ان دول الاقاليم تؤثر وتتأثر سياسيا بالدول المتاخمة لحدودها وفي السياسة تتداخل المواقف السياسية بين دول الاقاليم بحيث تصبح كل دولة لها حجة تأثرها بالدول الاقليمية الاخرى اكان سلبا ام ايجابا! وكان نائب وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان قد صرح قائلا: ان طهران تعتبر أمن اليمن من امنها وفي حسابات الجمهورية الاسلامية الايرانية: ان امن سوريا من امنها وان امن العراق من امنها وان امن لبنان من امنها وان امن غزة من امنها وهي تقول ذلك لأنه اصبح لها موطئ قدم سياسي هناك وسواء اتفقنا ام لم نتفق معها فان الواقع السياسي يجيز لها قول ذلك... ومن المنظور السياسي ونحن صدد الازمة اليمنية فان الواقع السياسي العملي والعقلاني يتيح دعوة الطرف الايراني الى طاولة الحوار لايجاد حلول عقلانية وموضوعية تجاه القضية اليمنية. لقد اصبحت نتائج الصدامات العسكرية واقعا مأساويا في شمال اليمن وجنوبه وكان مفعول الحرب ونتائجه التدميرية المادية والمعنوية اخذت تنعكس سلبا في نفوس الناس وفي نمط حياتهم وفي العلاقات فيما بينهم وفي انعكاساتها بالحرمان المادي والمعنوي في حياتهم ولقد جفت وقست قلوبهم وجعلت الكثيرين منهم يصارعون من اجل انفسهم فقط.. الا ان الواقع لا ينفي ان ملاحم بطولية فائقة التضحيات من ابناء الجنوب دفاعا عن ارض الجنوب: فالجنوبيون ومنذ حراكهم الوطني في فلك الارتباط تتنامى تضحياتهم من اجل خصوصية قضيتهم العادلة في حق تقرير المصير ولا يمكن اللعب بخلط الاوراق ودمج القضيتين في قضية واحدة تحت شعار القومية والوحدة اليمنية: فالجنوب العربي وعاصمته عدن استوى في التاريخ بمعزل عن الشمال وفي ظروف مادية التاريخية التي تكونت تاريخيا في الشمال! ان عدن التاريخ والتاريخ مجداً جنوبيا في عدن: اتركوا التاريخ ينهض بشعوبه ودعوا الشعوب تنهض بتاريخها! ولا تكسروا التاريخ بنزعات المشاعر والعواطف القومية ان كسر التاريخ جريمة لا يغفرها التاريخ! صحيح ان عاصفة الحزم دمرت مواقع الحوثيين والمخلوع علي عبدالله صالح الا ان السيطرة على الارض وعلى مواقع الحوثيين والمخلوع علي عبدالله صالح هو ما يشكل واقعا ماديا عسكريا في تحقيق الانتصار على العدو. ان انهاء ضرب مواقع الحوثيين والمخلوع علي عبدالله صالح بطائرات عاصفة الحزم والدعوة الى طاولة الحوار دعوة وفق اجندة ترضي الاطراف بما في ذلك الطرف الايراني من واقع ان لا حول ولا قوة للحوثيين خارج النفوذ الايراني وسواء شئنا أم ابينا فان الواقع الايراني يتشكل سياسيا بين دولنا العربية ولا مفر لنا سياسيا من ابعاده خارج طاولة الحوار في حل القضية اليمنية! لقد اصبحت المسألة مسألة انسانية في المآسي التراجيدية التي يتعرض لها الاطفال والنساء اكان في الشمال ام في الجنوب وكأن الحوثيين وانصار المخلوع علي عبدالله صالح يفرغون احقادهم في قصف المنازل الآمنة في الجنوب انتقاما همجيا بشعا في اخذ الثأر من قصف طائرات عاصفة الحزم!
مشاركة :