المرجع الديني الأعلى للشيعة في العراق، علي السيستاني، بالهجمات على المتظاهرين، وحذر من أي تدخل خارجي في الاحتجاجات المناهضة للحكومة. وقال السيستاني، على لسان المتحدث باسمه، إنه لا ينبغي السماح لأي قوى إقليمية أو دولية بمصادرة إرادة الشعب العراقي. وجاءت تصريحات السيستاني بعد يوم من نصائح المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي "لكل من يهمه أمر العراق ولبنان بجعل استعادة الأمن في البلدين أولوية". وقد وجه عدد من المتظاهرين اتهامات لإيران باستخدام أنصارها في العراق لمحاولة القضاء على المظاهرات باستخدام العنف. وللشهر الثاني، تتواصل في العراق الاحتجاجات التي شابتها أعمال العنف أسفرت عن مقتل أكثر من 250 شخصا. وتستمر المظاهرات بالرغم من تعهد الحكومة بإجراء إصلاحات. مصدر الصورةGetty Imagesوعود بالإصلاح وأعلن الرئيس العراقي، برهم صالح، في خطاب مؤثر بثه التلفزيون الحكومي أمس مجموعة قرارات وإجراءات، يأمل من خلالها عودة الهدوء إلى شوارع مدن البلاد. وقال صالح إن رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، مستعد للاستقالة من منصبه، نزولا عند طلب المحتجين. وناشد الكتل البرلمانية التفاهم على بديل مقبول تفاديا لأي فراغٍ دستوري. وكشف الرئيس العراقي عن إجراء انتخابات مبكرة بمجرد الموافقة على مشروع قانون جديد للانتخابات يشرف عليه خبراء قانونيون محليون ودوليون، ويسمح باقتراع أكثر عدلا وأفضل تمثيلا للشعب، ويحمي أصوات الناخبين من التلاعب والتزوير، على حد تعبيره. وأوضح صالح أن ملفات فساد أحيلت بالفعل إلى القضاء للبت فيها وأن حل الأزمة الحالية يكمن في "إجراء إصلاحات ومواجهة المجرمين... ومحاكمة المتورطين في العنف الذين يريدون سوء بالعراق". وانتهى خطاب الرئيس بالتأكيد على أن مؤسسة الرئاسة ستمهد لحوار وطني يناقش الاختلالات البنيوية في منظومة الحكم وصولا إلى حكم رشيد بإشراف خبراء، على حد تعبيره.مصدر الصورةGetty Images متى بدأت الاحتجاجات ولماذا؟ اندلعت المظاهرات في يوم 1 أكتوبر/ تشرين الأول، الذي شهد مقتل نحو 157 شخصا، معظمهم من المحتجين في بغداد. وقتل 74 آخرون، على الأقل، في احتجاجات لاحقة. وامتدت المظاهرات إلى أنحاء شتى في العراق، بينها مدينة كربلاء. ونددت منظمة العفو الدولية بالعنف في كربلاء، قائلة إن الشرطة تستخدم "قوة مفرطة قاتلة" في مواجهة المتظاهرين "بطريقة غير قانونية وغير مبالية". وقد تصاعدت وتيرة الاحتجاجات التي بدأت مدفوعة بغضب الشارع بسبب تفشي الفساد والبطالة، وسرعان ما تحولت للمطالبة باستبعاد شخصيات سياسية ودينية. كما ندد المحتجون بتأثير قوى برلمانية من ضمنها فصائل الحشد الشعبي التي نزل بعض أعضائها إلى شوارع العاصمة بغداد مساء أمس في استعراض للقوة، وهو ما أثار مخاوف من نشوب مواجهات مع المحتجين. وقالت مبعوثة الأمم المتحدة في العراق، جنين هانيس-بلاشير "يجب أن تنتهي دائرة العنف الشريرة"، وحثت على إجراء حوار وطني استجابة لمطالب المحتجين.
مشاركة :