»، مبيناً أن «على الحكومة أن تعلم أن هيبة الدولة حالياً في انهيار، بسبب الانتهاكات التي تحصل للمتظاهرين السلميين». وأشار إلى أن «الشعب يريد تعديل قانون الانتخابات، خصوصاً أن هذا القانون تمت صياغته وفق أطر سياسية لكتل سياسية معينة، وهذا أمر مرفوض والشعب رفضه، ولهذا يجب الاستماع لإرادة الشعب». ولقي المتظاهر حتفه في العاصمة بغداد في وقت مبكر من صباح أمس عندما أطلقت قوات الأمن عبوة غاز مسيل للدموع على صدره ليصبح أحدث من ماتوا من جراء إصابات تتعلق بعبوات الغاز المسيل للدموع. وقال المتظاهر حسين الذي لم يذكر اسمه كاملا في ميدان التحرير «نريد تغييرا كاملا للحكومة. لا نريد عزل مسؤول أو اثنين واستبدالهم بغيرهم من الفاسدين. نريد اجتثاث الحكومة من جذورها». وأضاف «هم يعتقدون أننا سنحتج ليوم أو يومين ثم نعود لديارنا. لا.. سنبقى هنا حتى تسقط الحكومة». واجتاح المتظاهرون من مختلف الطوائف والأعراق وسط بغداد تعبيراً عن الغضب من النخبة التي يعتبرونها فاسدة ومرتبطة بقوى أجنبية ومسؤولة عن الفقر الذي يعاني منه الشعب وتدهور الخدمات العامة. واجتاحت الاحتجاجات سبع محافظات أخرى أغلبها في الجنوب. وتجمع آلاف في الناصرية والديوانية والبصرة الغنية بالنفط وخرج مئات في الحلة والسماوة والنجف وكربلاء. ورغم الثروة النفطية الضخمة، فإن الكثير من العراقيين يعانون من الفقر ونقص المياه والكهرباء والرعاية الصحية والتعليم. وأغلب المحتجين شباب يسعون قبل كل شيء إلى الحصول على فرص عمل. ويتهم كثير من العراقيين النخبة السياسية بالخضوع للولايات المتحدة أو لإيران، ويقولون إنهما يستغلان العراق في صراعهما على النفوذ في المنطقة دون الاكتراث باحتياجات مواطنيه.
مشاركة :